ليس التهديد بالمجموعات الإرهابية في سوريا إلا تهويلًا، إذ لا يتجاوز عددهم 10 آلاف من أصل 250 ألف مسلح منتشرين اليوم في سوريا بحسب مختلف التقديرات، ربّاهم بشار الاسد وصدّرهم للعراق ولبنان، وقايض بعضهم مع أجهزة المخابرات الغربية.


أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية: quot;الجهاديونquot; من صناعة الأسد وإهمال الغرب للثورة

لم ينته العالم في 21 كانون الأول من العام 2012، لكن الأسديين يتصرفون وكأن نهاية النظام الأسدي وquot;فارسهquot; بشار الأسد هي نهاية الماضي والحاضر والمستقبل. حتى لا تقع هذه النهاية المحتومة والمرسومة مثل موت معلن، فإنهم يحيكون ألف حجة وحجة لا يقنع مجموعها سواهم. ما زالوا يشددون على أن الأسد باق حتى 2014 وبعدها لكل حادث حديث. من الوقائع المسلّم بها أن الأسد خارج كل الحلول بما فيها أكثر التسويات المفترضة ومنها جنيف تفاؤلاً. ما يعني العالم هو تقديم الضمانات للعلويين لينجزوا quot;طلاقهمquot; مع الأسد وعائلته، لأن في ذلك تسريع دراماتيكي لخلاص سوريا من دفع المزيد من ضريبة الدماء التي تدفعها للحصول على الحرية والسيادة والكرامة. ووسط بكائية غير معهودة لدى الأسديين على الشعوب وتضحياتها، يهددون السوريين أولاً والعرب والعالم ما عدا روسيا وإيران بأن quot;صوملةquot; سوريا ستحرق الأخضر واليابس في المنطقة والعالم كله. ولذلك فإن ما جرى ويجري في مصر واليمن وليبيا وتونس ليس أكثر من نقطة ماء أمام بحر الدماء والدموع السوري. الواقع أن ما يجري في هذه الدول التي عاشت وتعيش الربيع العربي بكل زخمه هو من طبيعة الثورات دائماً الولادات تتطلب مخاضات صعبة ومؤلمة.
في مصر، رغم جشع وشراهة quot;الاخوان المسلمينquot; للسلطة، فإن سقوطهم في التجربة يسقط وهماً كبيراً طالما أخافت الأنظمة العربية به شعوبها. جزء أساسي من القمع غير المحدود والمسبوق ضد الاخوان المسلمين في مصر، خصوصاً في سوريا كان خلفه خطة لتصحير الحياة السياسية ونشر الرعب بين الأجيال، خصوصاً الصاعدة منها. لم يستوعب الاخوان، أن الدستور ليس قانوناً حتى يطبق لدى حصوله على نعم من نصف الشعب زائد واحد. الدستور يتطلّب توافقاً وطنياً. في جنوب إفريقيا تطلبت صياغة الدستور سنتان من المناقشات الغنية بين مختلف مكوّنات الشعب الذي عاش حرباً عنصرية طويلة، قبل طرحه على الاستفتاء وحصوله على موافقة 94 في المئة عليه. عكس ما يشيعه الأسديون، الشعب المصري يصنع نفسه بنفسه تاريخه اليوم. دخول المعارضة المدنية بهذا الزخم في معركة الاستفتاء على الدستور يعني الدخول الى قاع المجتمع المصري وبداية إزالة تصحير الحياة السياسية وبناء مجتمع غني بالفكر والتعددية وقبول الواحد للآخر، وممارسة التبادلية السياسية في أرقى صورها. مهما كان الوضع صعباً حالياً والقلق كبير فإن مصر اليوم وغداً أفضل بكثير من حسني مبارك وquot;المباركيةquot; التي لم تكن مباركة لكثرة ما فرضته من شلل كامل على مصر موقعاً ودوراً.
أما اليمن، فإن التطورات تؤكد رغم المخاطر الكبيرة، انها تسير في مسار التخلص من كل آثار quot;تصحيرquot; علي عبد الله صالح، وأن التخلص من تركيبته التي أورثها لليمنيين يتم من خلال قضمها وهضمها بثبات. مهما كان وضع اليمن صعباً، فإنها من دون صالح وابنه وعائلته أفضل بكثير مما كانت عليه.
حتى تونس وليبيا اللتان تشهدان أحداثاً صعبة وأحياناً دموية فإنهما من دون زين العابدين وليلى طرابلسي وعائلاتيهما، ومن دون معمر القذافي وجنونه ودمويته المشتركة مع أولاده، حالهما أفضل بكثير.
أما بالنسبة لسوريا، فإن التهديد بالمجموعات الإرهابية هو من نوع جعل quot;الحبة قبّةquot;. من أصل 250 ألف مسلح اليوم في سوريا حسب مختلف التقديرات، يوجد عشرة آلاف أو أكثر بقليل من المتطرفين والسلفيين، أيضاً وهو مهم أن الاسد هو الذي أنبتهم وصدّرهم الى العراق ولبنان، وقايض بعضهم مع أجهزة المخابرات الغربية، ولأنهم في معظمهم من الوافدين فإن انتصار الثورة غداً أو بعد غد سيحسم وجودهم تدريجياً. المهم ألا تطول حجج الغرب، خصوصاً واشنطن عن دعم الثورة، لأن كل يوم إحباط لدى السوريين من مدنيين وثوار، لأنهم متروكون في العراء أمام النظام الأسدي، الذي يستخدم القنابل العنقودية وصواريخ سكود والشبيحة، يرفع من رصيد المتطرفين ويشرّع وجودهم وشرعيتهم.
ما يجري وسيجري في سوريا ليس سهلاً. سقوط الاسد والنظام الأسدي لن يكون نهاية لآلام الشعب السوري، تعترف مختلف القوى السورية والمعنية من إقليمية ودولية أن أمام سوريا خمس سنوات طويلة على الأقل بعد الأسد لكي تستقر. هذا ما جناه الأسد الأب والأسد الابن على السوريين قبل أن يجنيه أحد عليهم، لأن لا جريمة بلا عقاب، فإن quot;شيشنةquot; الأسد لسوريا بعد تصحيرها، جرائم ضد الإنسانية يجب أن يدفع ثمنها غالياً.
فؤاد مطر في الشرق الاوسط :بعد خراب سوريا.. خراب البصرة من قبل
اختار الرئيس بشار الأسد يوم الخميس 8 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 فضائية روسية ليقول من خلالها كلاما من شأنه أن يكون مادة للنقاش المستفيض، وبالتالي يتم التوصل إلى بعض التوافق عليها، لولا أن التوقيت كان متلازما مع ارتفاع مقلق في منسوب الدم الذي أريق والدمار الذي تكاثر.
وقبل ذلك ببضعة أسابيع اختار الرئيس بشار فضائية العائلة (الدنيا) ليقول من خلالها كلاما كنا نتمنى لو أنه تريث في جزمه لبعض الأمور التي أشار إليها من خلاله.
في الإطلالتين بدا أن الرئيس بشار غير مدرك ما الذي فعله خياره الأمني الذي اعتبره علاجا لمعضلة، وكيف أن الخط البياني دما ودمارا في ارتفاع يوما بعد آخر، مما يفرض تعديلا في الرؤية وفي العلاج. كما أن الرئيس بدا كمن يفكر وحده ويقول ما يعتبره الصواب في حين أن مناقشة الأمور مع عدد من المستشارين، المجاز لهم المناقشة وليس فقط إطراء ولي الأمر، كان من شأنها إضفاء مسحة من الواقعية على كلام الرئيس الذي هو ماضٍ، كما الرئيس المصري لاحقا وحاضرا محمد مرسي وكما بقية المنتفض عليهم من الرؤساء، زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي، في أشد الحاجة إليها.. وبالذات إذا قال هذا المستشار أو ذاك أو أولئك الرأي الذي يزجر أو يعظ أو يدعو إلى مكرمة أو ينهى عما هو ضلال. وها هي أمامنا تداعيات ما أصاب الرؤساء الذين انصرفوا، والرئيس المتأرجحة رئاسته محمد مرسي، مع ملاحظة أن هذا الأخير لكونه إخوانيا ومكتنزا ثقافة دينية إلى جانب التحصيل العلمي كان سينجو من الخدوش المستمرة لولايته الرئاسية التي لم يهنأ بها بعد وقد لا يهنأ أبدا لو أنه استحضر بعضا من آيات الكتاب الكريم ومن الحديث الشريف ومن الأقوال المأثورة للعرب قبل الدعوة لهم وللمسلمين كافة بعد أن ودّع الرسول أمته وترك للذين اصطفاهم القيام بالواجب.. فهو ما كان من المؤكد أنه سيتخذ من القرار أصوبه، وبالتالي فإنه كان سينجو من التهلكة في الحد الأقصى ومن التقريع إلى حد البهدلة وهو حي يرزق راقد على سرير المرض أو داخل جدران بيت الإقامة الجبرية فيما العائلات مشتتة ومطلوبة لدفع الثمن ثأرا بالأبناء من آبائهم. فالله سبحانه وتعالى يقدم التشاور في الأمر على البدء في التنفيذ (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل). والنبي (صلى الله عليه وسلم) يرى أن laquo;الدين النصيحةraquo; وأن laquo;المستشار مؤتمنraquo; وأن الهداية لإرشاد الأمور هي في التشاور، كما أن الاستشارة laquo;عين الهدايةraquo; كما يراها الإمام علي (رضي الله عنه) الذي يضيف إلى ذلك القول laquo;إن من أُعجب برأيه ضلَّ ومن استغنى بعقله زلَّraquo;. وقبل الدعوة كان العرب متفقين على أن laquo;أول الحزم المشورةraquo; وأنها laquo;حصن من الندامة وأمنٌ من الملامةraquo;.
وما هو أكثر غرابة في الأمر أن الذين يترأسون بعد انقلاب أو ثورة أو بفعل توريث يفرضه الأمر الواقع الخالي من دستور مستقيم المواد التي لا تخضع لتعديلات تفرضها أمزجة هذا المترئس أو ذاك، يحرصون أكثر الحرص على إظهار تدينهم وإسلاميتهم، فنراهم يختارون للخطب التي يلقونها في المناسبات شواهد من القرآن الكريم، كما يختمون الخطبة بآية أو آيات. لكن الذي يحدث هو أن هؤلاء، أو كتبة خطبهم الذين يحرصون على إضفاء المزيد من التعظيم لولي الأمر، يختارون آيات بعينها لتعزيز ما يريد هذا الرئيس أو ذاك من خلال الآية تدعيم رأيه فيه أو التوجه الذي يريده، مع أن في الكتاب الكريم من الآيات ما من شأن العمل بموجبه إنقاذ المترئس من فعل مبغوض.
وبالعودة إلى ما بدأناه حول كلام قاله الرئيس بشار الأسد ولم يحقق الغاية لأنه كان في رؤيته يتصرف كمنتقم وليس كرئيس للبلاد، نختار هنا نماذج من هذا الكلام الذي كانت تنقصه الفِطنة بسبب فقدان الاستشارة. ففي إطلالته عبر الفضائية الروسية قال laquo;المسألة لا تتعلق ببقائي أو رحيلي فهذه تعود إلى الشعبraquo;، وlaquo;أنا لم أكن المشكلة بأي حال من الأحوال، فالغرب يخلق الأعداء دائما. في الماضي كان العدو هو الشيوعية ومن ثم أصبح الإسلام ثم صدَّام حسين، والآن يريدون أن يخلقوا عدوا جديدا يتمثل في بشَّار..raquo;، وlaquo;أنا أتمتع بالسلطات بموجب الدستورraquo;، وlaquo;هناك العديد من السوريين مؤهلون لهذا المنصبraquo;، وlaquo;واجبي أن أكون الرجل الذي يستطيع إنهاء الصراع واستعادة السلامraquo;، وlaquo;المشكلة ليست بيني وبين الشعب فأنا ليست لدي مشكلة مع الشعبraquo;، وlaquo;إذا كان الشعب السوري ضدي فكيف يمكن أن أبقى الرئيس؟raquo; وlaquo;إذا كان جزء كبير من العالم ضدي والشعب ضدي وأنا هنا فهل أنا سوبرمان؟raquo;، وlaquo;هناك انقسامات تحدث في سوريا، لكن الانقسامات لا تعني حربا أهليةraquo;، وlaquo;علينا أن نقاتل لأننا لا نستطيع ترْك الإرهابيين يقتلون ويدمِّرونraquo;، وlaquo;يعتقد أردوغان أنه السلطان العثماني الجديد ويستطيع السيطرة على المنطقةraquo;، وlaquo;أغلبية الحكومات العربية تدعم سوريا ضمنا لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علانية لأنهم يتعرضون لضغوط من الغرب ومن البترودولاراتraquo;.
وفي معرض إبداء الرأي في الدور غير المستحب للجيش السوري قال laquo;لو أراد الجيش أن يرتكب جرائم في حق شعبه فإنه سينقسم ويتفتت، ولذلك لا يمكن أن يكون هناك جيش قوي وموحد وفي الوقت نفسه يقوم بقتل شعبه، كما لا يمكن للجيش أن يصمد لمدة عشرين شهرا في هذه الظروف الصعبة من دون أن يحظى باحتضان الشعب السوريraquo;. ويختم الرئيس بشار كلامه الذي ربما لا يجد الاقتناع الكافي لدى الجمهور الروسي الذي يتابع ما يجري على الأرض السورية من قتل وتدمير وانقسامات ونزوح وقصْف بالطيران - ولذا فإنه كلام لا يفيده في شيء - بالقول عما إذا كان يلوم نفسه laquo;في بعض الأحيان خصوصا خلال الأزمات لا تستطيع رؤية الصحيح من الخطأ إلا بعد أن تتجاوز الأزمة..raquo;.
وهذا التفسير البشاري للملامة يجعلنا نستحضر القول الشائع laquo;بعد خراب البصرةraquo;، كما يجعلنا نقرأ باهتمام الرأي المستجد للرئيس بشار إنما هذه المرة على لسان نائبه المستكين فاروق الشرع، بعد ثلاثة أسابيع من إطلالته الروسية، وعبر الصحيفة اللبنانية السورية الهوى laquo;الأخبارraquo;، والتي أوحى فيها هذا الدرعاوي المستكين بأن ما كان مرفوضا بات مقبولا، وأن ما لا يقوله بشِّار الأسد حفاظا على مهابة الرئيس وخشية من عدم التجاوب مع مضمون القول يمكن أن يأخذه السيد النائب على عاتقه، ومن ذلك قوله laquo;كل يوم يبتعد الحل عسكريا وسياسيا. نحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سوريا ولسنا في معركة وجود فرد أو نظام. لقد تعددت مشاكل سوريا وتعقدت إلى حد لم يعد فيه ممكنا فصل الأعمال العسكرية الجارية عن حياة المواطنين العاديينraquo;، وlaquo;هناك مسائل كثيرة يمكن العمل عليها من أجل إيجاد حل، ولا أحد واهم بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه لأننا مقتنعون بأنه لا عودة لعقارب الساعة إلى الوراءraquo;، وlaquo;من موقعي لا أعرف تماما إلى أين سيفضي الخيار بنا. ورئيس الجمهورية شخصيا قد لا يعطي الجواب الشافي مع أنه يملك في يديه كل مقاليد الأمور في البلدraquo;، وlaquo;ما يجري في سوريا معقد ومركب ومتداخلraquo;، وlaquo;كثيرون في الحزب والجبهة والقوات المسلحة يعتقدون منذ بداية الأزمة وحتى الآن أنه لا بديل عن الحل السياسي. والحل لا يكون واقعيا إلا إذا بدأ من أعلى المستويات. فرئيس الجمهورية هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة، وهو الذي يعيِّن رئيس مجلس الوزراء ويقود الحزب الحاكم ويختار رئيس مجلس الشعبraquo;، وlaquo;لا الائتلاف الوطني ولا مجلس إسطنبول ولا هيئة التنسيق كمعارضة داخلية متعددة الأقطاب ولا أي مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة بارتباطاتها الخارجية تستطيع أن تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري. كذلك فإن الحكم القائم بجيشه العقائدي وأحزابه الجبهوية وفي مقدمتها حزب (البعث العربي الاشتراكي) بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة لا يستطيع وحده بعد سنتين من عمر الأزمة إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يسهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليميةraquo;.
أما كيف الحل، فإن الشرع، أو الرئيس بشار بلسان الشرع، قال إنه يكون على النحو الآتي laquo;إن أي تسوية سواء انطلقت من اتصالات أو اتفاقات بين عواصم عربية أو إقليمية ودولية لا يمكن لها العيش من دون أساسها السوري المتين. الحل يجب أن يكون سوريا ولكن من خلال تسوية تاريخية تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول مجلس الأمن. هذه التسوية لا بد أن تتضمن أولا وقف العنف ووقف إطلاق النار بشكل متزامن وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة. إن المشكلة تكبر وتتعمق عندما يعتقد البعض أن الحسم أو الكسر ممكن. ليس صحيحا على الإطلاق أن بإمكان كل هذه المعارضات أن تحسم المعركة على أساس إسقاط النظام إلا إذا كان هدفها إدخال البلاد في فوضى ودوامة عنف لا نهاية لها..raquo;.
عند القراءة المتأنية لكلام السيد النائب بعد بضعة أسابيع من كلام السيد الرئيس يستنتج المرء أن الرئيس بشار اقتنع إنما laquo;بعد خراب البصرةraquo; بأن الذي فعله كان مغامرة من النوع غير المألوف العواقب، وأنه في نهاية الأمر أجاز لنائبه المستكين أن يقول من الكلام ما يبدو فيه وكما لو أن النظام ارتأى أن يرفع الراية البيضاء سلاما وتسليما وليس استسلاما.. سلاما لما لم يهدر من دم ولم يدمر من بنيان.. وتسليما بحقيقة لا جدال في صوابيتها وهي ما قاله الشرع بنسبة من الصراحة وفي صيغة إشارات لا تخفى على اللبيب، وهي أن النظام البشاري بحزبه وجيشه بات لا يستطيع متفردا تحقيق التسوية. وعلى هذا الأساس فلتكن هناك خطوة من جانب الطيف المعترض خصوصا أن الشرع في ما قاله تفادى ما أمكنه التفادي اعتبار أن ما يجري يمثل مواجهة النظام للإرهاب. وأما إذا كان لن يأتي الرد على التحية بمثلها فعندها سنرى أن عناد المعارضة السورية كما عناد النظام، مجرد مناطحة ستجعل مقولة laquo;بعد خراب البصرةraquo; تُستبدل بها مقولة laquo;بعد خراب سورياraquo;. والله المنجي.