مطلق بن سعود المطيري

قفزت صناعة الرأي العام السعودي في السنوات الاخيرة قفزات سريعة ونوعية، من ناحية التشكل والضغط في اتجاه المطالب الحيوية للمواطنين، فقد عزز توجه القيادة الحكيمة وجود رأي عام مستنير، فخادم الحرمين الشريفين حفظه الله في كل مناسبة تجمعه بأهل الثقافة والاعلام يطالب بفتح قنوات حقيقية لصوت المواطن، وفي رؤية 2030 كانت الشفافية، ومراقبة الناس لبرامج الرؤية، هي المبادئ الوطنية التي أراد صانع الرؤية، سمو ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان فرضها كأداة مراقبة شعبية تحفظ برامج الرؤية من الانحراف، فقوة الرأي العام السعودي محفوظة، ومدعومة، بارادة القيادة وليس شيئا منفصلا، عن سياسة الدولة ..

المجموعة التي وصفت نفسها بالوطنية، كان لها خطاب يفوح برائحة الاخلاص، والحرص على مستقبل البلد وازدهاره، انتشرت مقترحاتها بين الناس كبرهان قوي على وجود خبرة سعودية قادرة على مقارعة التحديات بمعرفة وتخصص، الا انها اثارت بعض اللبس في ضمير الرأي العام، بعد ان اوضحت ان وزارة الاقتصاد لم تكن مهنية بالقدر المطلوب، اثناء تعاملها مع مقترحاتهم التي وضعوها بين يديها، الموضوع ليس ان يكون هناك مقترحات مفيدة واهملت، أو أخذت مساراً آخر غير الذي كان المفروض ان تكون به، بل الموضوع تكمن أهميته في رفع اللبس عن وعي المواطن، الذي وقع به وهو يتابع مثل هذه الخطابات أحادية المصدر، فالمجموعة الوطنية قالت ما لديها ولا نعرف ما مدى صحة ما ذهبت اليه، ويبقى ان نسمع تعليق وزارة الاقتصاد حول هذا اللبس لكي يتخلص وعي الناس من حبائل الاشاعات، فالسماع من طرف واحد لا يفيد الحقيقة في شيء، وعدم الرد أمر يضر الحقيقة، ويجعل الناس تجتهد لإكمالها بمعلومات واقعية، وغير واقعية ولكنها من المؤكد انها ليست حقيقية.

الانسجام التام بين القيادة والرأي العام انسجام تحقق خلال تراكم سنوات عديدة، اختبرت فيها الارادات، والتوجهات، حتى اكتملت حلقات الولاء والثقة بين أهم عنصرين في البلد القيادة والشعب، لذا نكون عندما نبحث عن بعض الحقائق عند هذه الوزارة أو تلك، نريد توضيح الصواب من الخطأ، لا البحث عن الاجتهادات، والقرارات، التي صدرت من مسؤولي الوزارات، بل نبحث عن رد على موضوعات اثيرت في قاع، وفضاء الرأي العام لكي نقضي على الاشاعات، ونحقق رؤية القيادة التي تعمل بجهد كبير على بناء رأي عام مستنير، تصنع توجهه المعلومة، والحقائق، وليس الاشاعات، والشتائم ولغة التخوين، فردك عزيزي المسؤول لن يكون ترفاً، بل ضرورة تقتضيها المصلحة العامة وحب الوطن .