مكرم محمد أحمد


لم نعرف بعد من هم آخر سكان ميدان التحرير علي وجه التحديد؟rlm;!,rlm; البعض وبينهم مسئولون كبار يؤكدون أنهم من بقايا فلول الحزب الوطنيrlm;,rlm;

وصلوا بالثورة المضادة إلي الميدان! يخالطهم أرباب سوابق ودعاة بلطجة وباعة جائلون يبحثون عن سبوبة رزق, أغلقوا الميدان بالحواجز والسلك الشائك, ومنعوا مرور السيارات وعطلوا مصالح أصحاب الشركات والمحلات والمكاتب التي تطل علي الميدان, ومارسوا صورا من الشغب ضد كل الذين اعترضوا علي تصرفاتهم, واشتبكوا في تراشق بالحجارة مع شباب الثورة الذي بذل غاية جهده في محاولة إقناعهم بالانسحاب, ولأنهم يمثلون الثورة المضادة حشدوا في أرجاء الميدان السنج والأسلحة البيضاء, وأكثر من40 زجاجة مولوتوف, فضلا عن اصرارهم علي توسيع مساحة الوقيعة بين الثورة والجيش!
والبعض الآخر وبينهم عدد من شباب الثورة يؤكدون أن النسبة الأكبر من الذين صمموا علي المبيت في الميدان وأعادوا نصب الخيام وسطه وعلي جوانبه هم من شباب الثورة, وإن كانوا يمثلون جماعات أكثر تشددا ترفض مغادرة الميدان إلي أن يتم الاستجابة لجميع مطالبهم, ويبدو أن الحقيقة تخلص في أن آخر سكان الميدان كانوا خليطا من كل هؤلاء, مارسوا صورا عديدة من أعمال الشغب والعنف, وفرضوا صورا من الفوضي غيرت طبيعة الميدان ومسخت صورته البيضاء النقية, ليظهر علي صورة مختلفة أساءت وشوهت صورة الثورة, واستبد بهم العناد إلي أن تم إخلاء الميدان أخيرا من هذا الواغش الذي شغله علي امتداد أربعة أيام.
وأظن أن من واجبنا وقد وصل الحال إلي هذه الصورة أن نسأل أنفسنا الآن, من الذي ينبغي أن يكون له حق العودة لشغل الميدان من جديد باسم الثورة والثوار؟!, ومتي تكون العودة إليه ضرورة ملحة بعد أن تم إلقاء القبض علي رؤوس النظام السابق كافة رهن التحقيق والمحاكمة, وبدأ استجواب الرئيس السابق وافراد اسرته عن الجرائم المنسوبه إليهم, وأعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة في اجتماع مشترك مع مجلس الوزراء الالتزام الكامل بتحقيق أهداف الثورة وصولا إلي دولة مدنية قانونية ديمقراطية, وأظن أيضا أن صورة ميدان التحرير وقد بات رمزا لثورة شعبية فريدة في التاريخ تستحق الحماية من هذا العبث الذي مسخها, ومن الحكمة أن يحافظ الجميع علي صورة الميدان بيضاء نقية بدلا من تشويهها, خاصة أنه ما من مسوغ يبرر العودة إلي الميدان بمليونية جديدة بعد أن تحققت كل الأهداف, إلا أن يكون الهدف أن يحتفل المصريون بذكري انتصار ثورتهم في الميدان.