حسن آل عامر

على العكس مما يقال بأن مواقع التواصل الاجتماعي مثل ldquo;تويترrdquo; وrdquo;فيس بوكrdquo; أصبحت مصدرا هاما لوسائل الإعلام التقليدية كالصحف الورقية، أعتقد أن الصحافة بشقيها الورقية والإلكترونية تعاني حاليا ــوربما في المستقبل سيكون الأمر أكثر وضوحا ـ من تعجل المسؤولين أو المثقفين والمبدعين وحتى الدعاة والوعاظ، في طرح آرائهم بشكل مختصر ومركز على صفحاتهم على ldquo;تويترrdquo; وrdquo;فيس بوكrdquo;، وبالتالي تصبح الفكرة معروفة للجميع، فقد يصل عدد المشتركين في نقاشها إلى مئات الأشخاص في ساعات قليلة، وهو ما ldquo;يحرقrdquo; الكثير من الأفكار والأطروحات التي كانت تستأثر بها وسائل الإعلام التقليدية في السنوات السابقة، حيث كان كل من يريد طرح فكرة معينة، يكتبها على شكل مقال صحفي أو مشاركة في تحقيق أو قضية موسعة قد تطرح على عدة حلقات، وهو ما يشكل مادة صحفية مكتملة وجاذبة. لذلك فوسائل الإعلام وخصوصا الصحافة، أمام تحد كبير في الخروج بشكل مختلف وتميز في ميدان لا يعترف إلا بالمنافسة الشريفة، وبالتالي ستكون المرحلة المقبلة، مرحلة فرز حقيقي لمنتسبي الإعلام بكافة أشكاله، ولا أستبعد أن يؤدي ذلك إلى حالات إغلاق نهائي لبعض الصحف أو القنوات الفضائية.


الحقيقية أن هذا ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه وسائل الإعلام المحلية بكافة أشكالها، فهناك تحد أخطر، وهو وجود ldquo;الصحفي الحقيقيrdquo;، صاحب الموهبة والحماس والقدرة على التعبير السليم والجذاب. فعلى الرغم من تكدس خريجي أقسام الإعلام من الجامعات السعودية التي لديها كليات أو أقسام إعلام، إلا أن المخرجات المهنية ما زالت نادرة جدا حتى على مستوى الصحفي العام الذي عادة ما يكون ناقل خبر فقط، فما بالك بالصحافة المتخصصة، مثل الاقتصادية والثقافية والسياسية، فهي أكثر ندرة. والحل الوحيد هو إيجاد مسارات دقيقة في أقسام الإعلام، وخصوصا في السنة الأخيرة التي يجب أن تكون عملية 100%، وأن يكتفى بتدريس النظريات الإعلامية في السنتين الأوليين فقط، فبدلا من التطبيق العملي ldquo;الشكليrdquo; المعمول به حاليا، والذي قد لا يتعدى في أفضل الحالات شهرين من ldquo;التفرجrdquo; على الزملاء العاملين في الصحافة أو الإذاعة أو التلفزيون، ثم أخذ مشهد ldquo;تطبيق عمليrdquo; !. يجب أن تكون السنة الأخيرة عبارة عن عقود برواتب مقطوعة للمتدربين تتشارك في دفعها الجامعات ووسائل الإعلام، وبعد نهاية السنة يتم عمل اختبار عملي دقيق، لا يعطى الطالب الشهادة إلا إذا اجتازه بدرجات عالية.
هو مجرد اقتراح، أعتقد أن تطبيقه سيوفر خامات إعلامية محترفة، تغني الإعلام السعودي عن الاستعانة بأي خبرات من الخارج.