فارس بن حزام
خطوة فريدة من نوعها، وبيان غير معهود سلفاً في نشاط الدعاة. فبعد أن كانت السياحة الخارجية فعل منبوذ في زمن quot;الصحوةquot;، صدر بيان يوجه ويحفز ويحرض المؤمنين للسياحة التركية.
الحكومة التركية محظوظة جداً؛ الجميع يشجع على السياحة في بلادها، مهند ونور من جانب المشايخ المؤيدين من الجانب الآخر. ويمكن أن يضاف إليهم جمهور برشلونة وميسي، بعد فوز الخطوط الجوية التركية برعاية النادي.
الحكاية هذه المرة ليست quot;إخوانيةquot;، فالموقعون على البيان خليط، ضم تقليديين، وإن غلبت عليه أسماء quot;الإخوان المسلمينquot;، ومهند ونور ليسا من أتباع نجم الدين أربكان، والبرشلونيون الحمر لا يعرفون من هم quot;الإخوانquot;، وقبل ذلك كله، من قال إن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وحزبه من quot;الإخوانquot;؟
حزب الرفاه بقيادة نجمه السابق أربكان، الأقرب إلى نموذج quot;الإخوان المسلمينquot;، أما في حالة حزب العدالة والتنمية، فليس إلا علمانياً ارتدى عباءة المحافظة مؤقتاً. لكنه قدم خطاباً شعبياً وجد فيه quot;الإخوان المسلمونquot; بارقة أمل في وجود دولة تمثل أفكارهم إلى حد ما.
أسماء عدة في البيان السياحي أملك الكثير من التقدير والاعتزاز لها، لكني لا أعلم طبيعة السياحة المطلوبة في تركيا، خاصة أن بيان دعاة السياحة لم يحدد مدناً باسمها في بلاد الأناضول؛ لم يقل اذهبوا إلى أنقرة وأسطنبول، وتجنبوا ألانيا وأنطاليا.
بلا شك، فإن البيان، المنطلق من الآية quot;وحرض المؤمنينquot;، لا يخضع لمسألة الولاء والبراء في اختيار بلاد الإسلام وترك بلاد الكفر في السياحة، ولا إلى يوميات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليست تركيا معروفاً، ولا سويسرا منكراً.
وبعد أقل من أسبوع من صدوره، توقعت أن يأتي الرد ببيان ليس من إسرائيل، بل من خصوم quot;الإخوانquot; في المنطقة، وأعني بهم السلفيين، لكن الله سلم، ولم يصدر أي شيء.
المهم، ربما ينال بيان دعاة السياحة نصيبه من القبول، فنجد في صالونات الحلاقة كتيبات صغيرة عن فضل السياحة في تركيا، وبضعة أكشاك أمام مكاتب السياحة، ودعاة صغار متطفلون ينصحون الجمهور اختيار تركيا وترك فرنسا، ليدخل ذلك في باب الاحتساب، فيطل علينا الدكتور يوسف الأحمد من جديد، رغم عدم quot;إخوانيتهquot;، لكنه وفي للتخصص، وهذه لعبته.
التعليقات