مكرم محمد أحمد
سوف يكون علي السوريين ان يسفحوا المزيد من الدماء في جولة قادمة من طاحونة الموتrlm;,rlm; بعد ان فشلت قمة الدول الثماني في التوافق علي الخطوط العريضة لتسوية الازمة السوريةrlm;,rlm;
وفشل الرئيسان بوتين وأوباما في الاتفاق علي جدول اعمال محدد لمؤتمر جنيف الثاني, وقرر الغرب الذي تأخر كثيرا امداد المعارضة السورية بالسلاح, علي امل إضعاف قوات بشار الاسد التي نجحت بمعاونة اساسية من قوات حزب الله في استعادة مدينة القصير علي الحدود اللبنانية, وتعيد تجهيز نفسها الآن في محاولة لبسط نفوذها من جديد علي مدن حماة وحمص وحلب, لكن الروس والإيرانيين وحزب الله الشيعي يهددون بإشعال حرب إقليمية جديدة كي لا يتكرر ما حدث في ليبيا, وتصبح سوريا منطقة نفوذ خالصة للغرب!
وأكثر ما يخيف الغرب ان تقع امدادات الاسلحة الجديدة في ايدي مجموعات المعارضة السورية الاكثر تطرفا, مثل جماعة نصرة الاسلام الوثيقة الصلة بتنظيم القاعدة, او يحقق اي من الطرفين, المعارضة وحكم بشار, انتصارا منفردا حاسما, سوف تكون نتيجته المؤكدة انتشار المذابح العرقية والطائفية في طول البلاد وعرضها, ودخول الشرق الاوسط مرحلة جديدة من العنف المدمر, ينتشر خارج سوريا ابتداء من لبنان الي الاردن الي العراق واطراف الخليج.., ولهذا السبب يصر الغرب علي ان يتحكم في وصول الإمدادات العسكرية الي المعارضة السورية كي يلزمها في الوقت المناسب حضور مؤتمر جنيف الثاني, الذي يبدو انه سوف يتأخر انتظارا لجولة صدام جديدة!.., ويعول الامريكيون كثيرا علي الجنرال سالم إدريس احد قيادات الجيش السوري الحر(80 الف جندي) الذي يؤكد قدرة جيشه علي تغيير توازنات الموقف الداخلي اذا تسلم إمدادات السلاح المطلوبة, كما يؤكد التزامه بحماية الاقليات العلوية والدرزية والمسيحية, ومنع وصول امدادات الاسلحة الي الجماعات الاسلامية المتطرفة.
وما يزيد من غرابة الموقف ان الروس رغم اصرارهم علي الإبقاء علي بشار الاسد الي ان يقرر الشعب السوري مصيره, يشاركون الامريكيين مخاوفهم من ان تذهب امدادات الاسلحة الجديدة الي الجماعات الاكثر تطرفا, او يئول مصير سوريا بأكملها بما في ذلك ترسانتها من الاسلحة الكيماوية الي هذه الجماعات التي تحارب ضمن المعارضة السورية, ليس دفاعا عن الديمقراطية او حقوق الانسان ولكن من اجل اقامة دولة دينية يحكمها التطرف, وثمة اتفاق روسي امريكي علي عدم تمكين هذه الجماعات من النجاح, حتي لو طالت هذه الحرب سنوات وسنوات.
التعليقات