تركي الدخيل
ماذا يعني ان يتابع الناس الميزانية بشغف وتطلّع؟!
مجلس الوزراء وبرئاسة أبي متعب الملك عبدالله أعلن أكبر ميزانية في تاريخ السعودية. الميزانية هائلة وكبيرة وحقّ للناس أن يتطلعوا إليها. المهم أن أبا متعب نبّه الوزراء إلى ضرورة أن يستفيدوا من هذه الميزانية لتحقيق التنمية للمجتمع والبلد، هذه الميزانية لم تجعل بعد الآن لوزيرٍ عذراً بل على العكس جعلت المسؤولية-كل المسؤولية - على هؤلاء الوزراء، سواء منهم من يتسنم مهام التعليم أو الصحة أو الشأن الاجتماعي والفقر أو وزارة العمل أو حتى التخطيط. المشكلة الآن أن لدينا كيس نقود لكن تحتاج إلى من يدير توزيعها بما يصب في صالح الناس.
لا أحد يجهل أننا من أغنى دول العالم على الإطلاق، وأن لدينا كل إمكانيات التطور لنكون في مصاف الدول المتقدمة. لكن لدينا عوائق من بينها الاتكال المطلق على النفط وكذلك العائق الثقافي وأيضاً لا ننكر عائق الفساد، وهذا ليس سراً لم يعد الفساد أو الحديث عنه من المحظورات بل الملك عبدالله قالها:quot;إن هناك مشاريع لم تتبيّنquot; وقال إن الفساد موجود كما في تصريحاته بل ولولا الفساد لما أسست الدولة هيئة كاملة لمكافحة الفساد.
سأقف عند جملةٍ قالها الملك في كلمته:quot; إن التنمية البشرية والاستثمار في الإنسان هو الأساس والضرورة للتنمية الشاملة، وكذلك فقد تم اعتماد ما يزيد على مائتين وأربعة مليارات ريال لقطاع التعليم العام والعالي، وتدريب القوى العاملة، ولتحسين البيئة التعليمية وتطويرها، لتتماشى مع مخرجات العصر، من خلال إنشاء مدارس جديدة ومراكز تدريب وتجهيزها، واستكمال المدن الجامعية للجامعات القائمة، بافتتاح كليات تخصصية جديدةquot;.
نعم إنه الاستثمار بالإنسان، وقد بدأ بالابتعاث وبكل برامج التدريب على التقنية والمهن، استثمار الإنسان لم يعد ترفاً بل بات ضرورةً ملحة ولا يمكن أن تتطور أمة إلا بإنسانها. هذه هي كوريا الجنوبية والنمور الآسيوية كيف تطورت؟! لقد بدأت بالإنسان ... بالاستثمار بالإنسان.
بآخر السطر فإن هذه الميزانية يجب أن تضع واقعاً جديداً في السعودية، فكما أنها تاريخية لابد للقوى التنفيذية في البلد أن تضع خطةً لنقلةٍ تاريخية أيضاً فهل نحن عاجزون؟!
التعليقات