عابد خزندار

نيرون حكم روما في القرن الأول بعد الميلاد ، وقد فشل في كل شيء، ولكن سيطرت عليه فكرة أنه بارع في الغناء والتمثيل ، وكان يسير في جيش من الممثلين والمغنين يحملون أوسمته وجوائزه ، ويدخل بها إلى روما ، وعندما يفرغ من الغناء كان يتوسل للجمهور ليصفق له ، ومع إصراره على الغناء فقد زاد حنق الشعب عليه ، الأمر الذي جعله يحرق روما ، ويمسك بقيثارته ، وروما تحترق ، وهلك في هذا الحريق الآلاف من سكان روما ، واتجهت أصابع الاتهام إليه ، ولكنه بادر واتهم المسيحيين بذلك ، وبدأ يُلهي الشعب في القبض على المسيحيين وسفك دمائهم ، ولكن في النهاية أعلن مجلس الشيوخ أنه quot; عدو الشعب quot; فانتحر ومات ، والقذافي في ليبيا نيرون آخر ، وهو كما أعلن ، وإذا لم يوقف عند حده سيدمر حسب قوله كل شارع وزنقة (زقاق) ودار ، بل ويحرق البلد كله ، ويغني بمشاهدته فهو مثل نيرون مهرج ، ولكن العالم في أوروبا وأميركا ، وليس في العالم العربي تحرك ، وبدأ يفكر في إيقاع العقوبات المناسبة عليه ، وستكون نهايته الانتحار ، نسيت أن أقول إن على معظم الدول العربية واكفاً ، وإن لديها ما يكفيها . وخير ما يمكن أن نقوله للقذافي ما قاله شوقي قبل ثمانين عاما :

زمانُ الفرد يافرعون ولّى

وزالت دولة للمجرمينا