&أيمـن الـحـمـاد

المختلف في قرار دول مجلس التعاون اعتبار ميليشيات «حزب الله» وقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية هو الإجماع الخليجي الذي خرج به القرار مساء أمس.

وبالرغم من أن دولاً في مجلس التعاون قد صنفت في السابق، وبشكل فردي «حزب الله» وعدداً من المنظمات بوصفها منظمات إرهابية، إلا أن صدور القرار بصفته الجماعية يعطي دلالة على أن الرؤية الخليجية باتت موحدة تجاه توصيف مهمة هذا الحزب إقليمياً، كما أن هذه الإجماع الصادر من المجلس من شأنه تقوية الموقف الخليجي في المحافل والمنظمات الدولية التي لم تتخذ بعضها موقفاً حاسماً تجاه «حزب الله»، فالاتحاد الأوروبي -على سبيل المثال- لم يدرج الحزب بشكل كامل ضمن المنظمات الإرهابية، بل اكتفى بجناحه العسكري بحجة عدم قطع الحوار السياسي معه، لكن هل يمكن تسويغ البحث عن حوار سياسي مع منظمة إرهابية إبقاء التواصل معها؟ إن مثل هذه الطروحات تحرج الاتحاد الأوروبي أكثر من أي أطراف أخرى، وتجعل سياسات الاتحاد مثار تساؤل كبير.

إننا نرى أن جميع المنظمات اليوم معنية بإدراج «حزب الله» بكامل فعالياته وكوادره في خانة الإرهاب، لاسيما وأنه يحمل تاريخاً ملطخاً بالأعمال الإرهابية العابرة للحدود، كما أنه اليوم ضالع بإهدار الدم السوري، وهو المسؤول بممارساته الطائفية عن تهجير الكثير من السوريين والعراقيين.

ولا تخفي إيران رغبتها تعميم نموذج «حزب الله» اللبناني في كل دول المجلس وبعض الدول الإقليمية، فخَدمته أيديولوجياً مستغلة الاحتقان الطائفي الذي صنعته في العراق، وصدّرته إلى باقي دول المنطقة لتجني ثمار اختلاف أبناء الوطن الواحد، وهو ما نراه جلياً في العراق الذي كان يعيش تناغماً مذهبياً.. كل تلك المؤامرة كان الهدف منها التأثير في عملية صناعة القرار، وتفتيت الدولة وتفكيكها؛ وهو مآل ينتظر دولاً كلبنان التي استطاعت «ميليشيا حزب الله» تعطيل حياته السياسة، ورهن قراره بالأجندة الإيرانية.. وكذلك الأمر في العراق الذي مكنت إيران فيه ميليشياتها المسلحة التي تعمل على جعل المنطقة في حال اضطراب لا يهدأ.. الأمر ذاته يحدث في سورية التي يُراد لها أن تكون نموذجاً عراقياً، لكن الأمر مختلف تماماً اليوم.. وفي اليمن حاولت ميليشيات «أنصار الله» الحوثية -التي دُفن بعض قيادييها الذين سقطوا مؤخراً في اليمن في مقابر ب»الضاحية» مقر حزب الله في بيروت- تعطيل الحياة السياسية والانقلاب على الشرعية، لكن عاصفة الحزم أعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي.

&

إن الرسالة التي يروّج لها «حزب الله» وشعار المقاومة والممانعة والعبث بالقضية الرئيسية للأمة الإسلامية والعربية كلها ممارسات خدمت إسرائيل كما لم يخدمها أي جندي في جيش الاحتلال، وباتت «إسرائيل» متيقنة اليوم أن العرب لن تقوم لهم قائمة في المنظور القريب؛ لأن الممانعة والمقاومة قامت بالمهمة.