التعذيب والإهانة والتمييز وراء اشتباكات سجن التسفيرات في بغداد

لندن ــ نضال الليثي
بغداد ــ منعم سامي

اندلعت اعمال عنف في اشهر سجون بغداد العلنية ونيران وتصاعدت اعمدة دخان من السجن الذي طوقته اعداد كبيرة من سيارات الطوارئ والشرطة وقطعت الطرق المؤدية له طول نهار وليلة امس فيما
كشف سجين في سجن الرصافة المركزي (سجن التسفيرات) في بغداد من هاتف سري داخل السجن ان اضراب السجناء الذي اندلع في مخيم 11 الذي جري احراقه بالكامل لا يزال مستمرا وانه يشاهد من خيمة اخري داخل السجن سيارات الاسعاف تدخل وتخرج من مبني السجن مرجحا وجود قتلي وجرحي بعد سماع اطلاق نار قرب الخيمة المذكورة. وقال السجين لــ (الزمان) التي اجرت معه الاتصال من لندن عبر هاتفه السري في داخل السجن: ان المواجهات اندلعت في مخيم 11 بعد قيام حرس السجن بمداهمات للسجناء تستهدف البحث عن ممنوعات واشار الي ان باقي السجناء يستعدون للمشاركة في الاضراب للمطالبة بتحسين اوضاعهم. وانتقد السجين عبر هاتفه النقال التمييز علي الاساس الطائفي الذي تقوم به ادارة السجن بين السجناء. وقال: ان هناك سجناء مقربين منها تسمح لهم بالخروج من القاعات يوميا فيما تقبع نحن وراء ابواب مغلقة بأقفال محكمة.
وحول زيارات السجناء من عوائلهم قال السجين انه لا يسمح بالزيارة للعوائل سوي مرة واحدة في الشهر تستمر لمدة عشرين دقيقة فقط. واضاف: ان الزيارة الشهرية عادة تكون مرة للرجال ومرة للنساء. وقال: ان ادارة السجن تعتدي علي السجناء دائما بالضرب.
واضاف: انها تحل المشاكل مع الحراس عبر استخدامها العنف وليس التحقيق القانوني.
واشتكي السجين من رداءة الطعام المقدم الي السجناء. وقال: انهم يقدمون لنا المعلبات ويقدمون أحياناً انواعاً شبه فاسدة ورديئة من الدجاج المستورد فقط. واضاف: انهم لا يسمحون لعوائلنا بجلب الغذاء ويرفضون تسلم الملابس منهم. وقال انهم يوزعون علي السجناء ملابس قليلة لا تقيهم البرد. واشتكي البرد الذي يؤدي الي اصابة السجناء بالامراض . من جانبه ذكر مصدر امني في وزارة الداخلية ان سجن الرصافة المركزي يشهد اضرابا نفذه سجناء ومعتقلون قاموا باشعال النار باغطيتهم وفرشهم وان اعمدة الدخان ارتفعت في سماء السجن الواقع بالقرب من ملعب الشعب الدولي غير البعيد عن مجمع وزارة الداخلية. وقال المصدر: انه سمع اطلاق نار متقطعا في السجن بعد ارتفاع ألسنة النيران واعمدة الدخان الاسود لكنه رجح ان تكون لحراس السجن في محاولة منهم للسيطرة علي السجناء. علي صعيد متصل طوقت قوات امنية عراقية سجن التسفيرات قرب ملعب الشعب شمال شرقي بغداد الجمعة بسبب ما ذكرت الخشية من هروب سجناء من السجن. وكانت مصادر في بغداد وشهود عيان ذكرت ان اعمدة الدخان تتصاعد من سجن التسفيرات قرب ملعب الشعب شمال شرقي بغداد بعد ان احرق عدد من السجناء الخيم التي يحتجزون فيها داخل السجن. وذكر سجناء تمكنوا من الاتصال بصحفيين يعملون في بغداد انهم احرقوا الخيم احتجاجا علي سوء المعاملة التي يتلقونها من ادارة السجن وحراسه فضلا عن عدم توجيه التهم الي بعضهم او ترحيل ملفاتهم الي المحاكم المختصة.
واضافوا ان حراس السجن اطلقوا العيارات النارية علي السجناء المحتجين في محاولة لتفريقهم ما ادي الي اصابة بعضهم بجروح خطيرة. وكان سجناء في سجن الكاظمية في بغداد قد اعلنوا في وقت سابق الاضراب عن الطعام مطالبين بوقف التعذيب الذي يتعرضون له من حراس السجن وانعدام التعامل الانساني معهم وشكوا سوء الخدمات وانعدام العناية الصحية. وترفض الحكومة العراقية السماح للمنظمات الدولية بدخول سجونها للتعرف علي اوضاع السجناء فيها. وسبق لمنظمة السجون العالمية الاعلان ان السجون العراقية وفق التقارير المتوفرة لديها تنتهك المعاهدات الدولية الخاصة بالسجناء ولا تلتزم ببنودها. وكانت تسلم السلطات العراقية لعشرات آلاف السجناء من الجانب الامريكي قد زاد من الضغوط علي السجون التي لا تستوعب اصلا مائة الف سجين معتقل فيها.
ولا تسمح السلطات العراقية للمعتقلين بالاستعانة بمحامين اثناء الاستجواب وتعتقلهم مددا غير محددة خلافا لما نص عليه القانون العراقي. وكانت الامم المتحدة قد اتهمت السلطات بانتزاع الاعترافات تحت التعذيب واجراء اعدامات سرية.