هيلة حمد المكيمي

طريف أمر مضيف الطيران اليوناني الذي دخل في مشادة مع الركاب الايرانيين حول ما اذا كان الخليج فارسيا ام عربيا، حيث أصر على انه عربي مهدد بأنه لن يتوانى عن القاء القبض على أي شخص يقول غير ذلك. ونحن نود ان نطمئن المضيف بان كلامه في محله، فالخليج من ناحية الجزيرة العربية هو عربي 100 في المئة ولا أحد يملك ان يقول غير ذلك، ولكن في حالة ان ظهرت حالة شاذة تقول غير ذلك، فان الأمر لا يحتاج الى التشنج والوصول الى مرحلة القاء القبض، ولكن تشنج بعض الأفراد بهذا أمر طبيعي كونه يرجع الى الطبيعة البشرية القائمة على مجموعة من الانفعالات والعواطف، ولكن ان تتشنج الدول حول ذلك فهذا دليل الافلاس وانعدام الحجة.

فقد تشنجت ايران بعد هذا الحادث، حيث أحالت المضيف الى التحقيق، وأعلنت انها ستمنع دخول أية شركات طيران لايران في حال ان أضفت هذه الشركات الصفة العربية للخليج، كما أعلنت رفضها استخدام عبارة laquo;الخليج العربيraquo; والتي اعتبرتها الاسم المزور للخليج الفارسي في الأعياد الوطنية لدول الخليج العربية.

ان تشنج ايران غير مبرر حول هذه التسمية، كما انها لا تملك ان تلغي الضفة العربية الأخرى للخليج، اما رهان ايران على أقدمية الحضارة الفارسية، فهو رهان غير دقيق أيضا، وذلك كون منطقة الخليج شهدت حضارات قديمة قدم الانسان على هذه الأرض، وبهذا فلا تملك أية ضفة الغاء الضفة الأخرى، فاذا كان هناك طرف فارسي، هناك طرف عربي أيضا على الضفة الأخرى.

ففي مقابل التشنج غير المبرر والمستمر من قبل ايران، حيث يمتنع الايرانيون عادة عن المشاركة في أية ندوة او فعالية تحت عنوان laquo;الخليج العربيraquo;، اتسمت دول الخليج بالرقي في التعامل مع هذه القضية، لهذا في حين سعت دول الخليج لتأسيس مجلس التعاون، تحاشت تسمية مجلس تعاون الخليج العربي، واستبدلتها laquo;بمجلس التعاون لدول الخليج العربيةraquo;، حيث أرجعت صفة العربية لدول الخليج، متحاشية الدخول في أية معارك دبلوماسية مع ايران حول التسمية، لاسيما كونها تسعى لاقامة منظومة شبه اقليمية. الا ان ذلك لا يمنع دول الخليج من اطلاق التسمية laquo;العربيةraquo; على الخليج في كتبها ومراسلاتها وشؤونها السياسية الخاصة.

تحاول ايران عبر افتعال هذه الأزمات الى الزج بدول الخليج في معاركها مع الأسرة الدولية لاسيما حول ملفها النووي، والذي يشهد تصعيدا حيث هددت ايران اخيرا الدول الأوروبية باغلاق مضيق هرمز او قطع امدادات الطاقة والرد بالصواريخ في حال ان طبقت عليها عقوبات جديدة أو تمت عرقلة برنامجها النووي. ونحن نقول ان ايران عليها ان تفي باستحقاقاتها ازاء الأسرة الدولية بعيدا عن اتخاذ دول الخليج رهينة للمساومة، اما الخليج الفارسي فهو عربي أيضا ولا تملك ايران التدخل في سيادة دول الخليج العربية، ولتكن دولة داعية للسلام الاقليمي أولا ومن ثم العالمي.