مكرم محمد أحمد

rlm;لست مع المطالبين بسحب بعثة المراقبين العرب من سورياrlm;,rlm; لأن البعثة التي لم يمض علي مهمتها أكثر من أسبوع لم ترسخ بعد وجودها علي الأرض السوريةrlm;,rlm; وإن كان قد أصبح لها تواجدها شبه الدائم في مدن حمص وحماة ودرعا وادلب ودمشق وحلب, ولان غالبية السوريين ترحب بوجودها وتري فيه بديلا صحيحا يغني عن التدخل العسكري الخارجي الذي يرفضه اغلب السوريين ولا يحمدون عقباه لأنه يمكن أن يشعل نار الفتنة الطائفية ويهدد وحدة البلاد.
وأظن أن الحل الصحيح يكمن في تعزيز قدرات البعثة العسكرية والفنية, وضبط صلاحيات رئيسها أو استبداله, إن كانت حيدته أصبحت موضع شكوك السوريين, أو كان تاريخه الطويل في السودان كرئيس للمخابرات العسكرية ورطه في مواقف تخاصم حقوق الإنسان بسبب قسوته المفرطة كما يقول بعض المحللين السودانيين, وما من شك أن التقرير الذي سوف يرفعه إلي أمين عام الجامعة د.نبيل العربي ومجلس وزراء الخارجية العرب سوف يكون تقريرا كاشفا يجيب علي الأسئلة المهمة المتعلقة بمدي حرية التنقل والحركة التي تتمتع بها البعثة, وإمكانات وصولها إلي المعلومات الصحيحة, وفرص تواصلها مع المعارضة في الداخل, ومدي صحة تعرضها لمخاطر مصطنعة تحجب فرص وصولها إلي بعض الأماكن الحساسة.., والواضح حتي الآن أن غالبية السوريين وغالبية المجتمع الدولي تحرصان علي نجاح مهمة بعثة المراقبين لان البديل المتمثل في التدخل العسكري الخارجي صعب ومكروه, ويشذ عن ذلك فريق من المعارضة السورية يساند التدخل العسكري الخارجي لحماية المدنيين السوريين إذا فشلت بعثة المراقبين العرب.
وربما يكون من الملائم أن يمارس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم أول الأسبوع المقبل ضغوطا أكثر قوة علي الحكومة السورية لإلزامها بتثبيت انسحاب المدرعات خارج المدن وإعادتها إلي ثكناتها, والإفراج عن باقي المعتقلين, والوقف الكامل لكل صور إطلاق النار, والامتناع عن قتل المتظاهرين, والسماح لممثلي الصحافة العربية والدولية بتغطية عمل المراقبين, في إطار جدول زمني واضح لا يسمح باللعب علي عامل الوقت ويهيئ فرص حوار جاد بين الحكم والمعارضة ويحقق الإصلاح السياسي المنشود.