خالد أحمد الطراح
ليس جديداً أن تخرج إلى المشهد الإعلامي تقارير صحافية ورسومات وتعليقات تندر وسخرية، كلما جاء رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية، فبيئة الإعلام وحرية التعبير مختلفة تماما عن الحريات في الشرق الأوسط ككل؛ فالرئيس الاميركي ليس بمنأى عن النقد بقسوة او سخرية من السياسيين ووسائل الاعلام.
لكن، ان لم اكن مخطئا، لا أتذكر ان هناك شبه اجماع اعلامي عالمي في ردود فعل كثير منها ساخرة تصدرت الصحف والمجلات في اوروبا والعالم ككل منذ الساعات والايام الاولى بعد اعلان فوز الرئيس المنتخب ترامب، الذي اثار كثيرا من الجدل خلال حملته الانتخابية وتنبؤات بعدم فوزه، سواء من داخل المجتمع الاميركي او خارجه.
تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب ترامب لم تترك بلداً او شأنه حتى الكويت إلا ووضعه أمامه في مواقف مثيرة ومستغربة، بما في ذلك العديد من الملفات الاميركية المحلية التي تتسم بالتمييز العنصري، وفقاً لرأي كثير من المحللين السياسيين.
لم يكن فوز الرئيس ترامب وحده مثيرا، وإنما أيضا ما تردد عن ترشيحه لشخصيات ذات تاريخ مثير للتحفظ من قبل المحللين الاميركيين والغربيين والعرب ايضا، ما حدا ببروز صورة مستقبلية مضطربة وضبابية لمستقبل العلاقات الاميركية العربية والشرق أوسطية بشكل عام.
الصورة الضبابية، أو بالأحرى الغموض لمستقبل العلاقات الاميركية ـــ العربية والخليجية على وجه خاص، تستدعي من دول مجلس التعاون الخليجي الخروج من الرؤى التقليدية والجلوس إلى طاولة مباحثات ومراجعة لكل السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة، خصوصا في ظل تباين في المواقف الخليجية من بعض التطورات السياسية الاقليمية والدولية.
هذا لا يعني اتخاذ موقف مسبق من ادارة الرئيس الاميركي المنتخب ترامب، وانما الاعداد لتحرّك جماعي خليجي لأي تعقيد او سيناريو قد يتحوّل الى مفاجآت حتى يكون هناك صوت خليجي موحّد جاهز، يترجمه موقف اتحادي واضح المعالم والاهداف، وليس دبلوماسية يطغى عليها الحياء والافراط في المجاملة!
هناك مؤشرات نحو مستقبل غير آمن للوضع في منطقة الخليج والشرق الاوسط بشكل عام، خصوصا في ظل ما يتردد عن اتصالات اميركية مع منظمات ذات تاريخ ارهابي ودول حاضنة لها في المحيط الخليجي، وهو ما يستدعي استعدادا خليجيا موحدا سياسيا وعسكريا، وربما الخطوة المُثلى ليس انتظار اي تعقيد محتمل، وانما المكاشفة مع مؤسسات القرار الاميركي والرئيس المنتخب شخصيا حتى تبدو دول الجوار الخليجي والعربي موحدة في المواقف، وليست متباينة!
لو حدث وكان هنا تباين خليجي ـــ خليجي، وخليجي ـــ عربي فسيكون له ثمن مكلف جدا، اذا لم تستوعب دولنا التغيير الاميركي المحتمل، ولم تتغير سياسة التخطيط الاستراتيجي.
التعاون المشترك ضمن اتحاد خليجي يحمل أهدافاً مشتركة، تحافظ على أمن دول الخليج العربي وسلامتها.
التعليقات