&&أيمـن الـحـمـاد

&

&في يوليو 2014 جاءت إندونيسيا ضمن الدول التي استعرضها أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش" في خطبته في الموصل، التي يدّعي أن المسلمين فيها يتعرّضون لمظالم.. وبالأمس الأول، أطل الإرهاب برأسه من جنوب شرق آسيا، وفي أكبر الدول تعداداً للمسلمين، إذ أعادت الهجمات التي استهدفت وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى الأذهان هجمات بالي، التي راح ضحيتها آنذاك 200 شخص، فإلى ماذا يقودنا هذا التطور؟

&إن من الواضح أن "داعش" استطاعت العمل على بنية التطرّف وأيديولوجيته الموجودة في عدد من الدول ومنها إندونيسيا، تلك البنية التي تؤسس "داعش" عليها وتنفّذ من خلالها جرائمها هي أنقاض القاعدة، حيث أعلن أبو بكر باعشير زعيم تنظيم جماعة أنصار التوحيد في إندونيسيا -المسجون على خلفية أحداث بالي- مبايعته لأبي بكر البغدادي، وبالتالي يمكن القول إن ذلك كان بمثابة ضوء أخضر للقيام بأعمال إرهابية لاستهداف مدنيين.

&التحوّل هنا الذي يبدو أنه سمة أيديولوجية ل "داعش" أنه أكثر توسعاً من جهة التكفير، فهجماته التي قام بها في المملكة وعدد من الدول الإسلامية ومنها إندونيسيا استهدف فيها مسلمين، وبالتالي يبدو أن النزعة التكفيرية لدى أتباع هذا التنظيم المتطرف أكثر اتساعاً من أي تنظيم آخر، الذي كان يستهدف أيضاً غير المسلمين.&

إن الهجمات التي وقعت في جاكرتا وأريد لها أن تكون على غرار "اعتداءات باريس" التي أثارت عدداً من الدول ودفعتها لتوجيه ضربات ل"داعش" في العراق وسورية، وعلى رأسها بريطانيا التي كانت متحفظة ضد المشاركة في العمليات العسكرية، وألمانيا كذلك، جاءت هجمات جاكرتا بمثابة ناقوس خطر يتوجب على ضوئها من دول شرق آسيا الإسلامية تكثيف جهودها مع الدول الإسلامية الأخرى -وعلى رأسها المملكة- لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يستهدف الإسلام والمسلمين دون تفرقة بأجندة الهدف منها إحداث حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل التطور الحاصل في إندونيسيا، البلد المتطلع لريادة على عدة صعد، يجدر بها التعاون مع التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنت عنه المملكة، وأكدت أنه يأتي من أجل تنسيق جهود الدول الإسلامية التي تحارب الإرهاب بشكل منفرد.&

إن انضمام إندونيسيا لهذا التحالف الإسلامي الذي يضم دولاً كبرى في العالم الإسلامي -وعلى رأسها تركيا ومصر وماليزيا، وحظي بترحيب دولي- يعد ضرورة اليوم، فالإرهابيون في سورية، حيث معقل "داعش"، يتحالفون مع نظرائهم في إندونيسيا ضد الإنسانية في كل مكان، وبالتالي فإن الدول الإسلامية معنية وهي التي يقع على عاتقها مسؤولية أكبر بأن تتحالف ضد هذه الآفة.