&&خالد أحمد الطراح

&

ها نحن نستقبل عاما جديدا نتمنى ان يكون مختلفا وحافلا بالتصحيح والتغيير. وبهذه المناسبة، عدت بالذاكرة إلى بعض المواقف التي ربما تحمل شيئا من الطرافة ضمن مشواري الإعلامي بعيدا - ولو قليلا - مع القارئ الكريم عن النكد والاحباط.

الكتابة عن الطرائف ليست سهلة، خصوصا في ظل تزاحم التأفف من الوضع العام وتزايد الاخفاقات بدلا من الانجازات، ولا يد للصحافيين او الكتاب فيها سوى نقلها والاجتهاد في تصحيح المسار من اجل مستقبل غير مترهل.

من بين تلك المواقف والمشاهد ما حصل في الهند في مطلع الثمانينات، حيث كنت اعمل مراسلا صحافيا، وادرس أيضا في المعهد العالي للإعلام لحركة دول عدم الانحياز، وكنت محظوظا بان أعارني صديق عزيز سيارة إضافية لديه وهي ميني ماينر، اصغر بكثير من حجم الشكل الحالي، لكنها كانت مثيرة في شوارع نيودلهي التي امتلأت بكثافة سكانية استثنائية والدراجات الهوائية وحافلات تكاد تنفجر من عدد الركاب.

ذات يوم وأنا في سيارتي، التي أشبه باللعبة، وقفت أمامي في نصف الطريق بقرة اكبر من حجم سيارتي، ولم تتحرك لا يمينا ولا يسارا، ولم يكن أمامي سوى بوق (هرن) لعبتي، وفجأة التف حولي عشرات الناس يطلبون مني تغيير مساري إلى الطريق المعاكس احتراما وتقديرا لوقفة البقرة التي هي رمز للديانة الهندوسية. وفعلا سرت بالاتجاه المعاكس ولم يخالفني أحد أو ينزعج من سيري في الطريق المعاكس!

حادثة أخرى حصلت أيام عملي في موسكو خلال فترة الغزو، فقد زار وفد كويتي العاصمة السوفيتية، وكان من الضروري إبان العهد السوفيتي أن يكون بيننا مرافق يتحدث العربية، وكان «يخوره» أحيانا بين مفردات من زمن سيبويه ومفردات بلهجات مختلفة.

حصل بعض الخطأ في المواعيد مما جعل الوفد متذمرا، فما كان من مرافقنا الشيوعي العتيد إلا التعليق بلهجة عراقية «هذا مو صوجي هذا صوج غيري»! أي ليس خطئي وإنما خطأ غيري، وكانت اللهجة محل «استغراب» الوفد، فالتفت إليه ناصحاً اختيار لهجة أخرى، خصوصا في ظل ظروف الغزو، فقد كان سماع الأغنية العراقية شبه ممنوع في ذلك الوقت!

نعود مرغمين بعد هذا المقال إلى واقع الحال الذي تطغى عليه الهموم والمفاجآت غير السارة.