سالم سالمين النعيمي

دولة الإمارات العربية المتحدة قصة نجاح وتميز وتفوق مستمر..إنها دولة عطاء لا يتوقف سنةً بعد سنة.. وهي لا تتحدى سوى نفسها في المنطقة، محققة أرقاماً قياسية في مؤشرات سعادة شعبها وأداء حكومتها ومبادراتها العالمية، القائمة على العمل المستدام الذي وضع أسس ومكونات التنمية الشاملة وتقديم الجديد لأبنائها ومن يقيمون على ترابها. وكيف لا وشعبها وحده من خطب يد الحسناء ذات الخمسة وأربعين ربيعاً والتي تبدو دائماً في ريعان شبابها، ولا ترضى بغير شعبها فارساً كفوءاً لها، وهي دولة الإنجازات التي تفوق كل التوقعات حتى أضحت دولة الإمارات مثالاً يحتذى به عالمياً وحلم الكثير من الشباب في العالم. وأرض الأحلام والسعادة لمن شد الرحال لها واستقر بين أحضان ربوعها الدافئة المليئة بالحب والعطاء والتضحيات.. فهنيئاً لنا بهذا الوطن وهنيئاً لوطننا بشعب الوفاء الذي لا يعرف المستحيل، ويسابق الزمن باذلاً الغالي والنفيس في سرد حكاية وطن أبهر نفسه قبل العالم.

فالاحتفال بعيد ميلاد الدولة أو الذكرى الـ45 لتأسيسها، يعني الكثير لسكان الإمارات. والجميل في هذه الاحتفالات الوطنية هو مشاركة سكان الإمارات من جميع الجنسيات بفرحة الوطن، وترى البهجة بادئة على وجوهم وكأنها رسالة عرفان لنوعية الحياة التي يعيشونها هنا في الإمارات وبكل واقعية ومن دون مبالغة، هي نوعية حياة توازي نظيراتها في العالم المتقدم في شتى النواحي، والدولة هي النموذج الأنجح في الشرق الأوسط في الرفاهية، وفي توافر الأمن والأمان والصحة والتعليم الراقي والبنية التحتية المثالية، وتقديم أفضل أنواع الخدمات والمرافق العامة والخاصة للجمهور، لا سميا الطفرة والقفزة العملاقة في نطاق الخدمات الذكية، ولذلك عندما تسأل المواطن الإماراتي هل تتمنى أن تعيش في أي بلد آخر في العالم؟ يكون الرد المباشر والتلقائي «طبعاً لا».

فنحن كدولة نمضي قدماً في طريق المجد والوصول للعالمية..وهذا يعني أن الاسترخاء وعدم العمل الجاد ليس خياراً البتة بالنسبة لنا، وذلك بالنظر إلى ما وصلنا إليه، وما خططنا له، ناهيك عن واقعنا الجيوسياسي ونمو مشاعر التضامن بين أبناء الدولة كشعب موحد متماسك مع قيادته، والتلاحم والتآخي الذي قلما تجده بين كل فئات الشعب الذي يحلم بمستقبل أفضل، وأهمية عنصر الثقة في الحكومة الرشيدة والتي تتعلق كل مشاريعها واستراتيجياتها بآمال وتطلعات الشعب.. ولا يوجد كمال، فمن يعمل ويعمل فلا بد وأن يخطئ، ولذلك الوقوع في الخطأ حتمياً وليس نهاية العالم. ويجب علينا رفع رؤوسنا عالياً كدولة وشعب، حقق في زمن وجيز ما عجزت عنه الأمم التي تفوقنا في الإمكانات المادية والبشرية وعراقة مؤسسات الدولة وتطبيقات وقوانين وممارسات الحياة المدنية وتأصيل مفاهيم المواطنة.

ولكن دعنا نتفق أننا أصبحنا رقماً صعب في المعادلة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، ولدينا تفرد على مستوى القيادة، ويمر الزمان يوماً بعد يوم، وتتوالى الأجيال جيلاً بعد جيل، ليثبت أبناء زايد في كل وقت أنهم على الدرب ماضون، يحفظون عهد الآباء والأجداد، ليكملوا مسيرة البناء والتنمية والازدهار، ويضيفوا أمجاداً إلى أمجادهم، ليسطروا صفحة مشرقة في تاريخ الإنسانية بأسرها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.

ولابد أن أؤكد في الختام، اعتزازنا بيومنا الوطني، والذي يتطلب منا ضرورة العمل على توثيق تاريخنا وتراثنا الذي هو بمثابة الذاكرة الجماعية لأمتنا، وكذلك ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا العصر في العمل على حفظه وإتاحته للأجيال المتعاقبة لمزج الماضي بالحاضر والأصالة بالمعاصرة، لنستمد منه حافزاً ودافعاً لتحقيق أهدافنا وآمالنا، وأن نسير معاً يداً بيد رافعين الراية فوق هام السحب شاء من شاء وأبى من أبى.