مجلة المجلة

في حديث لـquot;المجلةquot; حول الخطط الجديدة لإنشاء شبكة إخبارية، ناقش الصحافي السعودي جمال خاشقجي الاستراتيجيات التي ربما تتبناها الشبكة الجديدة وكيف يمكن أن تحظى بإعجاب الجمهور بالإضافة للتغيرات الكثيرة التي تحدث في وسائل الإعلام الحديثة.

كما تطرق الحوار الذي أجرته كاريل مورفي أيضا لرؤية خاشقجي للإسلام السياسي من خلال تجربته والدور الذي يجب على وسائل الإعلام أن تلعبه في ذلك الجدل.

يعد جمال خاشقجي (52 عاما) المولود في المدينة المنورة واحدا من الصحافيين المرموقين والصرحاء. وربما يكون خاشقجي، المثير للجدل في بعض الأوقات، قد حقق رقما قياسيا دوليا ببقائه أقصر مدة كرئيس للتحرير، 52 يوما. كان ذلك عندما طلب منه تقديم استقالته من جريدة laquo;الوطنraquo; في عام 2003، بعدما كتب مقالا انتقد فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضيق أفق بعض الدعاة والمشايخ.

ثم أصبح خاشقجي، الحاصل على البكالوريوس من جامعة ولاية إنديانا، مستشارا للأمير تركي الفيصل، فيما كان الأمير يعمل سفيرا للمملكة العربية السعودية في لندن وواشنطن. وفي عام 2007، عاد خاشقجي إلى السعودية وإلى حبه الأول - العمل الصحافي - عندما أعيد تعيينه رئيس تحرير لـlaquo;الوطنraquo;. وفي مايو (أيار) الماضي، طلب منه مرة أخرى الاستقالة بعدما نشرت الصحيفة مقال رأي يتحدث عن توقير الأضرحة

ومرة أخرى، يقف خاشقجي على قدميه في ظل الوعود بالحصول على وظيفة أكثر إثارة وهي رئيس قناة، تعمل على مدار الـ24 ساعة، وهي القناة الإخبارية التي سينشئها الأمير الوليد بن طلال، رجل الأعمال السعودي الذي اشتهر بأنه من أغنى أغنياء العالم. وسوف تتنافس القناة التي لم يتم تسميتها بعد والتي من المفترض أن يتم إطلاقها بعد 18 شهرا مع قناتي laquo;الجزيرةraquo; وlaquo;العربيةraquo;.

وعلى الرغم من علاقات العمل التي تجمع بين الأمير الوليد والقطب الإعلامي الدولي روبرت مردوخ، الذي تمتلك مؤسسته laquo;نيوز كوربوريشنraquo; قناة laquo;فوكسraquo; الإخبارية، فإن القناة التي يتم العمل على إنشائها حاليا هي ملك بالكامل للأمير الوليد بن طلال، وفقا لما قاله خاشقجي. مضيفا أن القناة الجديدة سوف تحاول على غرار laquo;فوكس نيوزraquo; اجتذاب الجماهير. وخلال الحوار في مكتبه ببرج المملكة الذي يمتلكه الأمير الوليد، وهو أكثر المباني ارتفاعا في الرياض، تحدث خاشقجي حول القناة المقترحة بالإضافة إلى آرائه الشخصية حول الإسلام السياسي.

laquo;المجلةraquo;: ما هي الخطط المعدة للقناة التلفزيونية الجديدة؟

- إنه مشروع الأمير الوليد. فهو يريد إنشاء قناة تقف بين laquo;الجزيرةraquo; وlaquo;العربيةraquo;، فقد قال: laquo;أريد أن تصبح القناة يمين (الجزيرة) ويسار (العربية)raquo;. ولكنني سوف أعبر عن ذلك على نحو مختلف. سأقول أحب موضوعية العربية ولكنني سوف أضيف قلبا لها.

laquo;المجلةraquo;: ما الذي يعنيه ذلك على وجه التحديد؟

- إنه تكتيك قناة laquo;فوكسraquo; الإخبارية. حيث إن laquo;فوكسraquo; الإخبارية تجتذب الجماهير. وعلى الرغم من أن المبالغة أمر خاطئ فإن laquo;فوكسraquo; تبالغ.. فهي تتلاعب بالحقيقة في بعض الأحيان وأحيانا لا تقول سوى نصف الحقيقة.

laquo;المجلةraquo;: هل ستتبع تلك الاستراتيجية؟

- لا، ولكننا يجب أن يكون لدينا قدر من الوصول للجماهير، ومحاولة فهم ما يرغبون فيه، وما يرغبون في سماعه، والقضايا التي يرغبون في مناقشتها. فعلى سبيل المثال، يرغب العرب دائما في الاستماع إلى - ويجب أن يسمعوا حول - فلسطين. وبالتالي فسوف نتحدث إليهم حول فلسطين، ولكن ليس بطريقة سلبية. ولكنني ربما أكون مخطئا أيضا. حيث سيكون لدينا قسم بالقناة الإخبارية مختص بدراسة السوق، والجماهير وبفحص ما يحبه الناس وما يكرهونه ومن يحبونه ومن لا يحبونه. والآن فلتسألني السؤال الصعب: laquo;كيف ستتعامل أو تغطي الجدال الدائر الآن في المملكة العربية السعودية حول السماح للفتيات والنساء بالعمل كـquot;كاشيراquot;؟

laquo;المجلةraquo;: حسنا. كيف ستغطي الجدال الدائر حول عمل السيدات quot;كاشيراquot;؟

- أريد أن أدعمه، لأنني أعتقد أنه من الصواب أن أفعل ذلك، حتى وإن كنت أعلم أن ذلك يخالف استراتيجية laquo;فوكسraquo; الإخبارية من حيث أنني أعلم أن الجماهير المحافظة للمملكة تعارض ذلك. وبالتالي فإن ما سوف نفعله هو شرح حقيقة الموقف وبذل قصارى جهدنا لكي لا نجعلها قضية آيديولوجية. فهي ليست قضية آيديولوجية. بل هي قضية تنموية. أمر يتعلق بالأعمال، والتطلع لحياة أفضل، هي قضية اقتصادية. فهي ليست مسألة تتعلق بالحلال والحرام، ولكن المحافظين يرغبون في تحويلها لقضية حلال وحرام. وأنا أحاول عدم إغضاب أو تحدي المحافظين وسوف أبذل قصارى جهدي لكي أجعلهم أكثر عملية.

laquo;المجلةraquo;: هل هناك شراكة بين روبرت مردوخ والأمير الوليد في ذلك المشروع التلفزيوني؟

- لا، فهو مشروع ملك بالكامل للوليد. فمردوخ مشارك في شركة مختلفة من شركات الوليد، وهي laquo;روتاناraquo; حيث اشترت laquo;نيوز كوربوريشينraquo; 7 أو 8 في المائة من الشركة خلال العام الماضي.

laquo;المجلةraquo;: إذن ليس هناك صلة بين laquo;روتاناraquo; والقناة الإخبارية؟

- لا، ليس هناك علاقة على الإطلاق. فالقناة الإخبارية لا تخضع لروتانا، وفي البداية كان هناك نوع من الالتباس، ولكنني كنت حريصا دائما على نفيه تماما، حول أن القناة ستكون laquo;فوكسraquo; أو قناة تابعة لـlaquo;فوكسraquo;. فقد كنا ننفي ذلك باستمرار، وهناك العديد من الناس الذين يرحبون بالفكرة. فهم يعتقدون أن هناك حاجة لقناة بين laquo;العربيةraquo; وlaquo;الجزيرةraquo;.

laquo;المجلةraquo;: كيف يتطور المشروع، وماذا تفعل في الوقت الراهن، وأين سيكون مقر الشبكة؟

- نحن نشكل حاليا طاقم العمل، وتحديدا قيادات القناة، ونحاول اختيار موقع المكتب الرئيس. فمن المحتمل أن يكون بدبي، أو أبوظبي، أو الدوحة. فليس هناك قانون يسمح ببث قناة إخبارية خاصة من الرياض. ولكننا سيكون لدينا بالطبع مكاتب في الرياض وجدة والدمام، وأتمنى أن يكون لدينا مكتب في أبها.

laquo;المجلةraquo;: ماذا عن طاقم العمل؟ وماذا عن تكلفة الإنشاء التي يقدمها الأمير الوليد؟

- نحاول أن نكون حريصين في ما يتعلق بالميزانية، وسيكون طاقم العمل المبدئي يتكون من 250 إلى 300. فلن يكون الأمر بمثل ميزانية laquo;العربيةraquo; أو laquo;الجزيرةraquo; ولكننا سنكون على نفس المستوى من الجودة. ونحن نخطط لإطلاق القناة خلال عام أو عام ونصف العام، فسوف نأخذ الوقت الذي نحتاج إليه حتى نستطيع القيام بالأمر على النحو الملائم.

laquo;المجلةraquo;: هل ستقتصر القناة على الأخبار؟

- أجل، الأخبار فقط. وسوف نغطي أي شيء يجعل الناس يتجهون لمشاهدة القناة. فإذا جاءني أحد بفكرة برنامج إخباري ترفيهي ربما أنفذه. فأنا منفتح إلى هذا الحد. كما أنني مهتم أيضا بفكرة التفاعل، حيث إنني أؤمن بأن عادات مشاهدة التلفزيون سوف تشهد تغيرا سريعا. فسوف يتجه الناس لمشاهدة التلفزيون على الآي باد. أتخيل أن تجلس الأسرة معا ويشاهد كل فرد من أفرادها ما يريد مشاهدته على الآي باد الخاص به. فالطريقة التي نشاهد بها التلفزيون سوف تتغير وسوف يتغير تلفزيون الأخبار. كما أن القنوات الإخبارية كافة خرجت من عباءة الـlaquo;بي بي سيraquo; ويجب علينا أن نكون مختلفين. فيجب أن نتجنب تكرار تلك المبادئ القديمة. فعندما تفتح التلفزيون في العاشرة أو الحادية عشرة مساء سوف تجد laquo;الجزيرةraquo; تذيع برنامج laquo;حصاد اليومraquo; وlaquo;العربيةraquo; تذيع laquo;آخر ساعةraquo;. والبرنامجان متشابهان للغاية. فيجب أن نكون مختلفين. لا أعرف كيف ولكن يجب أن نكون مختلفين.

laquo;المجلةraquo;: هل لديك مخاوف تتعلق بالرقابة.. وكيف ترى مستقبل الصحافة في السعودية؟

- بالطبع سوف يغضبون من ذلك التقرير أو غيره ولكن ذلك ليس مثارا للقلق بالنسبة لنا، فنحن لدينا خبرة كافية. هناك شيئان في ما يتعلق بحرية الصحافة في السعودية. أولا قوة التاريخ والتغيرات التكنولوجية. فالرقابة شيء من الماضي. فإذا حاولت إسكات وسائل الإعلام الخاصة بك سوف يتجه الناس إلى مكان آخر وسوف تخسر أنت لأن المعلومات متوافرة في تلك الأماكن الأخرى. ويؤمن الملك عبدالله حقا بضرورة توفير المزيد من الحرية. فقد حظيت بشرف الاستماع إليه مرات عدة من قبل. وكان يكرر دائما laquo;انشر ما تريده، طالما كان صادقا وطالما أنك تحققت من المعلوماتraquo;. وقد سمعت أيضا الملك وهو يدعو الوزراء للحديث لوسائل الإعلام، قائلا: laquo;تحدثوا إلى وسائل الإعلام، ولا تغضبوا من انتقاداتهمraquo;. ولكن الوزراء نادرا ما يتحدثون لوسائل الإعلام. فهم يتعاملون مع وسائل الإعلام بقدر من التعالي، فمن الصعب حقا أن تحصل على حوار مع أحد الوزراء ناهيك عن الاتصال به في الثانية مساء لاستيضاح أمر ما. لقد شاهدت الوزراء البريطانيين وهم يذهبون لـlaquo;بي بي سيraquo; في الثامنة صباحا، عندما كنت أعمل في السفارة وقد أثار ذلك إعجابي حقا. فهم يشعرون بأن الحديث للجمهور البريطاني جزء من مسؤوليتهم. ولكن وزراءنا لا يشعرون بالشيء نفسه. ويجب أن يتغير ذلك.

laquo;المجلةraquo;: هل سيستمر سقف حرية الصحافة الحالي في السعودية؟

(فترة صمت طويلة)

- أجل.

laquo;المجلةraquo;: لماذا احتجت إلى ذلك الوقت الطويل لكي تجيب؟

- لأن كل شيء ممكن. ولكنني أؤمن أن العالم تغير. فلم يعد هناك من لديه احتكار كامل لوسائل الإعلام. ففي الوقت الراهن هناك مصادر بديلة للصحف الست أو الثماني في السعودية. وهي مصادر متوافرة على الإنترنت وتعمل بكفاءة.

laquo;المجلةraquo;: ما السبب الذي دفعك لترك جريدة laquo;الوطنraquo; للمرة الثانية؟

- لأن الجريدة نشرت مقالا يعالج مفهوم الصوفية والسلفية ويبدي احتراما للأضرحة. وبالتالي فقد كان يعالج قضية حساسة نظرا لخلفيتنا السلفية. لم أكن في الصحيفة في ذلك اليوم، وإذا قرأت المقال، لكنت قد منعت نشره على رغم أنني أعتقد أن المقال كان يعكس فقط إحساس الكاتب تجاه تلك القضية فهو لم يكن يدعو لتوقير الأضرحة.

إذن لماذا كنت سأمنع نشره؟ لأن ذلك ليس جدالا حيويا. وليس مهما بالنسبة لتقدم السعودية. فأنا مستعد للمخاطرة في معالجة قضية مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة أو تمكين المرأة أو إصلاح المناهج التعليمية لأن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الحياة في السعودية. ولكن ما نعتقده في ما يتعلق بالأضرحة ليس له انعكاس إيجابي. بل إنني شخصيا ضد توقير الأضرحة. فما يعجبني في الوهابية هي أنها تمكنني من الوصول إلى الله مباشرة من دون الحاجة لشخص آخر. وأنا يعجبني ذلك وأعتبر أن ذلك هو الوهابية الإيجابية.

laquo;المجلةraquo;: كيف كان شعورك حيال مطالبتك بالاستقالة؟

- شعرت بالخذلان. كان شعوري سيئا للغاية. وعلى الرغم من أنني حصلت على وظيفة أفضل وما إلى ذلك، فأنا أحب بلادي ولم أكن أعمل لنفسي. فأنا أعتقد أن جريدة laquo;الوطنraquo; تخدم البلاد، وتخدم أهدافها. وهي ما زالت صحيفة جيدة.

laquo;المجلةraquo;: إذن اختطفك الأمير الوليد بعدها مباشرة؟

- أجل فقد اتصل بي في اليوم نفسه.

laquo;المجلةraquo;: ماذا كنت ستفعل إذا لم تتلق ذلك العرض؟

- كنت سأؤلف كتابا حول أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. فقد عايشت الأمر. وكل من كتب حول أسامة بن لادن تحدث معي حوله. وكنت سأكتب كتابا حول صعود وأفول الحركة الإسلامية من خلال تجربتي لأنني عايشت الأمر وكنت نشطا به. وكنت سأكتب كتابا حول التحولات في المملكة لأننا نمر بفترة تحولات ضخمة.

laquo;المجلةraquo;: كيف التقيت بابن لادن؟

- أنا وأسامة من نفس الجيل. ونفس الخلفية تقريبا. فقد كنا نشطاء إسلاميين، كنا شبابا يؤمنون بمسؤوليتهم نحو تعزيز الإسلام وإقامة دولة إسلامية. وكنت أعمل كصحافي. وفي أحد الأيام جاءني شخص ما وسألني إذا ما كنت أرغب في السفر لأفغانستان والكتابة حول المجاهدين العرب. كان ذلك في 1988. وبالطبع، اغتنمت الفرصة. فقد كان سبقا صحافيا. وقد التقيت بأسامة في جدة مباشرة بعد العودة. وكان ذلك موضوع الغلاف للمجلة. وبعدها تطورت علاقتي به.

laquo;المجلةraquo;: متى كانت آخر مرة التقيت به أو تحدثت معه؟

- كان ذلك في الخرطوم عام 1995، ففي ذلك الوقت كان معارضا. فكان قد انقلب على بلاده. وقد ذهبت بالتنسيق مع عائلته لكي أقنعه بإدانة العنف في المملكة. وذلك حتى نحطم الجليد ونبدأ مصالحة يمكن أن تدفعه للعودة للسعودية. وبالفعل أدان العمليات الإرهابية في تلك المناقشة التي أجريتها معه، ولكنه رفض أن أنشر ذلك. وقد عدت بعدها إلى جدة وكانت تلك هي آخر مرة ألتقي به أو أتحدث إليه.

laquo;المجلةraquo;: ماذا كانت معتقداتك عندما كنت ناشطا في الحركة الإسلامية؟

- كنت أقرب إلى الإخوان المسلمين وكنت أؤمن أن تأسيس نظام إسلامي سوف يقود إلى العودة للخلافة. ولكنني الآن أؤمن أن ذلك في يد الله وحده، فإذا كان الله يريد عودة الخلافة فسوف يجعلها تعود، وبالتالي فإن الأمر ليس حقا من اختصاصي.

laquo;المجلةraquo;: لماذا توصلت إلى تلك القناعة؟

- لقد رأيت كيف يتصارع النشطاء والزعماء الإسلاميون، فهم يغتالون، ويكذبون مثل غيرهم من رجال السياسة. والاستنتاج التالي الذي توصلت إليه هو أن إقامة دولة إسلامية سوف يرغم الناس على قبول الله وقبول قانون محدد وممارسات محددة. وذلك يخالف الحرية التي يريد الله أن نتمتع بها. فأنا لن أستمتع أبدا بصلواتي إذا ما كنت مجبرا على الذهاب للجامع للصلاة.

laquo;المجلةraquo;: هل كان ذلك تغيرا تدريجيا في أفكارك؟

- لقد كانت عملية تدريجية في الثلاثينيات من عمري. فيمكن أن أقول إنها بدأت بعد عام 1992 عندما بدأ الأفغان يقتلون بعضهم البعض بطريقة وحشية للغاية. ثم جاءت أحداث الجزائر والإخفاق في السودان.

وما زلت أحترم الدين وأعتقد أنه يجب أن يكون هناك دائما دور للدين في حياتنا. ودور للإسلام في حياتنا. ولكنني لن أعمل أبدا من أجل إنشاء دولة يحكمها رجال الدين والمتدينون. وأعتقد أن معظم الحركات الإسلامية تنظر للحركة الإسلامية التركية باعتبارها نموذجا لأنها ناجحة. فعلى سبيل المثال، النموذج التركي هو النموذج الذي يمكن أن يسمح للحركة الإسلامية المصرية بتحقيق النصر. لنفترض أن الإخوان وصلوا إلى الحكم في يوم من الأيام في مصر. فسيواجهون مشكلات اقتصادية خطيرة، فماذا سيفعلون في ما يتعلق بصناعة السياحة. النموذج التركي يقدم الحل.

نحن لا يمكننا تغيير التاريخ. فالنساء في سورية قبل ستين عاما كن يعشن في الحجب تماما. ولكن من المستحيل أن نعود لذلك الآن. فذلك التقليد الخاص بالماضي والذي يحن إليه الإسلاميون، عندما كانت المرأة مفصولة تماما عن الرجال وكان الرجل مهيمنا، لن يحدث مرة أخرى. فذلك زمن مختلف. فإذا حاول أي أحد من الحركة الإسلامية في أي مكان أن يفعل ذلك فإنه سوف يثير معارضة الناس على الفور وسوف يكون عليه أن يخضع الناس عبر القوة والسجن مثلما فعل الإيرانيون.

laquo;المجلةraquo;: هل تعتقد أن الإسلام يواجه صعوبات؟

- لم يواجه الإسلام تحديا مثل الذي يواجه في الوقت الراهن. فعلى سبيل المثال، انظر لعدد الكتب التي تصدر والتي تنتقد أو تجادل أو تنقد الحديث النبوي الشريف. فقد أصبحت هذه الكتب متوافرة في كل مكان. بالإضافة إلى تطور العلم، فقد نشأنا ونحن نقول إن المسلمين كانوا مشعل الحضارة في التاريخ ولكنني سافرت إلى روما ورأيت كيف كانت روما، فقد كانت أكثر تقدما من بغداد على سبيل المثال. ومثل تلك الأشياء تؤثر على المسلمين.

ومن أكبر التحديات التي تواجه الإسلام هي أن الدول الإسلامية تقع في نهاية أي قائمة للتطور. فمستقبل الهند أكثر إشراقا من مستقبل باكستان. على من نلقي باللوم؟

ومن التحديات الأخرى التي تواجه الإسلام هو تنظيم القاعدة ورد فعلنا تجاهه. فلماذا فشلنا في منع العمليات الانتحارية التي تقتلنا في الوقت الراهن؟ لقد أخفقنا. ماذا كانت آخر مرة سمعت فيها عن مظاهرة شعبية في باكستان ضد تنظيم القاعدة؟

إن الأمر مخيف للغاية. فلماذا نحن متسامحون كما لو كان ذلك هو الإسلام الصحيح أو كما لو أننا معجبون بتنظيم القاعدة، يجب أن نزدريهم. انظر إلى رد فعل المسلمين تجاه الرسوم الدنماركية، وقارنه برد فعلهم تجاه تنظيم القاعدة. لقد كان رد فعلنا تجاه الرسوم أكثر وضوحا من رد فعلنا تجاه تنظيم القاعدة. وذلك تحدٍ حقيقي.

laquo;المجلةraquo;: ربما يكون الغضب تجاه الغربيين أسهل من الغضب تجاه المسلمين؟

- ولكن مسلما آخر هو من يشوه الإسلام؟ لماذا لا ننظر للتشويه الذي يتعرض له الإسلام؟ إذن هناك تحديات حقيقية تواجهنا الآن.

فالآن، تكمن قوة السعودية في الطبقة الوسطى، التي تتطلع للحاكم بحثا عن الإلهام، وعن الزعامة. وذلك هو ما جعل الملك عبدالله ذا شعبية واسعة، لأن الناس ترغب في النضج. فهم يرغبون في التخلي عن الأفكار العتيقة من دون التخلي عن تراثنا وتقاليدنا. فيجب أن نستمر في توقير الآباء المؤسسين للسعودية، ولكننا يجب ألا نعلق في الماضي. فما يهم الآن هو الطبقة الوسطى وقوى الإنتاج والتعليم وتوفير وظائف للشباب والنساء والرجال.

ولكن مرة أخرى، فعندما نكون في رمضان فإننا نتجادل حول ما إذا كان من الممكن إقامة احتفالية غنائية في العيد. فنحن ما زلنا نتجادل حول تلك القضايا غير المهمة التي يمكن حسمها من خلال أنها مسألة اختيار. فإذا كنت تريد أن تحضر تلك الاحتفالية فلتحضرها.

laquo;المجلةraquo;: على الأقل لن يتم فصلك من تلك الوظيفة لأنك عبرت عن آرائك؟

-ذلك ما قاله لي الأمير الوليد. فقد قال: laquo;معي لا يمكن فصلكraquo;.

حوار أجرته كاريل مورفي.