غسان حجار

في 3 حزيران 2004 تحدث أمير قطر في افتتاح مؤتمر quot;الديموقراطية والإصلاح في الوطن العربيquot;، فقال انه quot;لم يعد مقبولاً ان يتخذ الصراع مع اسرائيل، أو انتظار السلام معها، ذريعة تبرر التواطؤ في الإصلاح، لأن ذلك قد طال ويمكن ان يطول أكثر (...) ولم يعد معقولاً التذرع أمام العالم بالحرص على مصالحه في منطقتنا والقول إنّ الإصلاح لو انطلق فسوف يزعزع الأمن ويهدد الاستقرار فيها، بعدما اكتشف هذا العالم بنفسه في السنين الأخيرة ان أخطار عدم القيام بالإصلاح تفوق بكثير كل الأخطار التي قد تصاحب القيام بهquot;. وتابع quot;ان منطقتنا لم تصل الى ما تقاسيه من خطوب تحديات الا لتوانيها عن الإصلاح، وبعدها عن الديموقراطية. وليست التعقيدات المتوالية للقضية الفلسطينية، وتبعات الأوضاع في العراق، الا شواهد قليلة تثبت ان الإصلاح كان ضرورة ملحة لم تلتفت اليها الأمة في التوقيت المناسب، لتعاني اليوم من كل ما تلاقيهquot;.
هذا الكلام لم يجد صداه لدى الزعماء العرب منذ العام 2004، ليقابل بهزات أرضية تطيح عروشاً ومناصب، وتدخل زعماء السجن، أو تحملهم على الهروب، أو تضعهم في أزمة مواجهة مع شعوبهم بالحديد والنار، كما يحصل حالياً في ليبيا وسوريا واليمن.
هل كان الكلام القطري نبوياً أم رسالة أم قراءة تقدمية لمسار الأمور لدى الشعوب في العالم؟ سؤال من الصعب الإجابة عنه بالنيابة عن صاحبه. لكن في المقابل ثمة معلومات تتحدّث عن خطة مرسومة للشرق الأوسط الجديد تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، واعتقد كثيرون انها فشلت، ودخلت حيز النسيان، ليؤكد مسؤول عربي أمام محدثيه في مجلس خاص أمس، انها الخطة نفسها، ولكن مع تبدل في التفاصيل، أي تغيير في التكتيكات التي تقود الى الهدف نفسه.
ويتابع ان عدداً من المسؤولين العرب يعرفون بعض خطوطها العريضة، لكنهم لم يطلعوا على تفاصيلها، وبالتالي لا يمكنهم التأثير في مجريات الأمور الا بقدر ما يخصهم مباشرة ليبعدوا عنهم الكأس المرة.
هل يملك معلومات عما يجري حالياً في سوريا؟ يقول ان الأمور بلغت طريق اللاعودة بعدما سالت الدماء بوفرة، وان لا أمل في الإنقاذ الا في حال فكت دمشق تحالفها مع ايران وquot;حزب اللهquot; والمنظمات الفلسطينية.
ومن يضمن للنظام استمراره اذا مضى في هذه الخطة؟ يقول المسؤول العربي quot;انها مخاطرة ولها محاذيرها، ولكن هل من حلول أخرى، لا أعلم، ليست لديَّ كل المعطياتquot;.
وهل من دولة أخرى مرشحة بعد سوريا؟ يقول لا يمكن المضي بسرعة اضافية ما لم يتم توفير الحلول في ليبيا واليمن وسوريا والبحرين...ولكن ربما يأتي دور ايران لأنها معطلة للإصلاح ومحركة لحركات أصولية وارهابية، على قوله. وهل هي أمنية أم معلومات؟ يبتسم ولا يجيب.