&&حمود العنزي&


• وقت نومي فقط ويوم عيد ميلادي أكون ملك شوق

• لا يوجد عمل ندمت عليه... ندمي على مخرج تعاملت معه

• عمري 30... ولا أمانع على الإطلاق في الإفصاح عن ذلك
دمعتها قريبة، وانتزاع ضحكتها الصافية من القلب أشبه بالمهمة المستحيلة.

هذا هو الوجه الآخر للفنانة شوق، التي كما تقول «عركت الحياة وعركتها الحياة»، وتضطر إلى صلح نفسها بنفسها عندما تشعر بأنها أسرفت في القسوة عليها.

شوق كشفت لـ«الراي» في حوار إنساني مفعم بالصدق عن خلجات نفسها، وكيف أنها ترى أن المرحلة الحالية التي تعيشها أصبحت فيها أكثر هدوءاً، ولم تتردد في الكشف عن عمرها. وقالت إنها في فترات الهدنة من الأعمال الفنية، والتي تمثل استراحة محارب للفنان، تفضّل التفرغ لنفسها وبيتها وابنها الذي يمرّ بسن المراهقة، ويحتاج إلى أن «تجابله»، وتستغل الفترة التي لا تتلقى فيها نصوصاً تنشغل فيها، في أن تكون مع نفسها. وتحدثت شوق بطلاقة ومن دون إحراج عن اضطرارها لإصلاح «التاير» لسيارتها في الشارع، وعن سبب خوفها وعقدتها حتى الآن من الصراخ، بسبب مخرج أحد أعمالها، في حوار أقرب إلى الـ«فضفضة» منه إلى اللقاء الصحافي، وللتعرف أكثر على ما قالته شوق، إليكم ما دار من فضفضة:

• مشغولة بماذا؟

- مشغولة بابني... فهو الآن في سن المراهقه، ولا بد أن «أجابله»، وبما أنني لست ملتزمة بأي عمل، فقد قررت التفرّغ لنفسي ولابني وبيتي، وأستغل هذه الفترة التي لم أتلق فيها أي نصوص أنشغل فيها، ومع هذا فأنا لست مختفية، وفي بعض الأحيان أزور أصدقائي في مواقع التصوير، أو أزور بعض العروض المسرحية، لكن في غالبية الوقت في الآونة الأخيرة أكون مع نفسي.

• أصبحت أكثر هدوءاً عن السابق؟

- هذا صحيح، وربما العمر يلعب دوراً في ذلك.

• وكم عمرك؟

- عمري ثلاثون سنة... ولا أمانع على الإطلاق في الإفصاح عن عمري، ولا أجد في ذلك أي غضاضة.

• لست كبيرة ولست صغيرة، لكنك في مرحلة لا بد فيها من الاهتمام بنفسك؟

- هذا صحيح، ولكنني ما زلت أشعر بأني لست ملك نفسي بل ملك الجمهور، ووقت نومي فقط أكون ملك شوق، وفي يوم عيد ميلادي.

• كيف... هل تحتفلين بنفسك وحيدة؟

- وهل تصدق إذا قلت لك إنني أشتري لنفسي في هذا اليوم هدية، وأحاول استرضاء نفسي وتعويضها عن الأيام التي زعلت نفسي بها، وبالطبع هذا لا يمنع أن صديقاتي المقربات «يسرفن في تدليلي»، لدرجة أنني أبكي أحياناً من مفاجآتهن التي تسعدني كثيراً.

• عسى أيامك كلها سعيدة... لكن ماذا عن التفكير في ترك الفن الذي راودك في فترة من الفترات؟

- كان مجرد تفكير.

• وهل أتتك الفكرة في لحظة «تشوش»... وتراجعت عنها الآن؟

- بالفعل كنت مشوشة، وقت راودتني هذه الفكرة، وأنا حفرت في الصخر كي أصل إلى قلب جمهوري ومحبيني المخلصين، وأنا ممن يقتنعون بأن الفنانة على وجه التحديد تعاني بشدة لامتلاك قلب الجمهور، ومن الصعب أن تنال حب الناس.

• هل تقصدين أنها تحتاج إلى أن تعاملهم معاملة خاصة؟

- تحتاج إلى الأسلوب الراقي والعفوية وألا تمثل على جمهورها الحب، وليس غروراً مني الاعتراف بأن الحب الذي بنيته بيني وبين جمهوري، لم يأتِ في يوم وليلة، وإنما احتاج لجهد. لذلك، هو باق في قلب جمهوري، ولم يعد ضرورياً أن أتواجد كل موسم في الأعمال التلفزيونية والمسرحية، لأنني متواجدة في قلب كل من يحبني.

• تبحثين في مشوارك الفني عن الكيف وليس الكم؟

- هذا صحيح، وهناك بعض الفنانين والفنانات، بالرغم من وجودهم في الأعمال من الجلدة إلى الجلدة كما يقولون، إلا أن حضورهم في الثلاثين حلقة من العمل لا يتعدى كونهم «مزهرية»، لا يحركون حدثاً أو موقفاً، كما أن هناك البعض يتركون أثراً طيباً من أول عمل ويبرزون، وهذا معناه أن «الزين يفرض نفسه».

• وهل أنت برزت من أول عمل لك؟

- لا ليس من أول عمل «قلوب متحجرة»، لكن الدور كان جميلاً وظهرت من خلاله بالرغم من أني لم أكن معروفة، وتعرف عليّ الجمهور من خلاله، مع العلم أن الناس قبل اثني عشرة سنة وقت ظهوري ليسوا مثل الآن.

• هل تقصدين أن في السابق كانت هناك بساطة أكثر، بينما الحال مختلفة الآن في ظل وجود «السوشل ميديا»، التي تساهم في إبراز أي وجه جديد؟

- نعم... بالتأكيد تحقيق الانتشار أصبح اليوم أسهل وأسرع، ويمكن للفنان البروز من خلال صورة واحدة تنتشر على كل مواقع التواصل، ويشاهدها الآلاف في عصر السرعة.

• لكن ما هو العمل الذي تعتبرينه بدايتك الفعلية؟

- دور «خزنه» في مسلسل «فريج صويلح»، أعتبره تجربة مهمة عرّفت الناس بي، وكان اهتمامي كبيراً فيه باللهجة الكويتية، كوني فنانة غير خليجية، لكنني أتقنت اللهجة الكويتية، وحتى كنت حريصة على طلتي بالأزياء المحتشمة.

• لكننا نلاحظ أنك تجيدين الكويتية؟

- هذا طبيعي لأنني تربيت وعشت في الكويت، وبين أهلها وتعلمت لهجتهم حتى قبل دخولي مجال الفن، وأنا لا أتبرى من أصلي، لكنني في الوقت نفسه لا أتبرى من ديرتي الكويت، التي تربيت على أراضيها.

• في المقابل ما هو العمل الذي تلغينه من مشوارك؟

- لا يوجد عمل يمكن أن أكون قد شعرت بالندم عليه، ولكنني تعاملت مع أحد المخرجين وندمت على العمل معه كل الندم، وإلى الآن لا يزال سبباً لخوف مجهول في قلبي.

• لكن ماذا صنع هذا المخرج ودفعك إلى هذا الشعور وإلى خشية المخرجين؟

- حدثت مشكلة في أحد الأعمال التي شاركت فيها، وصرخ هذا المخرج لدرجة أنني كرهت الصراخ من بعده، ولا أريد التوقف طويلاً عند هذا الأمر، لكن ما أعرفه وما أنا واثقة منه، أنني لست نادمة على عمل، بل على التعامل مع هذا المخرج.

• بعيداً عن الفن... من تكونين؟

- أنا إنسانة بسيطة... وعلى فكرة، أنا كل شيء.

• كيف؟

- بمعنى أنني لا توجد لدي عُقد من أي شيء، والحياة بالنسبة إليّ في غاية البساطة، فإذا أردت أن أجلس على الأرض وأتناول غذائي ستجدني، وإذا أردت أن أجلس على أرقى الطاولات ستجدني أيضاً، وإن كان في هذا المجتمع لا يصلح أن أكون بنت كل الأوقات.

• تقصدين التلون حسب الظروف وإن كانت قاسية؟

- هذا صحيح... وأذكر أنني في إحدى المرات قمت بإصلاح «تاير» سيارتي بنفسي، ولم يتوقف أو يلتفت لي أحد من المارة في الشارع، ونزلت وأخذت «الجيك» و«السبير» وأصلحت «التاير»، ولا أرى في ذلك عيبا أو خطأ على الإطلاق، لأنه تمر على الإنسان مواقف، لا يصلح أن أكون فيها سوى شوق الإنسانة.

• هل تذكرين آخر مرة بكيت فيها؟

- قبل فترة قصيرة حضرت مسرحية «الأحدب»، وأعجبني دور ممثل جسد شخصية الأطرم الذي لا يتكلم، وتأثرت جداً لأنه أشعرني بأنه يجسد معاناة شوق، التي سكتت ولم تتكلم و«انطرمت» عندما تعرضت للظلم، فقد جربت ظلم الدنيا، لذلك لم أتمالك نفسي وبكيت.

• وآخر مرة ضحكت فيها من قلبك؟

- نادرة هي المرات التي أضحك فيها من القلب، لدرجة أنني لا أتذكر الآن موقفاً ما أو يحضرني في هذه اللحظة موقف ضحكت فيه من القلب، وبلا شك لا بد أن يكون الشخص الذي انتزع ضحكاتي عزيزاً جداً على قلبي، لأنه صعب جداً أن يضحكني أحد من القلب.

&