مرسى عطا الله

في غمرة التطورات المتسارعة التي تعيشها مصر والمنطقة العربية كأحد أهم تداعيات الثورة التونسية والثورة المصريةrlm;..rlm; أخشي أن يشتبه علينا الأمر فلا نفرق بين الحرية والفوضيrlm;..rlm; فالحرية فضيلة بين نقيصتين هما الطغيان والفوضيrlm;!rlm;
إن الطغيان ينشأ من مغالاة الفرد في حريته الفردية لدرجة أن يجيز لنفسه حق التعدي علي حرية الآخرينrlm;,...rlm; وقد يظهر الطغيان في المجتمعات الدولية فيضغط الأقوي علي الأضعف وهنا يتوفر المدخل لقوي الهيمنة والسيطرة العالمية التي تستبيح لنفسها حق سلب الشعوب الضعيفة حرياتها وثرواتهاrlm;.rlm;
فالطغيان مظهر إفراط في السيطرة علي الغيرrlm;..rlm; سيطرة فرد علي شعبrlm;..rlm; أو طبقة علي طبقة أخريrlm;..rlm; أو سيطرة أمة علي غيرها من الشعوب و الأممrlm;.rlm;
الطغيان إفراط في سيطرة السلطة يقابله تفريط فيها يقول به الفوضويونrlm;..rlm; ففي الفوضي محاولة إزالة السلطات وإفراط في حرية الأفراد فلا حاكم ولا محكوم ولا شريعة ولا نظام إلا ما يستوحيه الفرد من رؤيته وهواهrlm;!rlm;
وعلي طول التاريخ كان نضال الشعوب الحية يتركز في طلب الحرية المسئولة ليس فقط باعتبارها المنقذ من الطغيان والفوضيrlm;,rlm; وإنما لأنه ليس معقولا السماح لأي فرد مهما علا شأنه أن تكون له حرية لا تتقيد بحرية الآخرين في المجتمعrlm;,..rlm; وهذا هو أحد أسباب نشوء الدولة الحديثة لكي تحفظ للناس حرياتهم من خلال هيبة السلطة وقوة القانونrlm;.rlm;
عظمة الحرية في أنها نظام وسطي يقبل بمبدأ السلطة علي أن تكون حامية للحرية التي يستظل بها الجميع من خلال الفرص المتكافئة والقدرة علي مقاومة الفوضي والطغيانrlm;..rlm; وتلك هي أهم سمات النظم الديمقراطية التي تدفع المواطنين إلي احترام الدستور والقانون بعيدا عن القهر والإجبار ومن خلال حسن الإدراك والفهم والاقتناع بأنه عندما يلتزم الإنسان بالقانون فإن ذلك يتم بملء حريته وليس خوفا من جبروت السلطةrlm;!rlm;
الأمة العربية سئمت الطغيان ولا تحتمل الفوضي وخيارها الوحيد هو الحريةrlm;!rlm;

خير الكلامrlm;:rlm;
rlm;lt;lt;rlm; هي الأيام إن جمحت عناداrlm;...rlm; أذلت كل جبار عنيدrlm;!rlm;