لبنان: خطة في البقـاع وهزّة في مجلس الوزراء الحريري يتعهَّد عودة مشروع رفيق الحريري
&
&
&
&
&
&
&
&
&
&
& مع أن الانظار اتجهت امس الى البقاع الشمالي حيث بدأ تنفيذ الخطة الامنية بعد طول كلام عنها، فإن الهزة الجديدة التي شهدها مجلس الوزراء في جلسته الخميس اخترقت المشهد السياسي، كما ان التحضيرات لاحياء الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري غداً السبت بدأت تبلور العناوين العريضة للموقف الذي سيعلنه الرئيس سعد الحريري في هذه المناسبة.
وكشفت مصادر وزارية لـ"النهار" وقائع ما جرى في مجلس الوزراء امس، فقالت إنه بعد مداخلة رئيس الوزراء تمّام سلام في مستهل الجلسة، توالت المداخلات السياسية تباعاً للوزراء بطرس حرب ونبيل دو فريج ورشيد درباس وسجعان قزي وأشرف ريفي ومحمد فنيش وجبران باسيل. وأثنى الوزير حرب علی تكرار الرئيس سلام الدعوة الی انتخاب رئيس للجمهورية، وقال إن مناسبة عيد مار مارون كانت حزينة إذ أظهرت جسماً مقطوع الرأس وكأن دور المسيحيين انتهی. وأضاف: "المطلوب من معالي النصاب والانتخاب المجيء الی مجلس النواب ولن نقبل استمرار الوضع الراهن".
وتساءل حرب كيف يشارك لبنان في مؤتمر ميونيخ للأمن في حضور إسرائيل ويمتنع عن المشاركة في مؤتمر واشنطن لدول الائتلاف ضد الإرهاب بحجة مشاركة إسرائيل. ورد الوزير باسيل بأنه كان يخشى إضافة منظمات أخرى غير "داعش"، وأيده في ذلك الوزير محمد فنيش. وشدد حرب على أن لبنان في قلب المعركة ضد الإرهاب ولا يجوز أن يقاطع دولاً تدعمه.
كما أثارت مداخلة الوزير قزي جدلاً عندما تساءل عن عدم مشاركة لبنان في مؤتمر الائتلاف الدولي في واشنطن لمكافحة الارهاب، فيما شارك لبنان في إنطلاقة الائتلاف وهو معرّض لخطر الارهاب. كما غمز من قناة الخطة الامنية في البقاع بدعوته الى تقرير الخطط في مجلس الوزراء وليس خارج المجلس.
ثم إنتقل البحث الى جدول الأعمال، فتوقف النقاش عند بند إجراء مباريات لتعيين متعاقدين مع وزارة التربية. ولما أثير موضوع الخلل في التوزيع الطائفي، رد الوزير الياس بو صعب بأن هناك مباراة ستحدد النتائج، لكن البحث انتهى الى تأجيل بت البند. ثم طرح بند إحالة أستاذة على التقاعد من التعليم الثانوي وتعيينها في التعليم الجامعي. فبادر الوزر درباس الى رفض التعيينات بالمفرّق، وقال انه بصراحة لن يوقّع بعد اليوم على شيء ما لم يصدر قرار تعيين أعضاء مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بطرابلس. عندئذ تدخّل الرئيس سلام فقال إن ما حصل هو إجحاف بحق الحكومة الحالية التي لم تقصّر يوماً حيال طرابلس بدليل ما حصل لناحية تطبيق الخطة الامنية وإقرار مشاريع ودفع تعويضات وتقديم مساعدات. ثم كانت مداخلة للوزير محمد المشنوق الذي أيد مطالب طرابلس لكنه اعترض على الطريقة التي لن تأتي بمؤيدين للمطالب من خلال ما وصفه بـ"النزق" وهي كلمة أثارت إحتجاج الوزير درباس فغادر الجلسة معترضا وتضامن معه الوزيران ريفي وشبطيني. واقترح ريفي لجنة وزارية تتولى تسوية المشكلة خلال مهلة محددة، مشدداً على ان الهدف ليس تعطيل مجلس الوزراء ولكن إقرار مطالب طرابلس.
بعد ذلك تابع مجلس الوزراء البحث، فأثار وزير التربية ما اعتبره تعطيلا لمشاريع الوزارة من خلال رفض وزيرين توقيع المراسيم، ملمحاً الى الوزيرين حرب ودو فريج. عندئذ نشب جدال بين الوزيرين بوصعب وحرب فاضطر الرئيس سلام الى رفع الجلسة.
وعلمت "النهار" ان رفع الجلسة يعني أنه لن يكون هناك جدول أعمال جديد لجلسة مقبلة في انتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس سلام بدءاً من اليوم لتوضيح المواقف. وتردد ان هناك فكرة مطروحة للتداول مفادها ان الدستور الذي يفرض إقرار البنود العادية بالنصف زائد واحد والامور غير العادية بأكثرية الثلثين في وجود رئيس للجمهورية يمكن تعديل هذه القاعدة في غياب رئيس الجمهورية بأن يتم إقرار البنود العادية بأكثرية الثلثين والامور غير العادية بالاجماع.
وصرّح الوزير ريفي لـ"النهار" بأنه لا خطر على مصير الحكومة الحالية لأن القوى السياسية لا تريد إسقاطها لتعذر تشكيل بديل منها في غياب رئيس للجمهورية.
ذكرى 14 شباط
الى ذلك، أفادت مصادر بارزة في قوى 14 آذار ان خطاب الرئيس سعد الحريري غداً السبت في "البيال" سيركز على متابعة نهج الرئيس رفيق الحريري وشرح خطه الوطني ورؤيته للبنان، ثم يشرح موضوع حوار "تيار المستقبل" مع "حزب الله" على رغم استمرار الإختلاف معه في قضايا رئيسية مثل السلاح غير الشرعي وقتال الحزب في سوريا، ومواضيع أخرى.
واستبعدت ما تردد في بعض المجالس والإعلام عن احتمال إلقاء الرئيس الحريري الخطاب بنفسه مباشرة في "البيال" وليس عبر شاشة عملاقة، مع الإشارة إلى أنه حتى لو كان هذا الإحتمال وارداً فإن الإعتبارات الأمنية لن تبيح كشفه.
وكانت للرئيس الحريري مساء أمس مداخلة عبر برنامج "كلام الناس" عن الذكرى أكد فيها مضيه في مشروع الرئيس رفيق الحريري على رغم "كل العواصف"، وقال: "رفيق الحريري هو مشروع اعمار وانماء واقتصاد. قبل عشر سنين كنا نرى كل ذلك وبعد عشر سنين بتنا نرى هذا المشروع يتعرض لمحاولات متتالية لوقفه لكننا مستمرون إن شاء الله". واضاف: "من اغتال رفيق الحريري اغتال الجسد ولكن لم يتمكن من اغتيال المشروع، لذلك عودة هذا المشروع وعودة زمن الوالد ستأتي ان شاء الله واؤكد انه في نهاية المطاف لن يمشي سوى مشروع رفيق الحريري لانه الوحيد الذي استطاع القيام بهذا البلد".
كما كانت مداخلة للسيدة نازك الحريري التي تساءلت: "ماذا نقول لك عن لبنان بلدنا الحبيب، وإن سألتنا عن شعبنا الطيب بماذا نجيب؟ نحن نعيش أياماً صعبة في رحيلك، وبتنا نحتاج اليك أكثر من أي زمن مضى، رجل التحديات في زمن التحديات الكبرى". وأضافت: "نحتاج اليك رجل الدولة والرؤية والمبادئ، زعيماً وطنياً جامعاً استطاع بإيمانه بالله وبمحبته العظيمة للبنان ان ينقذ وطنه من الحرب والدمار ويقود مع شعبه مسيرة النهوض وإعادة البناء".
وكانت مداخلات اخرى عدة بينها لمدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، الذي رأى ان "ما ينقص مشروع رفيق الحريري اليوم هو ارادة سياسية جامعة وطنية لنحدد رؤية محددة للبنان، كل شيء آخر يصبح تفصيلاً"، معتبراً أن "غياب سعد الحريري عن البلد هو في مكان ما لحماية هذا المشروع لأنه معرّض وحياته مهددة، رأينا الكثير من الناس الذين استشهدوا ومنهم أقرب المقربين لسعد الحريري".
&
التعليقات