مكرم محمد أحمد

الآنrlm;,rlm; وقد تحددت ملامح مجلس الشعب الجديدrlm;,rlm; الذي يحظي فيه حزب الحرية والعدالةrlm;,rlm; الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمينrlm;,rlm; بما يقرب منrlm;42%rlm; من مقاعد المجلسrlm;,rlm;


بينما يحظي حزب النور السلفي بما يقرب من25% ليشكلا معا أغلبية كاسحة داخل المجلس الجديد, علي حين لا تصل نسبة تمثيل باقي القوي السياسية الليبرالية والمدنية الي حدود30%, وينحسر وجود المرأة الي مجرد عضوين وشباب الثورة في حدود لا تزيد علي أصابع اليد الواحدة.. وإذا كانت نتائج انتخابات مجلس الشوري القادمة سوف تأتي داخل هذا السياق الذي يؤكد تفوق حضور قوي الاسلام السياسي داخل المجلسين ـ فما الذي يمكن ان نتوقعه من البرلمان الجديد؟!.. وبرغم ذلك ما من شك في أن مجلس الشعب بتشكيله الجديد يعبر عن الارادة السياسية لجموع المصريين, الذين خرجوا للمرة الأولي علي هذا النحو الحاشد في أول انتخابات برلمانية يحضرها نسبة تتجاوز60% من عدد المقيدين في الجداول الانتخابية, تتسم بالنزاهة والشفافية رغم بعض الاخطاء الادارية المحدودة, حددت ربما للمرة الأولي حجم الأوزان الحقيقية لكل القوي السياسية في مصر, باستثناء شباب الثورة الذين لم يسعفهم الوقت والجهد للحصول علي تمثيل برلماني جيد يعكس حجم القوي الجديدة التي أسهمت في صنع الثورة!
وربما لهذه الأسباب جميعا يعتقد كثيرون أن البرلمان القادم قد لا يكون معبرا عن توجهات ثورة25 يناير, بل ربما لا يكون متوازنا بالقدر الذي يمنع الاغلبية العددية الكاسحة لقوي الإسلام السياسي من استخدام أغلبيتها الميكانيكية, للمصادرة علي حق المعارضة في التعبير عن نفسها علي نحو ما كان يفعل الحزب الوطني.. لكن الواضح من مسار التحالفات السياسية المتوقعة داخل المجلس الجديد ان الامور سوف تختلف كثيرا عن برلمانات الحزب الوطني, خاصة أن كل الدلائل والمؤشرات تستبعد قيام تحالف بين حزب الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي, علي الأقل في الوقت الراهن, لأن كلا منهما يحرص علي تمييز مواقفه عن الآخر في ظل وجود خلافات واضحة بين حزب الحرية والعدالة الذي ينحو نحو التدرج في تطبيق احكام الشريعة, ويحرص علي تأكيد صورته كحزب إسلامي معتدل, ولا يتوقف منذ نجاحه عن إرسال إشارات مطمئنة الي كل من يعنيه الامر في الداخل والخارج ـ وبين حزب النور السلفي الذي يبدو أكثر تعجلا وتشددا, وما يعزز من هذا الاحتمال الفرصة المتاحة أمام حزب الوفد كي يغادر مواقفه السياسية السابقة, ليلعب دور رمانة الميزان في المجلس الجديد.