جدة، الرياض: وليد شقير،«الحياة»: أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن بمقدور المواطن السعودي رفع دعوى قضائية ضد الملك أو ولي عهده، أو أي فرد من أفراد الأسرة الحاكمة. وقال خلال استقباله أمس في قصر السلام بجدة كبار المسؤولين والمهتمين بمكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف، «يوجد في بعض الدول الأخرى الملوك أو الرؤساء لهم حصانة ضد الدعاوى، هنا يستطيع أي مواطن أن يرفع قضية على الملك أو ولي عهده، أو أي فرد من أفراد الأسرة».
أضاف «أعطيكم مثالاً على هذا، الملك عبدالعزيز صار بينه وبين واحد قضية، وقال أبي الشرع، راح هو وياه للشيخ سعد بن عتيق والشيخ سعد بن عتيق كان هو قاضي الرياض آنذاك، يوم دخلوا قال ماذا فيه جايين مسيرين، قالوا عندنا قضية، قال اقعدوا في المجبب، والمجبب هو مدخل البيت، يوم خلص بينهم قال عاد الحين نطلع للقهوة في الديوانية هنا نعطيك المثال على تطبيق الشريعة ومع هذا كله الملك عبدالعزيز صار له الحق وتنازل للمدعي عليه، الآن يستطيع أي مواطن في بلدنا يرفع قضية ضد الملك أو ولي العهد، أو أي فرد من أفراد الأسرة».
من جهة ثانية تمنى خادم الحرمين أن ينتخب اللبنانيون رئيساً توافقياً لهم في أقرب فرصة وأسرع وقت. جاء ذلك أثناء استقباله رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في جدة أمس، وفق معلومات رسمية وزعها المكتب الإعلامي لسلام عصر أمس عن نتائج زيارته المملكة العربية السعودية.
وجاء في المعلومات أن سلام «توج زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية باجتماع مع خادم الحرمين الشريفين الذي أكد حرصه على وحدة لبنان وسيادته واستقراره ورفاه أبنائه معتبراً أن لبنان، بتنوعه وحيوية مجتمعه، يشكل مصدر غنى لأشقائه العرب».
وحضر الاجتماع في القصر الملكي في جدّة، ولي العهد السعودي وعدد من كبار المسؤولين السعوديين وأعضاء الوفد الوزاري اللبناني المرافق لسلام. وأعقبت الاجتماع خلوة بين خادم الحرمين الشريفين ورئيس الحكومة اللبنانية.
وأضاف المكتب الإعلامي: «في بداية الاجتماع، شكر رئيس مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين على الحفاوة البالغة التي استُقبل بها وأعضاء الوفد اللبناني، والتي اعتبر انها تعكس المكانة الكبيرة التي يتمتع بها لبنان في قلوب السعوديين قيادة وشعباً».
وأفاد أن سلام «جدّد شكر اللبنانيين للمملكة العربية السعودية التي وقفت دائماً إلى جانب لبنان وساندته في الأوقات الصعبة. وتوقف في شكل خاص عند هبة الأربعة بلايين دولار المخصصة لتعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية».
وتابع: «أكّد خادم الحرمين الشريفين من جهته حرصه على تقوية الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، داعياً اللبنانيين الى بذل كل الجهود للخروج من الأزمة السياسية الراهنة وانتخاب رئيس توافقي للجمهورية. وقال ان هذه الخطوة ستكون مفيدة للبنان وللمنطقة على حدّ سواء».
وأشاد خادم الحرمين الشريفين بحيوية ونشاط اللبنانيين العاملين في المملكة العربية السعودية مُساهمين في نهضتها ونموّها. وأكد ان الكلام الذي صدر عن جهات لبنانية وجرى فيه التعرض للمملكة العربية السعودية لن يؤثّر في العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين.
وذكر المكتب أن «ولي العهد السعودي كان أعرب لسلام في اجتماعهما مساء الثلثاء، عن رفضه التشكيك الذي صدر في بعض وسائل الإعلام في مسار الهبة السعودية، مؤكداً ان المملكة لا تتراجع عن عهود قطعتها، وأن تطبيق هذه الهبة ماضٍ في مساره الطبيعي».
وقال السفير عسيري إن الملك سلمان أكد أهمية استقرار لبنان ووحدة الصف اللبناني وعبّر عن تمنيّاته بأن ينتخب اللبنانيون رئيساً في أقرب فرصة. وأضاف: «هذه الزيارة تأتي في ظل ظروف وتقلبات في المنطقة وتعكس أهمية التنسيق بين القيادتين في البلدين».
وعن نتائج الزيارة قال عسيري إن «ما أتمناه أن تكون النتائج مثمرة ومفيدة لاستقرار لبنان لأن التعبير الصادق والمخلص الذي عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين حيال لبنان ينبع من حرصه الشديد على أن يبقى لبنان بعيداً من إفرازات سلبية تؤثر في أمنه واستقراره. وانطلاقاً من هذا الحرص ناشد القيادات اللبنانية أن تبذل ما في وسعها لتوحيد الصف والعمل على تجاوز التحديات التي يواجهها لبنان. وما أرجوه كسفير هو أن يسمع الأخوة اللبنانيون النصائح الصادقة والمخلصة لخادم الحرمين الشريفين في لقائه مع الرئيس سلام والوفد المرافق وأن يترجموها إلى أفعال لمصلحة لبنان».
وأوضح عسيري لـ «الحياة» أن الحديث تطرق خلال اللقاء إلى المستجدات الإقليمية وفي سورية، وآثارها في لبنان. وحرص الملك على أن يخاطب كل القيادات السياسية اللبنانية من خلال رئيس الوزراء والوفد كي يسعوا إلى تجنيب لبنان انعكاسات ما يحدث في االمنطقة.
وقال عسيري إن اللقاءات الثنائية والاجتماعات التي عقدت بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم في المملكة تؤسس لانطلاقة جديدة في العمل المؤسساتي الذي يخدم مصالح الشعبين، وإن المهم ترجمة هذا العمل المؤسساتي في شكل يستفيد منه الجميع ويتوارثه الوزراء المتعاقبون في البلدين.
وقال مصدر في الوفد اللبناني لـ «الحياة» إن الملك أشار حين تحدث عن أهمية انتخاب رئيس توافقي للبنان، إلى أن يكون هذا الرئيس قادراً على التواصل مع كل الجهات الخارجية والدول ليتمكن من العمل على مساعدة لبنان. وأضاف «إن الملك سأل عن أحوال لبنان والحلول للخلافات وعن الأوضاع الأمنية فيه داعياً إلى إبعاده عن المشاكل التي لا طاقة له عليها، مستذكراً أنه حين كان يزوره سابقاً كان يشهد خلافات بين قادته لكنه كان يشاهد القيادات المختلفة بعد ساعات مجتمعة في لقاءات اجتماعية وحوارية بحيث يبقى التواصل. والمهم ألا توصل الاختلافات إلى إذية لبنان.
وأشار المصدر الى ان الملك سلمان قال عن رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري انه رجل عاقل وحكيم. وشدد الملك، وفق المصدر، على أن الطوائف اللبنانية قادرة على أن تكون نموذجاً في العالم بفضل تعايشها.
التعليقات