&دخلت القوات العراقية الرمادي، وانسحب مسلحو «داعش» إلى خارجها. لكن تحريرها لن يكون نهاية أزمتها، فعودة الحياة الطبيعية إليها يتطلب حسم صراع سياسي وثأرات عشائرية متوقعة، بالإضافة إلى تحديات إعادة الإعمار.

وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة أن «القوات المسلحة، من رجال جهاز مكافحة الإرهاب الأبطال، رفعوا العلم العراقي فوق المجمع الحكومي في الأنبار ليرفرف شامخاً، وليسمو الوطن وليكتب تاريخاً جديداً». وشوهد الجنود وهم يهزجون في شوارع المدينة المدمرة، ويرفعون شارات النصر،

لكن الأمر لن يتوقف على التحرير، على ما قال محمد الجميلي أحد شيوخ الأنبار لـ «الحياة»، فـ «المدينة مقبلة على تحديات كبيرة»، مشيراً إلى أن «الخلافات العشائرية واعتراضات واسعة تبديها هذه العشائر ضد مجلس المحافظة، أبرز المشاكل التي يجب حسمها سريعاً». وأضاف أن «حملة واسعة انطلقت لتشويه سمعة بعض العشائر بتهمة الانتماء إلى داعش لتصفية حسابات والحصول على النفوذ والزعامة»، محذراً من «حرب ثأرات قد تندلع بين سكان الأنبار».

وأوضح أن العشائر منقسمة الى فريقين، الأول من يحارب «داعش» في مدن الرمادي وحديثة والبغدادي وعامرية الفلوجة، والثاني يتكون من العشائر القاطنة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في الفلوجة وبلدات غرب الأنبار في القائم وعانة وراوة».

وفشل مؤتمر عقد في بغداد برعاية الحكومة في شباط (فبراير) الماضي في عقد مصالحة بين عشائر الأنبار، وشهد عراكاً بالأيدي بين عدد من الشيوخ.

إلى ذلك، حذر كامل المحمدي، وهو أحد شيوخ الأنبار، في اتصال مع «الحياة» من عمان، الحكومة «من الاستمرار في سياسية تكريس الخلافات بين العشائر»، ودعا إلى «العمل على توحيدها بمساعدة عربية ودولية». وأضاف أن دخول «داعش» إلى المحافظة، وما تبع ذلك من معارك خلق أحقاداً بين الأهالي الذين قتل العديد من أبنائهم بعضهم على يد بعض».

ولفت إلى أن «الحكومة تحابي بعض العشائر وتمنحها امتيازات في التسليح وتوكل إليها مهمات أمنية ولا توافق على تطويع أبناء أخرى في صفوف القوات الأمنية إلا من خلال ترشيحات بعض الشيوخ». وطالبها بـ «إنهاء التمييز إذا كانت راغبة في فرض الاستقرار في المحافظة».

وقال سلمان الفهداوي أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر، جنوب الرمادي، لـ «الحياة»، إن «الأحزاب في الأنبار، وبينها الحزب الإسلامي، فشلت في إدارة المحافظة وتسعى إلى مصادرة جهود العشائر في معارك التحرير». وأضاف أن «المقاتلين الذين تصدوا للإرهاب لم يغادروا الأنبار وقاتلوا داعش بشراسة». وأشار إلى أن «الأحزاب المسيطرة على المحافظة عقدت تسويات في ما بينها قبل تحرير الرمادي بأسابيع لضمان سطوتها».

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس «صحوة العراق» وسام الحردان في بيان، إلى تشكيل «لجنة حكماء في الأنبار لتولي مرحلة ما بعد داعش».