لندن

ما معنى 'استيقظ'؟ وكيف يمكن 'ان يستيقظ' شخص ما استيقظ قبل ستين سنة وأكثر؟ ان الخوف موجود دائما في القدس مع احتياطي بحيث لم يُحتج الى استعدادات خاصة.
ومع كل ذلك أصبح الاخوان المسلمون يحكمون مصر... ألم يزد هذا الخوف؟ أما الخوف فلا وأما الهستيريا فنعم. برغم أنه وجد من رأوا الجانب الايجابي من الفور ايضا كما هي الحال في كل تطور سلبي، فان ذلك يبرهن على ان العرب هم نفس العرب وعلى ان البحر هو نفس البحر. وقد ثار القلق الحقيقي بعد ذلك فقط.
' هل بدأوا يخشون نقض اتفاقات السلام؟
'لا. ظهر القلق الحقيقي حينما ثار خوف من ان يبدأ محمد مرسي تلك الحيل التي عرفناها عند الفلسطينيين ايضا مع التظاهر بأنه 'معتدل' و'براغماتي' ويضع نظارتين ويلبس ربطة عنق وسائر الحيل التي لم تعد تؤثر فينا ألبتة، فهي واضحة تماما. فحينما حاول محمد ذاك ان يتبنى لنفسه اسم مطرب بوب من فرقة سميثس كي يتملق الغرب حذف حرف الياء خطأ فصار موريسي.
' أعلم انه بعد انتخابه في الحال اجتمعت الثُمانية على عجل.
' لا لم يكن هذا، لكن أمين سر الحكومة هاوزر استمع الى اهود يعاري في التلفاز، ولم يكن غير ذلك.
' ألم يكن تباحث؟ ما الذي يتم التباحث فيه؟
' من الغد فقط حينما استمعوا من هاوزر خطورة الوضع حلت الدهشة محل القلق وبخاصة بعد ان سارع أمين السر العسكري ورئيس 'أمان' الى تحديث عِلم وزير الدفاع ورئيس الوزراء بأن الرئيس الجديد ينتمي الى الاخوان المسلمين. وأعلنا أنهما في خلال نهاية الاسبوع سيستوضحان من هو هذا الشخص بعد ان يتصفحا الصحف. وفي يوم الاحد في جلسة الحكومة الاسبوعية انطلقت الحكومة الى العمل.
' هل قررت ان تدفع الى الأمام بمسيرة السلام في المنطقة؟
' عض لسانك. لا. فقد فعلت ما يفعلونه دائما حول نتنياهو بعد انتخاب كل رئيس جديد في العالم، فقد بحثت عن لقب ما تلصقه بمعادي السامية الجديد مثل 'الزنجي' في امريكا و'القزم' للرئيس السابق في فرنسا... وتقول الاشاعة انه تقرر في الحالة هذه ان يُطلق على مرسي لقب 'مورسا' (دُمل).
' لكنني أعلم أنهم باركوا انتخابه بعد ذلك.
' اجل في حين كانوا يُقدرون أي تنديد يصدرونه اعتراضا على انتخابه، قرأوا في الصحف انه تجب تهنئته، وتحول الاتجاه آنذاك. هذا الى ان المزاج العام في القدس ـ كالعادة ـ انقلب في غضون ساعات من النقيض الى النقيض، أعني من فكرة تجنيد قوات الاحتياط الى نوع من الصلف.
صلف؟ لماذا؟ إسمع، أصغوا في القدس الى خطبة أداء الرجل لليمين الدستورية اصغاءا شديدا وحصروا عنايتهم عندنا في الكلام الذي لم يقله. فالرجل مثلا لم يقل كلمة واحدة معترضا على انشاء 300 وحدة سكنية في بيت إيل، ولم تصدر عنه معارضة صريحة لهجوم على ايران، وهو ما تم تفسيره عندنا بأنه تأييد صامت لاهود باراك. واطمأنوا في القدس ايضا حينما سمعوا ان مرسي لا يتجول مع حزام ناسف وان له إبنا يحمل شهادة الدكتوراة وانه مصاب بالسكري.
' ما أهمية هذا؟
' لأن هذا يُبين انه يوجد من يُتحدث معه وان الحديث مع كل ذلك عن بشر. بل انهم يقولون ان عنده في البيت مقص اظافر لتقليم الأظفار تنتجه في الصين شركة سويسرية نسي واحد من أصحابها مرة نظارتيه على منصة في مكتب وكالة سفر عملت فيها ابنة أخت يهودية ناجية من المحرقة.
وباختصار تحسن المزاج العام تحسنا كبيرا في القدس فيما يتعلق بانتخاب مرسي الذي وزنوا ان يضموا الى التهنئة بانتخابه صندوقا من البلاستيك مع قطعة من رِجل مقطوعة أعدتها دفوره زوجة نتان. لكن الاقتراح رُفض خشية ان يتم تفسير ذلك بأنه اعلان حرب.
' وماذا عن فؤاد؟
' ما زالوا ينتظرون ذلك. ومع ذلك كله ما نزال لم نتجاوز ايام الحداد السبعة على مبارك ولا موته. وما زالوا لا يطلقون السلاح الثقيل.
هذا الى أنهم لا يريدون ان يخنقوا مرسي بالاحتضان. فعنده الحزب وشعبه يؤخذان في الحسبان، فيجب ان يبدأ الامر بالغمز وهز الرأس رويدا رويدا.
نقول بالمناسبة هل تم تلقي جواب من مرسي عن تهنئة نتنياهو وبيرس؟ اجل تم تلقي، لكنك ما كنت لتريد استماعه أو ان تشمه ايضا.
' أليس هذا الصلف سابقا لأوانه شيئا ما؟
' لم يستمر على كل حال زمنا طويلا، لأنه بعد ساعات جاء نبأ عن قرار اليونسكو على الاعتراف بكنيسة المهد بأنها من مواقع التراث العالمي، وهو شيء أصاب القدس بالدهشة وملأها بالغضب وأصابها بامتعاض ظاهر. إقرأ كلام رئيس الحكومة الذي أصدر فورا تنديدا غاضبا يقول: 'ثبت ان اليونسكو تُحركها تقديرات سياسية لا ثقافية. يجب ان يتذكر العالم ان كنيسة المهد قد دنسها في الماضي ارهابيون فلسطينيون. انهم بهذا يُبعدون السلام فقط'.
أرى ان نتنياهو غضب في الأساس لابتعاد السلام الذي كان يقف على أبوابنا الى ان كان هذا القرار.
ليس هذا فقط. ان هؤلاء الأوغاد من اليونسكو خدعونا. ففي حين كانت القدس مندهشة ومتفاجئة ومملوءة بالغضب والامتعاض جاء نبأ عن قرارهم على الاعتراف ايضا بموقع ناحل معروت في المجلس الاقليمي 'حوف هكرمل' بأنه موقع من مواقع التراث العالمي.
' أكان هناك صلف مرة اخرى؟
' للحظة قصيرة فقط، لكن مازجه الغضب والدهشة بسبب أمر كنيسة المهد بحيث لم تشعر القدس بأي شيء في ذلك اليوم.

دورون روزنبلوم


هآرتس