&حسين الزناتى

&

&

&

&

&

هل جاء المسلسل التركى «حريم السلطان» ليؤسس لفكر داعش فى المنطقة قبل أن نعرفه، ويبرره، ويحض عليه، ويجعل من أفكاره وأدائه الإرهابى، وكأنه «أمر عادى» فى إدارة الدول، وأن الجهاد لايكون إلا بحد السيف، تحت دعوى نشر وسيادة الإسلام الحقيقى، وإقامة الدولة الإسلامية على الطريقة الداعشية؟! لقد جاء المسلسل الذى أنتجته تركيا منذ سنوات، بالتزامن مع سيطرة فكرة العودة للسيطرة العثمانية، التى سعت لها تركيا مع قدوم أردوغان، وشرع فى تنفيذها فى المنطقة مع إخوانه، وتحت رعاية قوى كبرى. وبخيط حريرى بدأ المسلسل الضخم إنتاجيا وفنيا بفكرة «الحريم» فى القصر السلطانى العثمانى لجذب شريحة أكبر من المشاهدين العرب، ثم استعادة تاريخ «السيادة العثمانية» على دول المنطقة وأمجادها، بالتزامن مع حدوث الثورات فى البلدان العربية، وإضطرابها، وإضعافها ، وكأن التوقيت كان مقصودا، ومرسوماً! وحرص المسلسل على إبراز العنف بكل عناصره، وتبريره للقتل، واعتباره أمرا لامفر منه، لرفع الراية العثمانية، باعتبارها حامية حماة الإسلام! وهو يعتبر غير المسلمين «كُفار» حلال قتلهم، فى الوقت الذى يُحلل للسلطان كل أوجه البغاء، ويعتبره مبعوث الله وعلى الجميع تنفيذ أمره دون نقاش، حتى فى قتل إبنه خوفا منه أن يحل محله على العرش! وجاءت كثرة مشاهد «قطع الرءوس»، لتجعل عمليات الذبح اليومية، على الطريقة الداعشية، وكأنها أمر طبيعى يجب أن يعتاد عليه المُشاهد، وبنظرة للأداء التمثيلى، والإخراجى لانُبالغ إذا قلنا أنه لايوجد فارق كبير، بين ماتقدمه لنا داعش فى أفلامها لذبح الأبرياء، وبين مشاهد الذبح فى حريم السلطان، وكأن مخرجيهما واحد! إلى الآن مازال يُثبت مسلسل حريم السلطان، أنه «مادة خام» لتقديم العنف، وقطع الرؤوس، وتحويل ذلك إلى صورة نمطية مُعتادة للمشاهدين العرب، ورغم ذلك تذيعه قنواتنا الفضائية

&

والسؤال.. هل يتم هذا دون وعى، أم أنه مقصود؟!

&

الإجابة على السؤال تحتاج إلى وعى أكبر ممن يديرون شئوننا!!

&