أحمد كمال

لبنان يمر بمرحلة صعبة تشكل نفقاً خطيراً قد يدخل به بسرعة قصوى وبعيد حرب السبعينات التي حصدت ارقاماً كبيرة مفزعة بل وقاتلة للمئات من المواطنين من جميع الفرقاء والمذاهب والأديان.
ارهاصات هذه الحرب المتوقع حدوثها في اي وقت يشاء بعض قادتها وبعض فرقها وفي مقدمتهم حزب الله الذي أجرى مؤخراً تجربة عملية متأخرة منذ اقل من اسبوع لتواجد تكتيكي وسريع في اماكن استراتيجية وموانع حماية من بيروت العاصمة، من اجل اخذ البدء بمبادرة انقضاض سريعة للسيطرة على الموقف ولتدمير المعارضين له حالما يصدر حكم المحكمة الدولية التي قضت اربع سنوات في تحليل ودراسة قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي ذهب ضحية تفجير دموي كبير قطع جسمه وقضى على مجموعة من مرافقيه.
لقد جاءت بوادر الاتهام إلى نفر من حزب الله قاموا بتنفيذ هذه المهمة ممثلين لحزب الله والتي سبق وان اشار إليها رئيس الوزراء اللبناني الحالي سعد الحريري وجهاً لوجه لزعيم الحزب نصر الله الذي رفض الاتهام بشدة ومن غير تأخير.
وإذا قامت الحرب الأهلية ndash; إذا وقعت ndash; سيكون حصادها اكثر بكثير من ضحايا حرب الخمسة والسبعين، حيث فشلت كل محاولات التصالح والتفاهم ومبدأ الثواب للحسن والعقاب للجاني لكي يأخذ العدل مجراه حسب كل الشرائع الدينية والدنيوية.
والتعهد الذي يرفعه حزب الله يمكن أيضا للتحقيق مما قد يفرق لبنان شعباً وكتلاً وديانة واحزاباً مما ينهي هذا البلد الصغير في حجمه ومساحته كبير في فعله الذي يعتبر رمزاً من رموز هذه الأمة حضارياً ورمزاً لوحدة شعبه بالرغم من تعدد مذاهبه ودياناته، والمؤلم الذي تخشاه الشعوب العربية تدمير هذا البلد الطيب وأهله الطيبين.
وقد وصل الوسطاء laquo;المملكة العربية السعودية وتركيا وقطرraquo; إلى طريق مسدود واعلنوا انهم سيتخلون عن الوساطة وعملية إصلاح ذات البين، وتلك هي المأساة وتلك خيبة أمل للعرب ورمز لضعفهم ومرحلة اليأس التي تمربها هذه الأمة.
إلى الأعلى