&احمد عياش&
&
الانباء المتضاربة حول مصير رئيس جهاز الامن السياسي في النظام السوري اللواء رستم غزالة بعد إقالته من منصبه تثير الاهتمام بمصير النظام الذي كان غزالة لأعوام خلَت رجُلَه القوي في لبنان. وكما كان للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد رجاله الذين بات معظمهم بعد موته في عداد المهاجرين أو المنفيين أو القتلى فإن للرئيس الحالي بشار الأسد رجاله، وغزالة من أشهرهم. وبعد 15 عاماً في السلطة تهبّ على الرئيس الحالي رياح تُسقط من على شجرته أوراقاً كان الظنّ لوقت قريب أنها ثابتة في مكانها.
في النصف الثاني من شباط الماضي ظهَر غزالة معافى في شريط تلفزيوني يبرر إقدامه على نسف قصره في بلدته قرفا بجنوب سوريا ليتبيّن أن المسؤول السوري لم يشأ أن يتحوّل قصره مقر عمليات للحرس الثوري الإيراني الذي صار المسؤول عن إدارة دفة الصراع بالنيابة عن النظام السوري. ولهذه القصة تتمة، إذ تفيد المعلومات ان النظام السوري كلّف المسؤول الاقتصادي السابق في الحكومة والحالي في منظمة "الأسكوا" عبدالله الدردري أن يسعى في طهران قبل نحو شهر للحصول على مبلغ 6 مليارات دولار فكان جواب طهران أن الجمهورية الإسلامية قدّمت حتى الآن للنظام في دمشق نحو 20 مليار دولار ومن الآن فصاعداً لن تقدّم أموالاً من دون مقابل. والمقابل التي تطلبه إيران هو التملّك في سوريا وهكذا كان.
وتضيف هذه المعلومات ان طهران صارت الآن تملك بموجب سندات، فنادق في العاصمة السورية كما تملك مقام السيدة زينب وآلاف الهكتارات من الأراضي المحيطة بالمقام. وعلى رغم هذه التنازلات لم يعد الدردري من زيارته إلى طهران إلا بمليار دولار من أصل الـ6 مليارات التي طلبتها دمشق. المعلومات لا تزال تتداول في سوريا لا سيما في أوساط رجال النظام السوري الذي بدا عاجزاً عن التحكّم في الصراعات التي راحت تنشب بين رجاله وآخرها بين غزالة وبين اللواء رفيق شحادة رئيس المخابرات العسكرية. وفيما يتركز الاهتمام على ما حدث بين الأخيرين فإن الثابت أن ذروة التوتر كانت في حرق غزالة قصره كي لا ينتقل إلى الحرس الثوري الإيراني.
عندما يستغني نظام عن رجل لم يُعرف عنه سوى شراسته في خدمة رأس هذا النظام، معنى هذا ان الأسد لم يعد قادراً على حماية رجاله في ظلّ القبضة الثقيلة التي تُطبق بها إيران على سوريا. ويروي بعض زوّار العاصمة السورية أن هناك حواجز في دمشق يقيمها رجال أمن إيرانيون وعلى السوريين الامتثال لها عند المرور عليها.
منذ العام 2000 عندما صار بشار الأسد رئيساً أراد أن يحكم سوريا ولبنان برجال يعكسون شخصيته. ومنذ العام 2000 الى العام 2005 كان غزالة الشخص "الرهيب" الذي طوّع لبنان. لكن منذ العام 2005 الى العام 2015 كانت مهمة غزالة أن يلتحق بـ"الحرس الثوري" لتطويع سوريا. ولما تمرّد تمّت إزاحته. إن المقصلة الايرانية لم تنهِ رجلاً بل النظام برمّته.
&
التعليقات