بيروت - ثائر عباس: اتهمت المعارضة التركية حزب العدالة والتنمية الحاكم بـ«المراوغة» في محادثات الائتلاف الحكومي التي يجريها مع حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، في حين تحدث رئيس الجمهورية التركي رجب طيب إردوغان عن خيار الانتخابات المبكرة مجددًا، مشيرا إلى احتمال تشكيل حكومة أقلية يدعمها حزب صغير، في إشارة إلى حزب الحركة القومية الذي كرر أمس شروطه الخمسة لدخول ائتلاف مع الحزب الحاكم لا يبدو أن الأخير في وارد القبول بها، وخصوصًا أنها تتضمن إعادة فتح محاكمات لمقربين من إردوغان أوقفتهم الشرطة التركية في ديسمبر (كانون الأول) 2014 بتهمة الفساد، وهو ما رأى فيه إردوغان مكيدة مدبرة من جماعة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.

وقالت مصادر في الحزب الجمهوري لـ«الشرق الأوسط»، إنها لا تلمس الجدية الكافية في المحادثات، مشيرة إلى تخوف من مساع الحزب الحاكم لاستغلال العمليات العسكرية ضد الأكراد للعودة إلى الحكم الفردي الذي حرمته منه نتائج الانتخابات البرلمانية في يونيو (حزيران) الماضي.

في غضون ذلك, تواصلت الحملة العسكرية التركية العنيفة ضد متمردي تنظيم «حزب العمال الكردستاني»، حيث شنت الطائرات التركية أمس نحو 30 غارة على مواقع تابعة لهم في شمال العراق، في حين قتل عنصران من الشرطة في هجوم جديد لـ«الكردستاني» في جنوب تركيا، ليرتفع مجموع ضحايا الهجمات الكردية إلى 16 رجل أمن خلال 10 أيام.

إلى ذلك، أعلن رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، شرطًا جديدًا للمشاركة في تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الحاكم، إذ قال إن موافقة حزب العدالة والتنمية على الشروط الخمسة التي أعلنها سابقًا لا تكفي، وإنما يستوجب أيضًا أن يقسموا بالقرآن الكريم للالتزام بهذه الشروط.