&البارزاني يرفض وجود الحشد في الطوز والتركمان يتهمون الكرد بحرق 150 دارا

& تشهد مدينة طوز خورماتو، جنوب كركوك، تطورات سياسية متسارعة ومتناقضة، بين السعي للتوصل إلى ايقاف الاشتباكات واحتواء الموقف، وبين تصعيد في التصريحات والتوتر الأمني.
فقد رفضت حكومة إقليم كردستان شمال العراق، تدخل الحشد الشعبي الشيعي في قضاء طوز خورماتو في محافظة صلاح الدين الذي تقطنه أغلبية من التركمان الشيعة، مؤكدة أن «أرض الإقليم ليست مكانا للحشد الشعبي».


وقال بيان لحكومة إقليم كردستان، إن «موقف رئيس إقليم كردستان حالياً وسابقاً واضح بأن إقليم كردستان ليس لديه أي خلافات مع الحشد الشعبي بشأن ضرب داعش والحرب ضده»، إلا أن البيان استدرك، أن «هذا لا يعني بأن يأتي الحشد الشعبي لاحتلال خورماتو التي هي أرض كردستان ويتم حمايتها من قبل البيشمركه»، مشيراً إلى أن «الرئيس بارزاني يؤكد على أن أرض كردستان ليست مكاناً للحشد الشعبي».
وأختتم البيان أن «لكردستان قواتها من البيشمركه والآسايش ولا تحتاج أية قوة أخرى».


ومن جانب الحشد الشعبي، أعلن رئيس منظمة بدر هادي العامري ورئيس ميليشيا العصائب قيس الخزعلي، تمسكهما بوجود الحشد في مدينة الطوز. وأشار العامري في أعقاب اجتماعه بالخزعلي، إلى أن الحشد يحرص على حماية الأقلية التركمانية في الطوز والسعي لحل يرضي الجميع ويرفع الظلم عن التركمان الشيعة، بينما أكد الخزعلي ان الحشد هو الضمانة لحماية حقوق المواطنين وحمايتهم من التجاوزات، وأنه لن يسمح بأي تجاوز يتكرر مرة أخرى على أهالي الطوز.
وتعتبر منظمة بدر وميليشيا العصائب من أبرز الميليشيات الشيعية في الحشد الشعبي.


وكانت المصادر المقربة من الحشد الشعبي ذكرت أن قيادة الحشد أرسلت تعزيزات عسكرية قوامها نحو 6 ألف مقاتل إلى القضاء بعد اندلاع مواجهات بين مقاتلين من الحشد الشيعي التركمان وقوات البيشمركه الكردية بسبب خلاف على عائدية القضاء.
واتهمت الكتلة التركمانية في مجلس النوّاب العراقي، قوات البيشمركه ومسلحين أكرادا بحرق أكثر من 150 منزلا وحسينية عائدة لمدنيين من الأقلية التركمانية في قضاء طوزخورماتو.


وقالت النائبة التركمانية نهلة الهبابي، في تصريح صحافي، إن «قضاء طوزخورماتو مليء بالعصابات الإجرامية الكردية التي دخلت برفقة قوات البيشمركه إلى القضاء وهاجمت منازل المدنيين التركمان».
وأضافت أن «تلك العصابات والبيشمركه احرقت أكثر من 150 منزلا وحسينية ومحلا تجاريا»، مشيرة إلى أن «بعض أفراد تلك العصابات قامت بالاعتداء على النساء التركمانيات وخلع غطاء الرأس منهن وجميع الحالات موثقة».
وتحدث النائب عن التيار الصدري حسام العقابي لـ«القدس العربي» عن جهود واتصالات حثيثة تجرى من قبل عدة أطراف للتهدئة وتسوية المشاكل بين الأطراف المتحاربة في طوزخورماتو، وأن التيار الصدري أرسل وفدا رفيعا إلى المدينة وأجرى لقاءات مع قيادات من الحشد في المنطقة والبيشمركه وتمكن من تحقيق الاتفاق على أغلب النقاط الخلافية بين الطرفين. وأشار العقابي إلى لقاءات عديدة تمت بين التيار وأطراف الأزمة ومنها لقاء مع النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني آلاء الطالباني التي التقت القيادي في التيار الدكتور النائب ضياء الأسدي وأثنت على جهود السيد مقتدى الصدر ومبادرته لحل المشاكل من خلال إرسال وفد من قيادات التيار إلى المدينة الذي حقق نتائج مهمة في التوفيق بين الآراء.
وفي هذا السياق، أعلنت البيشمركه البدء بتنفيذ بنود الاتفاقيات المعقودة بينهم وبين الحشد الشعبي، الاربعاء، بخصوص إطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، حيث تم إطلاق سراح 15 محتجزا من الكرد.
وأعلن نائب آمر محور طوزخورماتو في قوات البيشمركه اللواء الركن بختيار، لشبكة رووداو الإعلامية، بأن»الاتفاقية التي عقدت بين قوات البيشمركه والحشد الشعبي تم تنفيذها، وتم إطلاق سراح 15 محتجزا من الكرد في منطقة امرلي من قبل الحشد الشعبي».
وأضاف بختيار بأن»هناك 7 أشخاص آخرين من الكرد محتجزين لدى الحشد الشعبي في امرلي، ومن المقرر اطلاق سراحهم بعد ساعة، وبعد ذلك سيتم إطلاق سراح كل المحتجزين من الحشد الشعبي من قبل قوات البيشمركه».
وذكر بختيار أن»عناصر الحشد الشعبي يقومون بإلقاء القبض على المواطنين الكرد في المحافظات الوسطى والجنوبية، وطالبنا حكومة إقليم كردستان والسياسيين الكرد، بأن يتحدثوا مع المرجعيات لإيقاف هذه الظاهرة».
وعن الخسائر البشرية في معارك الطوز، أعلن جبار ياور الامين العام لوزارة البيشمركه، بأن «هناك أشخاصا خارجين على القانون، ومندسين داخل الحشد يحاولون إفتعال الأزمات». وأشار ياور إلى عدد الضحايا في الاحداث الأخيرة، قائلا «منذ بداية الأحداث وصل عدد الضحايا إلى 21 شخصا، 7 من الكرد، 6 منهم من سكنة طوزخورماتو، ومقتل احد عناصر قوات البيشمركه».


وتسود قضاء الطوز جنوب كركوك، الذي تقطنه أغلبية من التركمان الشيعية، حالة من التوتر رغم الهدوء الحذر، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات البيشمركه والحشد التركماني، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتبادل خطف وتهجير من الطرفين، إضافة إلى وقوع خسائر مادية جسيمة في العديد من المباني والمنازل السكنية والمحلات والمزارع.