خاص - laquo;الرايraquo;

كشفت مصادر ليبية معارضة لـ laquo;الرايraquo; ان مجموعة من الخبراء الاسرائيليين وصلت الى ليبيا على متن طائرة كبيرة خاصة هبطت في مطار سرت قبل ايام laquo;لمساعدة نظام العقيد معمر القذافي على استعادة زمام الامور ميدانيا ضد حركة الثورة العارمة التي تشهدها البلادraquo;.
واوضحت المصادر ان المجموعة الاسرائيلية تشتمل على متخصصين في التعامل مع حركات الاحتجاج الشعبية ومعها معدات خاصة متطورة قادرة على الرصد الجوي والبري والتدخل نهارا وليلا. مشيرة الى ان هذه المجموعة وصلت الى ليبيا laquo;بوساطة جهات دولية صديقة لم تجد صعوبة في اقناع القذافي ونجله سيف الاسلام باللجوء الى المساعدة الاسرائيلية بعدما تأكد له انحياز غالبية الدول العربية والغربية الى ثورة الشعب الليبيraquo;.
وذكرت المصادر أن laquo;القذافي استعان بالاسرائيليين سابقا عندما اشتد الخناق عليه ابان ازمة لوكربي، بوساطة من رئيس الوزراء الايطالي السابق جوليو اندريوتي الذي اوفد له رئيس الجالية اليهودية في ايطاليا رافائيللو فلاح واتفق معه على ارسال وفود الى اسرائيل بحجة انهم حجاج وكان على رأسهم مسؤولون امنيون رفيعو المستوى في اجهزة الاستخباراتraquo;.
بدورها، روت مصادر ديبلوماسية غربية لـlaquo;الرايraquo; امس ان تركيز خطابات القذافي على التحذير من خطر laquo;القاعدةraquo; هدفه اثارة مخاوف دول عدة في المنطقة، بما فيها اسرائيل، من الاخطار التي يمكن ان تنجم عن سقوط النظام لمصلحة متطرفين اسلاميين.
وكانت مصادر سياسية اسرائيلية سباقة الى الاعراب عن laquo;خشيتها من احتمال سيطرة نظام جهادي راديكالي على مقاليد الحكم في ليبيا وذلك استنادا الى تقارير عاجلة تشير الى بروز تحركات في هذا الاتجاه تترافق مع عودة عناصر من المسلحين الليبين كانوا طردوا في الماضي من البلدraquo;. وقد عاد هؤلاء بكثرة الى ليبيا في الاشهر الاخيرة بعد خضوعهم لدورات تدريبية في افغانستان والعراق ولبنان ودول اخرى. وحذّر اوري لوبراني الذي يشغل حاليا منصب مساعد وزير الشؤون الاستراتيجية في اسرائيل من laquo;الاستخفاف باحتمال تولي مجموعات اسلامية راديكالية مقاليد الحكم في ليبيا، خصوصا ان هذه المجموعات هي الوحيدة المنظمة جيدا في البلدraquo;.
وتربط المصادر الليبية المعارضة بين تحذيرات القذافي وبين تحذيرات لوبراني laquo;التي تحاول ايجاد خط واحد تبريري بين تل ابيب وباب العزيزيةraquo;.
ونجح نظام القذّافي في العام 2003 اثر سقوط نظام صدّام حسين نتيجة الغزو الاميركي، في الالتفات سريعا الى الحضن الغربي من خلال تسويات مع اميركا وبريطانيا وفرنسا عنوانها السياسي laquo;المشاركة في الحرب الدولية على الارهابraquo; ومضمونها الفعلي صفقات بعشرات مليارات الدولارات لاعادة تأهيل كل المرافق العسكرية والمدنية والنفطية. وزودت الاستخبارات الليبية الاجهزة الاميركية والبريطانية بمعلومات عن الليبيين الذين شاركوا في القتال في افغانستان والعراق كما اعتقلت عددا من المقاتلين لدى عودتهم الى الاراضي الليبية. لكن معظم هؤلاء اطلقوا العام الماضي بعد تدخل سيف الاسلام القذافي الذي اعتبر ان عليه الانفتاح على الاسلاميين في اطار سعيه الى تنفيذ برنامج اصلاحي laquo;انما ها هو النظام الليبي يلعب مع الغرب ورقة المتطرفين الاسلاميين في اطار حماية نظامه بعدما لعبها في اطار التسويق لانفتاح نظامه على الغربraquo;.