راجح الخوري

ينظر مخططو الاستراتيجية الاميركية الى اللقاء المرتقب بين باراك اوباما ورجب طيب أردوغان، على انه من أهم الاجتماعات التي ستعقد على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ومن خلال تعليقات الصحف الاميركية يمكن الافتراض ان ثمة رغبة في واشنطن في ان يلعب أردوغان دور الوكيل المعتمد او quot;المندوب السامي الاميركيquot; في منطقة الشرق الاوسط، التي تعصف بها رياح التغيير ويحيط الغموض بما ستؤول إليه من أنظمة وسياسات.
ليس سراً ان هناك نوعاً من التقاطع الاميركي المعروف والتركي المستجد في هذه المنطقة.
فإذا كانت أنقرة ترفع شعار quot;صفر مشاكلquot; مع الجيران كمقدمة لاستعادة quot;الدور العثماني بطبعة جديدةquot; كما يقال، فإن أميركا والدول الغربية تنظر الى النظام التركي على أنه يشكل النموذج الأفضل لإرساء علاقات هادئة بين الشرق والغرب.
في هذا السياق هناك دائماً من يسأل: ما هو المطلوب أكثر من إسلام حليق الذقن يضع رباط العنق ويقيم نظاماً يحترم الديموقراطية ويتعاون مع الأسرة الدولية؟
لكن الشرق الأوسط ليس منطقة خالية من اللاعبين، فإذا كانت دوله قد فقدت الأدوار والمبادرات، فإن هناك قوى اقليمية تنشط للاضطلاع بأدوار محورية.
ويعرف أوباما ان ضيفه التركي ينخرط في المناورة مع إيران من جهة وفي عض الأصابع مع اسرائيل من جهة اخرى، وهو ما يجعل الرهان الأميركي عليه مرتبطاً، أولاً بمدى استعادة علاقات تركيا الدافئة مع اسرائيل، وثانياً بمدى تبريدعلاقاته مع إيران، وهذا أمر ليس سهلاً قياساً بالاشتباك مع تل أبيب التي ترفض الاعتذار عن الهجوم على سفينة مرمرة، ولا هو بالسهل قياساً بفوائد أنقرة من تسهيل مرور النفط الايراني رغم الحظر المفروض على طهران.
من الواضح ان أوباما سيركز على موضوع الخلاف المتصاعد بين أنقرة وتل أبيب.
فالموضوع لم يعد رهنا ببيان اعتذار وتعويضات تقدمها اسرائيل، وفي واشنطن يزداد الشعور بالقلق من تهديد تركيا بإرسال قطع بحرية لمواكبة سفن الإغاثة ومن دخولها على خط الخلافات المستجدة بين اسرائيل ولبنان وقبرص حول حقول الغاز.
تشكل تركيا القوة الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد أميركا، وهذا يعطي أردوغان الحق في التمسك بلعب دور يتجاوز وظائف quot;المندوب الساميquot;.
لكن يبقى على أوباما حل عقدة نتنياهو لكي يستشيط الإيرانيون غضباً!