&روى نازحون من الرمادي أن قصف تنظيم «داعش» المدينة تزامن مع تعميم أصدره التنظيم يعتبر سكانها «مرتدين»، وتسبّب القصف في نزوح أكثر من 90 ألف عراقي. (للمزيد)

وفيما تحاول القوى الأمنية العراقية طمأنة الأهالي إلى أن الوضع تحت السيطرة، تمهيداً لإعادتهم إلى مناطقهم، يسعى مجلس محافظة الأنبار إلى إيجاد صيغة تسمح بمشاركة «الحشد الشعبي»، وتتلافى التحفظ الأميركي على ذلك، لكي لا يفقد المقاتلون الغطاء الجوي الذي توفره واشنطن.

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان استمرار دعم باريس التحالف الدولي في محاربة «داعش» في العراق وسورية.

ووصلت الى بغداد 40 ألف عائلة نزحت من الرمادي، فيما توجه عشرات الآلاف من العراقيين إلى مناطق أخرى، وسط ظروف صعبة. وقال نازحون في اتصالات مع «الحياة» إن «داعش» أقدم في الأيام الأخيرة على قصف أحياء المدينة عشوائياً، بالتزامن مع تعميم يعتبر سكانها «مرتدين». وأعدم التنظيم أمس 24 شخصاً من الحويجة، بتهمة التعاون مع قوى الأمن و «الحشد الشعبي».

وقال قائد الشرطة في الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي، إن «الوضع في الرمادي تحسّن بعد وصول تعزيزات الفرقة الذهبية ولواء الرد السريع، اللذين يتوليان مع الشرطة المحلية حماية المجمع الحكومي».

وعلى رغم إعلان الحكومة السيطرة على الوضع، ما زالت موازين القوى على الأرض تميل لمصلحة «داعش»، كما أفاد مسؤولون محليون، ما يجعل مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في المعارك ضرورية، لكن الولايات المتحدة ما زالت تتحفظ على مشاركتها، وتلوح برفع الغطاء الجوي.

إلى ذلك، قال لـ «الحياة» شعلان النمراوي، أحد شيوخ الأنبار، إن «كل العشائر التي تقاتل داعش منذ شهور، حسمت أمرها وطلبت من الحشد الشعبي المشاركة في تحرير المدن». وأضاف: «مجلس المحافظة الذي أعلن تحفّظه عن مشاركة الحشد أصبح محرجاً بعد موجة النزوح الواسع من الرمادي، ما دعاه إلى إحالة المسألة على رئيس الوزراء حيدر العبادي». وقال مسؤول في المجلس لـ «الحياة» إن الولايات المتحدة أبلغته صراحة رفضها دعم تحرير الأنبار في حال مشاركة «الحشد» في المعارك.

وأكد وجود اقتراحات لتسوية المشكلة، منها إشراك متطوعي «الحشد» من سكان صلاح الدين، من عشائر الجبور والشمر، في معارك الرمادي.

على صعيد آخر، زار لودريان قاعدة الأمير حسن الجوية في الأردن، وتفقّد القوات الفرنسية التي تشارك في ضرب «داعش». وشاهد إقلاع طائرتين من طراز «ميراج ٢٠٠٠» إلى العراق للمشاركة في الإغارة على التنظيم. وقال إن دعم باريس الجوي «العمليات الهجومية والدفاعية لحلفائنا العراقيين والأكراد، مكّنهم من التصدي لتقدم داعش على الأرض».

&