تركي بن عبدالله السديري

عندما كانت القوات الأمريكية تتأهب لغزو العراق كانت جميع وسائل الإعلام العربية تعارض هذا الغزو، وفي المقابل نجد أغلب الآراء تؤيد تدخل القوات الدولية لإسقاط النظام السوري، وقد يتساءل البعض عن السبب رغم التشابه الكبير بين النظامين فكلاهما أنظمة قمعية مستبدة بعيدة عن تحقيق الرفاهية الاجتماعية والازدهار الاقتصادي، بل كان النظامان يتسابقان على بناء السجون أكثر من المدارس والمستشفيات..

السبب أن العراق لم يكن له علاقة بانفجار الحادي عشر من سبتمبر، حيث نُظمت تلك العمليات من نظام القاعدة في أفغانستان وجميع الأدلة التي ادُعيت ضد العراق في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اتضح عدم صحتها باعتراف وزير الخارجية الأمريكي وقت ذاك كولن باول..

بينما سوريا على العكس فهي تعيش انتفاضة شعبية حقيقية ضد النظام السوري منذ أربع سنوات، وتشكلت على أراضيها منظمات هي: جماعة النصرة الموالية للقاعدة، وداعش، والأخيرة تعترف بأحداث باريس الأخيرة، ولولا النظام السوري لما نفذت هذه المنظمات..

فذلك النقاش حول نظام صدام والأسد بالرغم من تشابههما الكبير لا يدور حول خصوصية النظام، ولكن حول علاقته بما يدور دولياً من إرهاب وحالة عدم استقرار بالمنطقة، وللأسف النظام السوري يخلق حالة عدم استقرار متوالية في وجود إرهابي يصدّر عفوية الرعب للعالم..
&