غسان حجار&

في خضم الدعوات الى معاقبة لبنان عبر اجراءات متعددة يمكن ان تبلغ حد التضييق على لبنانيين في عدد من دول الخليج العربي انتقاماً لمواقف سياسية لبنانية تحمل على المملكة العربية السعودية وسياساتها، وبعد مواقف لوزير خارجية لبنان خرجت عن الاجماع العربي للمرة الاولى، وفي ظل المواقف المتشنجة من اعلاميين خليجيين تدعو الى الانتقام بما يسيء الى علاقات تاريخية، أحببت ان أستعير كلاماً منطقياً من الصحافي السعودي احمد عدنان نشره في مقال في صحيفة "العرب" اللندنية.

&

ومما جاء في المقال: "إن العاملين اللبنانيين في السعودية والخليج لم يحضروا كناشطين سياسيين أو كعبيد، بل جاؤوا لأداء عمل يحترفونه، وليس لنا منّة عليهم وليس لهم منّة علينا، فما يتقاضونه من عوض عن أعمالهم هو حقّهم المشروع".

واعتبر انه "ليس صحيحا أن اللبنانيين صامتون عن موقف وزير الخارجية جبران باسيل او انتقادات حسن نصرالله للمملكة، فسعد الحريري لا يتوقف عن إصدار البيان تلو البيان تأييداً للمملكة، ومعه رئيس الحكومة تمّام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي، إضافة إلى رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وحين يلقي حسن نصرالله خطابا، كنا وما زلنا نترقب في اليوم التالي رد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع".

واذ سأل: "إذا كان لبنان بلا أهمية سياسية، لماذا تتسابق عليه أوروبا وإيران وإسرائيل وغيرها؟"، اجاب: "لبنان يمكن وصف موقعه بالشرفات الاستراتيجية، شرفة على الصراع العربي - الإسرائيلي وشرفة على البحر المتوسط وشرفة على سوريا، وفوق ذلك هو صندوق بريد ثقافي وسياسي واجتماعي فوق العادة. حين تهمس في أذن درزي في الشوف تنتقل الرسالة بسلاسة إلى درزي السويداء أو درزي فلسطين، وحين تطرح سؤالا في الضاحية تسمع الإجابة في طهران، وإذا كسبت علويي جبل محسن يتمدد حضورك إلى تركيا عبر سوريا".

وخلص الى القول: "إن دعوة الانسحاب من لبنان هدية مجانية ليملأ فراغك الخصوم، بل إننا نقول هذه هي أزمة لبنان اليوم. لقد تركنا حلفاءنا (قوى 14 آذار) بلا سند في حين استمرت إيران بتعزيز أوضاع "حزب الله"، حتى السنّة وهم امتدادنا العضوي أصبحوا يتضوّرون جوعاً. الشمال خارج التنمية، ودار الفتوى في ضائقة وجمعية المقاصد في مأساة، والإنفاق هنا ليس منّة أو تفضلاً، فوظيفة يتولاها لبناني في بيروت تعني أنك وفّرت وظيفة لمواطن في الخليج، وتعني أنك حصّنت أسرة من فخاخ التطرف والإرهاب الذي لا يعترف بالحدود ولا بالدول، وصاحب النفوذ في بيروت هو بالضرورة صاحب نفوذ في فلسطين وسوريا، والدولار الذي ستنفقه اليوم سيوفر عليك ألف دولار في حال وقعت حرب أهلية أو في حال استولت ايران كليّاً على لبنان".