بسام البدارين

&مضحك أن نستمر كأردنيين في إطعام أنفسنا المزيد من «الجوز الفارغ»، حيث القشرة فقط، خصوصا عندما يتحدث زميل عزيز عبر فضائية، مثل «رؤيا» عن ضرورة التصدي للعدوان الإسرائيلي على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
من يتصدى عليه أن يملك وسيلة يتصدى بها أو «يهش بها على الغنم»، وعليه عندما «يتصدى» أن يكون محاطا على الأقل ببعض أقاربه أو بعض الجيران من طراز «الفزيعة»، الذين يتدخلون لفض الإشتباك.
الخطأ كان من البداية في عملية السلام نفسها، وفي البحث المحموم عن صداقة مع الذئب أو عن «إعتراف» من عدو يعترف اليوم تكتيكا بحدود «سايكس بيكو» لينقض ويلتهم عمان كتحلية بعد سقوط القاهرة وبغداد وغيرها من عواصم العرب.
لا يملك الأردن «حيلة» حقيقية تمكنه من المناجزة والمواجهة مع «العدو» حتى ولو أعلن تلفزيون الحكومة اليتيم بحماس بيانات الإنشاء الصادرة عن مجلس الأعيان والتي لا تسمن ولا تغني من جوع.
كيف يستطيع بلد كالأردن مواجهة السطوة الإسرائيلية على أمة بأكملها.
ما الذي يستطيع فعله وزير الأوقاف الأردني، الذي لا يستطيع السيطرة على موظفي الفئة الرابعة في وزارته عندما يتعلق الأمر بإخضاع الإسرائيليين في الوقت الذي تنشغل فيه نخبة من شباب الأمة في معركة طائفية بإمتياز ليس فقط ضد الشيعة، وإنما ضد من يخالفها الرأي.
وهي دوما معركة تقطع فيها مئات الرؤوس بإسم الإسلام والجهاد، دون توجيه رصاصة واحدة لإسرائيل أو حتى دون إصدار بيان يقول شيئا في قصة «ثالث الحرمين وأولى القبلتين؟»!
وسط هذا التخاذل العربي يصبح من الطبيعي أن نطالب الحكومة الأردنية بإسناد ربابتها على أساس شرف المحاولة في أقل تقدير ويصبح طبيعيا أكثر الإصغاء في صالونات عمان للسؤال الهامس «.. لماذا قبلنا أصلا بمسألة الوصاية الدينية؟».
نقولها مجددا والأجر على الله الهدف من المخطط الصهيوني، ليس ضم القدس، فهي محتلة،وليس تهديد عمان، فهي مهددة بحكم الجغرافيا والإقتصاد، بل الهدف هو بعد إخراج بغداد ودمشق والقاهرة وبيروت عن السكة تقسيم مكة نفسها على أساس أن بقية دول الخليج تحصيل حاصل.

خلع الحجاب ووضعه

حسنا فعلت مذيعة «الجزيرة» السابقة نوران سلام، وهي تعلن للعموم أن مسألة خلع أو وضع حجابها مسألة شخصية بإمتياز وتخصها ولا علاقة لها بالعمل في محطة «الحياة» أو غيرها.
شخصيا، لا أعرف سببا يدفع الفضول الجمعي إلى هذا المنحدر الغريب في تتبع وتأويل قصة سيدة قررت خلع الحجاب أو حتى وضعه.
وبالضرورة لا أرى بأن وضع الحجاب يعزز مهنية أي مذيعة ولا خلعه، وما يزعجني فقط، ليس وجود غطاء للرأس أو عدمه، بل المبالغة في وضع الماكياج أمام الكاميرا وتحديدا في نشرات الأخبار، وليس في برامج المنوعات.
أتفق مع الملكة رانيا العبدالله، عندما قالت إن المهم «ما تحت الرأس وليس فوقه»، فالمفردة عند زميلاتنا المحجبات على شاشة محطة «المنار»، وتحديدا عند تغطية المشهد السوري تكاد تقفز وتصرخ قائلة «يا جماعة إتقوا إلله».. هنا الحجاب موجود، لكن الضمير المهني غائب.
والدجل يقطر قطرا عند الإستماع إلى غير المحجبات على قنوات «الهشك بشك» المصرية، خصوصا عندما تتغزل إحداهن في الجنرال السيسي وتطلق التنهيدات إياها، وهي ترجوه إحتلال قطاع غزة، كما فعلت مذيعة في «القاهرة والناس».
معنى الكلام أن الحجاب في الواقع لا يضيف ولا ينتقص من شيء عندما ترغب المرأة في المشاركة في حفلة الدسائس والتضليل الفضائية.
إلى كل مشاهد عربي أقول: الموضوع في غاية البساطة إذا أعجبتك نوران سلام بحجاب فإستمع لها أو لا تستمع كل ما يتطلبه الأمر لإدارة الشاشة عنها أو عن غيرها كبسة زر على «ريموت كونترول» ملقى بجانبك وأنت تترنح من كثرة المشهيات والحلويات التي تلتهمها أمام الشاشة لكي تحدد من خلع ماذا ومتى؟

«أراب آيدول»

وثيقة السفر الإسرائيلية التي تحملها نجمة «آراب أيدول» منال موسى حجة ليس عليها، بل لها، وعلى الأمة العربية برمتها التي خذلت شعب منال وأهلها وساهمت في تمكــــين العدو الإسرائيلي.
على حد علمي 13 دولة عربيــــة لا تسمح حتى الآن بمرور أي مواطن يحمل جواز الســـفر الفلسطيني، وفي بعض مطارات الخليج والمغرب العربي وحتى في مطارات مصر أم العروبة يسأل حامل الجــواز الأردني مثلا: هل أنت أردني أم من أصل فلسطيني؟!
ويعرف الجميع أن حـــامل الوثيقـــة الإسرائيلية يدخل بإحترام واحيانا بدون «تأشيرة» لبعض المطارات العربيــــة بصرف النظر عن صهيونيته ولا أستثني مطارعاصمتي ومدينتي عمان.
أي مزايدة من أي نوع على أصغر «صامد» فلسطيني في مناطق عام 1948 أو القدس ليست مرفوضة فقط، بل «معيبة» فلو وجدت منال دولة عربية واحدة تمنحها جواز سفرها أو حتى تحترم وثيقتها الفلسطينية لألقت وثيقة الإسرائيليين في القمامة، حتى وإن كانت ليست خيارا من حيث المبدأ.
منال موسى فلسطينية المظهر والمنظر والصوت والكلمة والموسيقى وتغني لفلسطين، شـــاء الموتورون الدجالون أم رفضوا، وأزعم وأمري إلى الله أن من يحاول دس السم بهذه الطريقة والإساءة لصوت فلسطيني نقي أو لأي فلسطيني في فلسطين التاريخية يحمل قلبا إسرائيليا في جوفه وليس فقط وثيقة سفر.
&