&&مطلق بن سعود المطيري

&النجاح السياسي الإيراني الذي شهدناه في المفاوضات مع الدول الغربية حول الاتفاق النووي والتي انتهت بطي ملف العقوبات على طهران نهائيا وليس مؤقتا كما تدعي واشنطن، يؤكد اننا نعيش في عصر الخرافة، فعالم العجائب لم تعد تعنيه الحقائق ولا العلم شيئا، فإن تتبعت مبررات قبول طهران كدولة تستطيع ان تتعايش حضاريا وانسانيا مع المجتمع الدولي لن تجد بتلك الحجج غير الخرافات والاوهام، من خرافة ان طهران تدعم الامن في العراق الى محاربتها الارهاب في سورية الى مايسمى دعمها المقاومة في لبنان امام العدو الصهيوني، فاذا محونا عن تلك المقولات زخارفها السياسية الكاذبة فسوف نراها جرائم ضد الانسانية والاديان والحضارة، جرائم فتتت الشعوب العربية الى مذاهب متناحرة، فأي بعد انساني احترمه الغرب في السياسة الايرانية؟ الاجابة انها تستطيع ان تخلق من الخرافات حقائق تخرج منها مصالح للغرب.&

واكثر ما يثبت اننا في زمن الخرافة انتشار داعش الخرافي في كل بلاد الدنيا وركض جميع جيوش العالم وراءه دون ان ينال من قوته الفعلية شيئا، وربما في النهاية يتوصل العالم الى خرافة الاعتراف بدولة داعش ويعترف ان داعش يمثل أيديولوجية اسلامية يعتنقها الكثير من المسلمين وعلى العالم الاقرار بذلك بعد ان يعلن انه لم يكن في السابق يعرف كيف يتحاور مع داعش او لم يكن لديه خطة لتحويل داعش من قوة ارهابية الى قوة سياسية مدنية لها طابع مختلف نتيجة لاتباعها عقيدة مختلفة عن الحضارة الانسانية، خرافة داعش وايران مفيدة جدا لمعرفة الاسلوب العالمي في صناعة الخرافة وادارتها، كيف ذلك؟&

الخرافة السياسية تعتمد بالأساس على الشعوب بعيدا عن الحكومات، فالحوار يقوم بالأساس مع الشعوب وليس الحكومات لخلق واقع خرافي يصعب السيطرة عليه، فإبعاد الحكومات عن هذا الواقع امر ضروري لإنجاح الخرافة، لو تمثلنا هذا الكلام على سياسة طهران لوجدناها تقوم على عقد خرافي مع الشعوب العربية، عقد خرافة المقاومة البعيد عن الحكومات، وخرافة دعم رجال الدين المعارضين للحكومات، تعتمد على الثوري والديني، لإنجاح مشروعها الخرافي، فبدون الخرافة لا يمكن ان تتقدم خطوة واحدة، ابعاد درامية وسينمائية تصنع التشويق وتغلفه بكم هائل من المخاطر، هذه الصناعة السينمائية تعجب الغرب وخاصة الولايات المتحدة التي نشأت عاطفيا وعقليا على افلام هوليود، فحجز مقعد رئيسي للفرجة في هذه السينما ليس عملا عاديا بل مغامرة مغرية جدا بالحضور، فهذه الصناعة الدرامية تثقف الضمائر لتتعايش انسانيا مع هذه الاوهام، فالفرجة على قتل السنة في العراق على يد المتطرفين من الحشد الشعبي لا تستدعي ارادة الاعتراض والتصدي لهذه الاعمال الوحشية، بل عملية تطهير أخلاقي يغري على متابعة مشاهد قتل الاشرار المحتملين الذين صنعتهم الخرافة بأشكال متطرفة ليكون نحر الشر وقتله عملا معروضا على شاشات سينما الواقع، فالشعب العربي متى ما تخلص من حكوماته تحول الى اشرار تحبسهم كاميرات مخرج ايراني، ثم تطلقهم كمشاهد مروعة الى العالم.

&