واشنطن

كتب روبرت دانين، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 2005-2008، ومدير الشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في البيت الأبيض بين عامي 2003-2005، مقالاً نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز، رأى فيه أن دبلوماسية وساطة الولايات المتحدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين تتجه سريعاً نحو أزمة سبتمبر. ومن هذا المنطلق فإن الحاجة تدعو الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الوصول إلى أرضية مشتركة جديدة لمد جسور التفاهم بينهما سريعاً بعد لقائهما الثلاثاء في البيت الأبيض، وإلا فستظل العلاقات بين البلدين يعتريها توتر شديد، مما سيؤول إلى فشل مساعي إطلاق مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومن المعروف ان جامعة الدول العربية قد منحت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الفترة الممتدة حتى منتصف سبتمبر لعقد مباحثات غير مباشرة مع الإسرائيليين تحت وساطة أميركية. وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سوف يأخذ القضية الإسرائيلية الفلسطينية إلى مجلس الأمن ما لم يكن هناك تقدم ملحوظ بحلول منتصف سبتمبر. ولكن حتى الآن يلقي كل من الإسرائيليين والفلسطينيين مغبة إخفاقهما في الدخول إلى مفاوضات غير مباشرة على كاهل الطرف الآخر، فضلاً عن أن إسرائيل لن تشارك في أي مفاوضات غير مباشرة تتطرق إلى أي قضايا هامة. ومن جانبهم فإن الفلسطينيين يريدون الدخول إلى مفاوضات تحت وساطة لأنهم يرون أن القادة الإسرائيليين سيستغلون المفاوضات المباشرة فقط لكسب الوقت.
وفي غضون ذلك، ينفد الوقت من مدة تجميد النشاط الاستيطاني التي أعلنتها إسرائيل خلال العام الماضي. فقد صوت حزب الليكود في أواخر الشهر الماضي على عدم تجديد مدة تجميد النشاط الاستيطاني، التي ستنتهي في الـ26 من سبتمبر. وما لم يتم الدخول في مفاوضات مباشرة، فمن المتوقع أن تستأنف إسرائيل النشاط الاستيطاني، الأمر الذي سيثير بالتأكيد الازدراء الدولي.
هذا السيناريو قد يحظى بترحيب بعض الفلسطينيين نظراً لعدم ثقتهم في جدية نتانياهو خلال المفاوضات، وأملهم في أن يؤول استئناف النشاط الاستيطاني إلى تصادم الولايات المتحدة مع إسرائيل من جديد. والخيار الأمثل المتاح أمام أوباما لمنع تلك الأزمة من التصاعد هو دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الدخول في مفاوضات مباشرة وعلى الفور. ومحاولة إقناع الفلسطينيين والعالم العربي بذلك سوف تتطلب دبلوماسية أميركية قوية، وضمان واشنطن أن يتسم نتانياهو بالجدية وحسن النوايا. وهي ثقة لا يتمتع بها نتانياهو حالياً في نظر البيت الأبيض. ومن هذا المنطلق على رئيس الوزراء الإسرائيلي ألا يكون قد اتى إلى البيت الأبيض خالي الوفاض. بل يتعين عليه أن يُقنع أوباما بأن إسرائيل تتشارك مع الولايات المتحدة في الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين.