&مصر: المماليك الجدد.. مستنفرون ضد أي سيادة حقيقية للقانون… والشعب يصبّح على الوطن من عرقه وكفاحه&&

&ازدادت الصحف المصرية أمس الاثنين 7 مارس/آذار سخونة بسبب المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، ليعلن فيه نجاح جهاز الأمن الوطني في وضع يده على المجموعة التي اغتالت النائب العام السابق المستشار هشام بركات، بعد جهود وبحث وتتبع مضن، أحاطته بسرية كاملة.

واتهم الوزير حركة حماس بالمشاركة في العملية عن طريق تدريب وإعداد من شاركوا فيها، وقال الوزير إن منسق العملية هو الطبيب الإخواني الهارب والموجود في تركيا، يحيى السيد إبراهيم موسى، المطلوب القبض عليه في عدة قضايا، وكان يشغل منصب المتحدث باسم وزير الصحة في عهد الإخوان الدكتور محمد مصطفى حامد. ونفى الوزير تورط أي جهاز استخبارات لأي دولة في العملية، بما يعني نفي الاتهام عن تركيا أو قطر، وحصره في حماس. وقال الوزير إنه تم إلقاء القبض على جميع أفراد المجموعة وعددهم ثمانية وأربعون فردا، ومن شاركوا في عملية اغتيال النائب العام أربعة عشر عنصرا، وأن النيابة انتهت من التحقيق معهم. ونشرت الصحف صور بعضهم ومعظمهم طلاب في جامعة الأزهر، وعلى كل حال فالأيام المقبلة ستكشف الكثير عندما يتم تقديم المقبوض عليهم للمحاكمة.

وإذا كانت هذه القضية قد أخذت اهتمام البعض، إلا أن الأغلبية لا تزال مهتمة بارتفاعات الأسعار بسبب أزمة الدولار، لدرجة أن زميلنا الرسام في «الوفد» عمرو عكاشة أخبرنا أمس أنه شاهد مشنقة على هيئة دولار تشنق مواطنا مسكينا.

وأيضا جزء من اهتمامات الأغلبية توجه إلى مباريات كرة القدم، ومتابعة طرح وزارة التموين كميات من الزيت والأرز في بعض الأحياء الشعبية، والإعلان عن صفقة دواجن روسية سيتم طرحها في شهر رمضان المقبل، وتصريحات وزير الري حسام مغازي بأن محادثات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان وصلت إلى مراحل متقدمة.. كما أن وزير السياحة بشّر بقرب عودة السائحين الأوروبيين، بينما تراجع سريعا الاهتمام بقضية إسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة، وإن كانت المقالات والتعليقات حوله ما تزال مستمرة، هجوما على التطبيع مع إسرائيل أو اتهام أجهزة الأمن بأنها التي صنعت ظاهرته. أما أكثر الناس اهتماما بفتح باب الترشح في دائرته فهم من حزب «المصريين الأحرار» الذين يأملون في نجاح مرشحهم. أيضا تتوالى الضغوط لإسقاط عضوية مرتضى منصور عضو المجلس ورئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، ورغم اهتمام بعض الفضائيات باستضافة الدكتور سعد الدين إبراهيم لإجراء حوارات معه حول مبادرته الجديدة للصلح مع الإخوان، حيث قابلهم في تركيا، وكذلك بعض الصحف، فإنها لم تثر أي اهتمام لدى الناس.

كذلك الأمر بالنسبة للمبادرة التي أطلقها زميلنا وصديقنا المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي بإيجاد بديل مدني للنظام، يتكون من أحزاب وقوى سياسية مختلفة مع استبعاد الإخوان المسلمين وحزب مصر القوية، الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح، والتي لم تحظ بأي اهتمام سوى من بعض السياسيين والمثقفين .

ولوحظ مساء الأحد أن القناة الأولى للتلفزيون المصري عرضت مقالا كتبه الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد في جريدة «الشرق الأوسط» تساءل فيه عن مصر، وهل ستختار إيران أم تركيا؟ وأنا لم أقرأ المقال ولا قامت مقدمة البرنامج بعرضه كاملا، لكن كان واضحا تهكمها عليه، عندما قالت إن علاقة مصر مع إيران مقطوعة من سنوات، بينما الإخوان، في إشارة واضحة للسعودية، لهم سفارات فيها. كما لوحظ أن زميلنا في جريدة «الأخبار» الحكومية خالد رزق شن أمس هجوما عنيفا على وزير الداخلية لموافقته على اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، أثناء اجتماعات وزراء الداخلية العرب في تونس مشددا على أنه تجاوز سلطاته في هذا الأمر. وإلى بعض مما عندنا..

«من فضلك سلفني جزمتك»

ونبدأ بردود الأفعال المتوالية على إسقاط عضوية توفيق عكاشة من مجلس النواب وقول الدكتور أحمد مهران في مقال له في جريدة «المصريون» الأسبوعية المستقلة:

« لقد كان من أخطر بل أسوأ ما خلفته ثوراتنا العظيمة – وبسبب الفوضى الأمنية والفكرية التي تركتها الثورة – انهيار القيم الإنسانية وانحدار المستويات الأخلاقية، ولقد ظهر ذلك عقب ثورة يناير/كانون الثاني المجيدة مباشرة، ثم اصبح جزءا مهما من حياتنا اليومية في أعقاب ثورة 30 يونيو، ولا أجد مبررا نفسيا أو اجتماعيا لهذا الانحطاط الأخلاقي، وربما يرجع السبب إلى تراجع دولة القانون والدستور عن تطبيق أحكام القانون ساهمت في ذلك عدة عوامل منها: تراجع أداء المؤسسة الشرطية وظهور بعض العناصر الإجرامية من أمناء الشرطة، التي تسيئ إلى المؤسسة الشرطية ودورها الوطني، وقد ظهر ذلك في تعمد مخالفة القانون وارتكاب جرائم تعد انتهاكا للحقوق والحريات العامة…. لكن ذلك كله في كفة وإسقاط عضوية ذلك العضو الذي خالف الأعراف في كفة أخرى، حيث تم إسقاط عضويته من باب التشفي والانتقام، وبالمخالفة للدستور الذي حدد الأسباب الحصرية التي بسببها تسقط العضوية البرلمانية عن عضو مجلس النواب، وبالمخالفة لنص المادة 110 أسقطت عضوية المضروب وطالب الأعضاء بوضع حذاء الضارب في متحف المجلس، فأصبح استخدام الجزمة رمز البطولة وسبب الإسقاط . لقد أصبح انتهاك حرمة القانون ومخالفة الدستور ضمن آليات التواصل والتفاهم بين أعضاء البرلمان، وربما بسبب ما يسلكه نواب الشعب من مخالفات وانتهاكات ورفع الحذاء، ان تنتقل هذه الثقافة إلى الشعب وإلى الشباب لتكون هذه الثقافة نمط حياة فنتحول إلى دولة همجية بلا قانون أو دستور، ليكون رفع الحذاء واستخدامه فوق رؤوس الخلائق هو العلاج… فلو أن ذلك هو الحل لكنت أول من يرجوك – من فضلك سلفني جزمتك» .

جنون العظمة

هو الأخطر على شعب مصر

وإلى «المساء» عدد يوم الأحد وزميلنا وصديقنا محمد غزلان وقوله: «جنون العظمة أصاب من أطلقت على نفسها النخبة، ظهرت هذه الأعراض على صحافيين وإعلاميين وسياسيين، وظن من ظن منهم أنه مفجر الثورة، وأن مقالاته كانت المحرض لها، رغم أن بعضهم لا يزيد عدد مقالاته عن أصابع اليد الواحدة. وبدأت محطات التلفزيونات تستضيف هذا وذاك، وكل منهم يتحدث عن دوره في الثورة، ويدلي برأيه عما يكون شكل الدولة مستقبلا، بل إن بعضهم يضع في سيارته أكثر من جاكيت بأكثر من لون لينتقل من قناة إلى أخرى، وكأنه من سكان مدينة الإنتاج الإعلامي ومع انتهاء حقبة الإخوان، وقيام ثورة 30 يونيو/حزيران، تحولت أعراض جنون العظمة إلى مرض حقيقي يصعب التعامل معه أو علاجه، ظهر إعلاميون وصحافيون ادعى بعضهم أنه مفجر الثورة، واقصد توفيق عكاشة النائب السابق، الذي حول قناته إلى بوق إعلامي خاص به وبتاريخه وإنجازاته، وأنه خرج لمقاومة حكم الإخوان ،ونظم المليونيات، بينما كان البعض يختبئ في حجرات النوم. وظهر الجنون على حقيقته واستمر الهزل الذي جعل البعض يعتقد أن الدولة راضية كل الرضى على مثل هذه السلوكيات. والحقيقة أن أصحاب هذه العقول المثقوبة صنعتهم أجهزة الدولة المختلفة، وتربوا في أحضانها، بل مكنتهم من الشهرة والثراء وأغدقت عليهم من أراضي الدولة عشرات الأفدنة، وسبب لهم الشهرة والمال انتكاسات خطيرة يدفع ثمنها اليوم الشعب المصري المسكين، الذي تتقاذفه القنوات التلفزيونية ببرامج ومقابلات وتحقيقات تهدف إلى إلهائه وشغل وقته بما لا يفيد، وإذا كانت الدولة أو أجهزتها أو مجلس النواب قد أطاح بتوفيق عكاشة وسحب عضويته، وتم إلغاء أو إغلاق قناته، فهناك الكثير غيره الذين ظهروا في ثورة يناير/كانون الثاني، يجب إعادتهم إلى أحجامهم الطبيعية، حيث أن الثورة كما ذكرنا أخرجت أفضل ما في الشعب المصري وأسوأ ما في الشعب المصري، وأخطر ما في الشعب المصري وجنون العظمة هو الأخطر على شعب مصر».

عكاشة كشف حجم

ونوع الورم الخبيث في حياتنا

وإلى «وفد» يوم الأحد نفسه وزميلنا كامل عبد الفتاح وقوله: ما أتصوره أن توفيق عكاشة لو ظهر بصفاته وأفكاره نفسها في عصر غني بالرجال والأحلام ما كان أحد سيلتفت إليه، أو يعيره أي اهتمام، كريح جاءت في غير موعدها. ولكن ما علينا أن نتنبه إليه أن عكاشة ليس هو الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر، ولكن المناخ العام الذي أتى بعكاشة هو الخطر الحقيقي الذي سيظل يهدد مصر ويضعفها. الذين سينظرون لإسقاط عضوية عكاشة من البرلمان وغلق قناته بأن مصر بذلك تخلصت من رجل كان إهانة صارخة للإعلام والثقافة والتاريخ وأي معنى للقيمة، هم واهمون، لأن عكاشة كان سيظل نموذجاً حياً لحالة بلد تنهار فيه وبشكل منتظم ومن أربعين عاماً على الأقل عمارة القيم والمثل الرفيعة، لصالح اللصوص وأنصاف المتعلمين ومهرجي السلاطين. توفيق عكاشة تعبير عن حالة ثقافية وإعلامية وسياسية سائدة من سنوات، وليس حالة فردية صنعها لنفسه وبنفسه. الفارق بين عكاشة وكثير من الإعلاميين والشخصيات العامة الطافية على سطح الأحداث، أن عكاشة كان متعجلاً في أن يحصد ثمرة التدليس والتهريج، وظل يطلب حقه على الملأ ليل نهار، مقابل دور يتخيل أنه لعبه وحان وقت قبض الثمن. عكاشة هو الابن الشرعي لزمن الهوان الذي أصبحت فيه المعرفة سبة والجهل قيمة، أصبحت فيه الطيبة عيباً والهبش واللطش قيمة، أصبح فيها الصدق نقيصة والكذب وسيلة سريعة للكسب. الزمن الذي أصبح فيه لكثير من الرجال ألف وجه، يا سادة عليكم قبل أن تهيلوا التراب على السيد توفيق عكاشة أن تشكروه وتمتنوا له لأنه نبهكم إلى حجم المصيبة التي نحن فيها كمجتمع، اشكروا عكاشة لأنه بكل ما فعل كان كاشفاً لحجم ونوع الورم الخبيث في حياتنا وواقعنا وحاضرنا، لقد ذهب عكاشة لكن العكشنة باقية ولها جيشها الأخطر من داعش».

عصام السباعي: السادات

لم يمسح بأستيكة إنجازات عبد الناصر

ومن «الوفد» إلى «الأخبار» وزميلنا عصام السباعي وقوله مهاجما خالد الذكر: «كلام الطائش توفيق عكاشة عن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر تسبب في إساءة البعض للرئيس الراحل أنور السادات، لدرجة أن أحدهم قال: « لقد مسح السادات بأستيكة كل إنجازات عبد الناصر» وراجعت ما فعله السادات فهو صاحب نصر أكتوبر/تشرين الأول، أنهى الاتحاد الاشتراكي وأعاد الحياة الحزبية. أعاد فتح قناة السويس. أعاد تعمير مدن القناة واستعاد سيناء المحتلة. أنشأ الجيل الأول من المدن الجديدة مثل، العاشر والسادات وأكتوبر وبرج العرب ومايو، وتخيلوا ماذا كان سيحدث لنا لولا هذه الأستيكة؟».

تشييع عكاشة من تحت القبة إلى بيته

لكن زميله حازم الحديدي ترك الأستيكة والمسطرة واهتم بالجراحة والبتر بقوله في بروازه اليومي «لمبة حمرا»: «بعد أن تمت بنجاح عملية بتر العضو «توفيق عكاشة» من مجلس الشعب، وبعد أن تم تشييعه من تحت القبة إلى بيتهم، أتمنى أن تتواصل عمليات بتر الأعضاء الفاسدة من مجلسنا، ومن إعلامنا، ومن حياتنا، حتى ينتهي عهد التلوث السمعي والبصري والأخلاقي، الذي تزعمه هؤلاء الملوثون، إلى درجة أوشكوا معها أن يكونوا هم القدوة والمثل والنموذج لأجيال بأكملها، تربت على بط عكاشة وسيديهات «مرتضى» وتسريبات «عبد الرحيم» وخزعبلات «ريهام» وتشنجات موسى وفتاوى «بحيري» ومؤخرة «صافيناز» ونهيق وعواء ونباح وروث رعاة الفتنة من الملوثين الملثمين المخفيين خلف شبابيك التواصل الاجتماعي».

«زفة» نائب التطبيع

وفي العدد ذاته من «الأخبار» قال زميلنا وصديقنا الأديب وعضو مجلس النواب يوسف القعيد في مقاله الأسبوعي في «الأخبار»: «كنت أقف في الطرقة الدائرية المحيطة بالقاعة الرئيسية لمجلس النواب، أتحدث مع النائبة الدكتورة جهاد عامر، والنائب أحمد سلام الشرقاوي، حين لمحنا حالة من الهيجان ثم هلت علينا زفة نائب التطبيع والتزوير يمشي وحوله الإعلاميون من كل مكان، كان مزهواً بنفسه ينظر حوله ليقول لنا: شاهدوا وتأكدوا أنني الأهم، يحيا كأنه يعلق مرآتين كل مرآة في إحدى أذنيه، ليرى نفسه في كل لحظة، وليتابع خلجات وجهه وسكنات وجدانه. لم أكن راضياً عن تكالب الزملاء الصحافيين عليه وانتظاره كأنه يحمل لهم الفرج، فهو الوحيد من بين النواب الذي يمكنهم من إرسال مانشيتات لصحفهم وكلام كبير يملأ جرائدهم، يفرحون بما يقوله لهم، ولا يدققون الأكاذيب التي يعرفونها. عاتبتهم أكثر من مرة خصوصاً بعد أن اتهمهم نائب التطبيع والتزوير بأنهم جميعاً عملاء لأجهزة الأمن المختلفة في مصر، اقترحت على بعض الزملاء أن يكون هناك قرار موحد بينهم بمقاطعة نائب التطبيع والتزوير وعدم الاهتمام به، ولكن الطبع غلاّب. إحداهن قالت لي إنني أحضر كل صباح من أجل تغطية ما يحدث وما يجري، وتصرفات نائب التطبيع والتزوير وأقواله وسلوكه غير المتزن يوفر لنا مادة لا نجدها عند العقلاء، أتى نائب التطبيع والتزوير إلى البرلمان لا ليناقش قضايا الأمة ولا ليحل مشاكل من انتخبوه لكن فقط لكي يجلس في البهو الفرعوني، ويلتف حوله الصحافيون ويبدأ في الكلام يقول كلاماً غير مسؤول أكثر من نصفه أكاذيب».

أحمد موسى: ماذا نقول لمن صافح الصهاينة؟

ونغادر «الأخبار» إلى «أهرام» اليوم ذاته لنكون مع زميلنا وصديقنا أحمد موسى ومهاجمته التطبيع مع إسرائيل ومن يمارسونه أو يدعون إليه قال: «سؤال يطرح نفسه بقوة لماذا لا يتم فتح ملف جميع من كانت لهم علاقات مع الكيان الصهيوني؟ أم أن الأمر يتم اختصاره في واقعة واحدة؟ فما حدث من عكاشة هو جريمة في حد ذاتها، ولكن ماذا نقول لمن صافح هؤلاء الصهاينة، أو التقى بهم في سفارتهم داخل البلاد أو خارجها؟ ومن جالس مسؤولين من هذا الكيان في لقاءات من غير رجال الدولة الرسميين، الذين تلزمهم معاهدة السلام بذلك، الجميع يعلم هذه الحقائق وأسماء الأشخاص من هواة التطبيع، ومن جالسوا مسؤولي ذاك الكيان الصهيوني، وبينهم شخصيات عامة وسياسيون ومفكرون وكتاب ونفر من هؤلاء يعتبرون أنفسهم ضمن الثوار أو الناشطين ولا يخجلون من تلك العلاقات التي تحدثوا بأنفسهم عنها، بل وهناك مقالات وكتب صدرت تحمل أسماء من شاركوا في التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني، وهناك قرارات عديدة صدرت من مجالس نقابة الصحافيين المتعاقبة طوال السنوات الماضية، تحظر التطبيع مع الكيان الصهيوني، بل ذهبت النقابة لاتخاذ إجراءات وقرارات ضد بعض من هؤلاء المطبعين، لكن ما جرى خلال الأيام الماضية جعل هذا الملف يفتح على مصراعيه من جديد، وعلى نقابة الصحافيين أن تعلن الأسماء التي كان لها دور سابق، أو إذا كان هناك من تورط مؤخرا في ارتكاب هذه الجريمة. شخصيا لا أفهم ما الذي يدفع أي شخص لا يحمل صفة الدبلوماسي أن يبادر بطلب الجلوس والتحاور وحتى حضور المؤتمرات الصحافية لمسؤولي الكيان الصهيوني».

مَن يستفيد من الصدام مع حرية التعبير والمُثقفين؟

وإلى المعارك والردود المتنوعة التي لا يجمعها موضوع واحد إنما كل اختار موضوعه وقضيته وعلق عليها مثل زميلنا مصطفى عبيد الذي قال في «البوابة» يوم الأحد: «مَن ينخُر جراح الوطن؟ ومَن يسكب الكيروسين على حرائق صغيرة لتعلو وتتسع؟ مَن يستفيد من الصدام مع حرية التعبير والمُثقفين؟ ومَن يستغل حالات مُنفردة لانفلات رجال الشرطة ليُزيد الهوة بين الناس والدولة؟ مَن يفتعل المعارك والخناقات وحركات «الشو» لينقل عن مصر صورة قبيحة مُغرقة في التفاهة والسطحية؟ مَن يختزل الوطن في كُل ما هو كريه ومُبتذل ودنيء؟ لا أعُيّن أشخاصا ولا أُسمى أسماء، وإنما أشير لجماعات المصالح التي تشكلت وتمددت في رُبع قرن، وسيطرت على الأعمال والأموال والأقوال في «البزنس» توغلوا، وفي الجهاز البيروقراطي توحشوا، وعلى الميكروفونات والشاشات سيطروا وسطروا ما شاءوا لحماية مكاسبهم. المماليك الجُدد مُستنفرون ضد أي سيادة حقيقية للقانون، ضد أي ابتكار أو تطور معرفي، الجهل يُسعدهم والتخلُف يُرضيهم، لا يتورعون عن فتنة ولا يتحرجون من إساءة تلحق الوطن بأفاعيلهم، مثلما كان مماليك مصر عقبة أمام مشروع محمد علي، فإنني أتصور أن هؤلاء عقبة كبيرة أمام أي مشروع جاد لبناء دولة راشدة وإقامة مجتمع أكثر عدلا وتحضرا. طغيان العبث ينبئ بصدام قريب أتصور أن الدولة الراشدة يجب أن يكون لديها سيناريوهات للتعامل مع مراكز القوى بالقانون، حتى لا يتصور أحد أننا ندعو لإجراءات استثنائية أو مذبحة دموية مثلما فعل محمد علي».

مكانة وهيبة البرلمان المصري على المحك

وإلى «المساء» اليومية الحكومية ورئيس تحريرها الأسبق زميلنا مؤمن الهباء وقوله عن ممارسات مجلس النواب: «لا بد أن نعترف بأن هذه الممارسات السلبية تنال من مكانة وهيبة البرلمان، وساعد على ذلك أن معظم النواب الجدد جاءوا إلى المجلس بلا خبرة سياسية سابقة، ولم تكن لهم ملامح ومواقف تؤهلهم للدور الذي سيؤدونه تحت القبة. كما أن النواب القدامى تنحصر رؤيتهم لدور البرلمان في المساحة التي حددها نظام ما قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011 ويتصورون أنه بالإمكان إعادة عقارب الساعة للوراء، ناهيك عن أن هؤلاء وهؤلاء خاضوا معركة الانتخابات وفازوا اعتمادا على اسم العائلة أو النفوذ الشخصي، والأغلبية تلاحقهم تهمة استغلال المال السياسي، والغريب أن كثيرا من النواب صاروا مقتنعين الآن بقرب حل المجلس بسبب الصخب الذي يثار حول أدائه ودوره، فالتجربة ليست جيدة ولم تؤت الثمار المرجوة، وهناك على دكة الاحتياطي وربما في مقاعد المتفرجين من هم أكثر مهارة وكفاءة من كثير ممن يخطفون الكاميرات والأضواء في الملعب، والمهم هنا أن نتعلم الدرس لكي يكون المقبل أفضل».

معركة النقاب تحت سقف قبة البرلمان

وفي جريدة «المقال» اليومية المستقلة أمسك زميلنا أحمد سامر بالمجلس وقال عنه:

«وكأن القدر سئم من تصدير السواد لنا، فقرر أخيرا أن يرسل إلينا ومضة مضيئة من خلال البرلمان، فما لبث أن شرعت النائبة نادية هنري والنائبة منى منير في التقدم بمشروع لإلغاء المادة 98 فقرة «و» من قانون العقوبات، الخاصة بأحكام ازدراء الأديان قبل ستة أيام، حتى نجد في بداية هذا الأسبوع تحركا لا يقل أهمية، بالإعلان عن مساع لإعداد مشروع قانون يحظر النقاب، سيقدم من ائتلاف «دعم مصر». وأعلن النائب علاء عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف «دعم مصر»، أن القانون يستهدف منع تغطية الوجه في مؤسسات الدولة والمرافق العامة، مؤكدا أنه من حق أي شخص أن يتعرف على هوية الشخصية التي تجلس بجانبه، أو تسير معه في الشارع، ونحسب أن هذا الاستدلال يبقى مهما وفاعلا في تمرير مشروع القانون وحمايته بتأييد من الرأي العام. النائبة آمنة نصير وهي أيضا نائبة في ائتلاف «دعم مصر» أعلنت مشاركتها في إعداد القانون، لتأصيل ديني في تجريم النقاب، فالنائبة استخدمت متلازمة «اليهود واليهودية» في رفضها للنقاب، مؤكدة أن النقاب من الشريعة اليهودية وليس من الشريعة الإسلامية، ويبدو في المجمل أن تصريحها، الهدف منه إرضاء الجماهير ويعلم القاصي والداني أنه إذا أردت أن تقلل من شيء أو تشوهه فما عليك إلا إلصاقه بمتلازمات مستهلكة «شيعة ـ يهود ـ بهائيين ـ ماسونية ـ أي كلام «، وهذا لعب في منطقة صعبة تبرع وتبدع فيها التيارات الإسلامية، ولا يحبذ أن يخوض النواب والسياسيون خضم معركة دينية حول جواز أو فرض أو استحباب أو تحريم النقاب، ولا يمكن أن يمر هذا القانون مرور الكرام، من دون أن تزعق أصوات نواب حزب النور برفضه، وكأنه أخيرا قد أتت الكرة في ملعبهم، فبعد ما يقرب من الستين يوما على انعقاد جلسات البرلمان، توارى حزب النور بنوابه الاثني عشر في الظل، ولم يستطع نوابه جذب الكاميرات ولا اهتمامات المراقبين والمتابعين، ولكن هذه المرة سيكون حزب النور في بؤرة اهتمام الجميع، لأن النقاب يبقى برمزيته ودلالته أحد أهم معارك التيار السلفي وحزب النور تحديدا في السنوات الماضية».

الرئيس الطائر

ومن «المقال» إلى «الأخبار» وزميلنا المحرر الاقتصادي عاطف زيدان وقوله: «أزداد تفاؤلا يوما بعد يوم بمستقبل مصر الغالية، رغم كل المشاكل التي تحاصرنا والمؤامرات التي تحاك ضدنا. مبعث هذا التفاؤل الرئيس السيسي الذي يعرف جيدا أين نكون؟ ويسعي جاهدا بطموح وتحد لتغيير الواقع المر، ووضع مصر وشعبها في المكانة التي تليق بهما بين الأمم. لم يترك الرئيس عالما أو خبيرا وطنيا إلا وجلس إليه يستمع إلى أفكاره. أسس مجلسا استشاريا لعلماء مصر يضم خبرات نادرة ينحني لها العالم احتراما، وأنشأ مجالس استشارية في كافة المجالات تضم خبرات كبيرة وكفاءات شبابية طموحة. أطلق الرئيس سلسلة من المشروعات الكبرى ولم ينس وسط كل ذلك تحسين الخدمات العاجلة من كباري وكهرباء وطرق ناهيك عن مشروعات أخرى مقبلة في مجالات الصرف الصحي بالقرى والتأمين الصحي الشامل والتعليم الخ، حتى يشعر المواطن ولو جزئيا بثمار التطور، قام الرئيس خلال عشرين شهرا بما يقارب الـ40 جولة خارجية أي بمعدل جولتين شهريا زار خلالها قرابة 30 بلدا، وهو ما لم يحققه رئيس مصري من قبل ليستحق لقب الرئيس الطائر».

الشعب الفقير ذو المعدن الأصيل

وفي «وفد» الأحد أيضا أشادت الجميلة زميلتنا هبة عبد العزيز بدعوة الرئيس الشعب أن يصبّح على مصر بجنيه فقالت: «من المعلوم أن هذه المبادرة جمعت ما يقرب من 25 مليون جنيه في أول 24 ساعة، من بسطاء المصريين الطيبين، حيث استجاب الرصيد الشعبي الحقيقي للقيادة وصبّح على الوطن من عرقه وكفاحه، ونحن ندرك كم للجنيه الواحد من ضرورة للحياة اليومية للغالبية العظمى من الشعب، الذي يتجاوز فقراؤه نسبة الـ50٪. وبالعودة قليلاً إلى الوراء نجد أن أجداد هؤلاء هم أيضاً من سلّح الجيش بالسلاح الروسي عام 1954 فيما سمي بـ «أسبوع التسليح» وتحدوا أمريكا في تسليح الجيش آنذاك، بتبرعاتهم من نقودهم وحلي نسائهم، كما فعلوا كذلك في 1967 بعد النكسة في حملة «دعم المجهود الحربي». وتكرر الأمر بالاستجابة لنداء القيادة ودعم الوطن في تمويل «مشروع قناة السويس الجديدة» الذي جمع حوالي 60 مليار جنيه في أسبوع تقريبا، فهذا هو شعبنا العظيم شعب التحديات الذي تغلب على كم هائل من الأزمات، وهذا السواد الأعظم من الشعب الفقير صاحب المعدن الأصيل هو رصيدك الحقيقي سيادة الرئيس».

مافيا الأراضي

أما آخر المعارك فستكون لمستشار جريدة «صوت الأمة» الأسبوعية المستقلة محمد سعد خطاب وقوله: «اليوم حق لنا أن نفخر بهذا الجهاد الطويل، ونحن نرى بأعيننا دولة تستجيب، ورئيسنا يغضب، وأجهزة تحركها الغيرة على كنوز مصر، فتتحرك لتجعل مما كتباه سطورا بالعرق والكفاح والدم، واقعا حيا نشهد فيه انكسار الباطل وخزي المبطلين. بالأمس بدأت الدولة الخطوة الجريئة التي طال انتظارها، وللمرة الأولى قامت بسحب ثلاثة آلاف ومئة وعشرين فدانا ممن وصفتهم صحيفة «الأهرام المسائي» الناطقة باسم الدولة، بمافيا الأراضي، المتمثلين في رجال أعمال وقيادات أمنية ومسؤولين، وعلى رأسهم محمد أبو العينين، وضباط شرطة وأعضاء جمعية المعلمين كانت تابعة لجمعية 6 أكتوبر الزراعية جنوب طريق الواحات. وقامت الحكومة بتنسيق أمني كبير يحدث بجدية للمرة الأولى بتمكين شركات المقاولات من تسلم الأراضي المسحوبة تمهيدا للشروع في بناء مئة ألف وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي للفقراء، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي».

معارك المبدعين وجنون الشهرة

ومن المعارك العامة إلى معارك المبدعين واستمرار معركة الزميل أحمد ناجي في جريدة «أخبار الأدب» الحكومية وحكم الاستئناف بسجنه سنتين بسبب الألفاظ والأوصاف الخادشة للحياء، في الفصل الذي نشرته الجريدة من قصته، حيث نشرت «الجمهورية» حكومية يوم الثلاثاء الماضي تحقيقا لزميلينا سماح صابر وسيد فتحي جاء فيه : «ما بين إسلام بحيري إلى تيمور السبكي ومن توفيق عكاشة إلى مرتضى منصور تواجه مصر مهزلة من نوع جديد أطلق عليها الخبراء جنون الشهرة، يحاول أصحابها ضخ آراء شاذة وطرح رؤى مغايرة للواقع، بهدف الاختلاف وليس الخلاف، ما يؤدي في النهاية لضرب قواعد المجتمع وتشتيت الرأي العام في قضايا تافهة تزيد من حالة الاحتقان، وتفتح الأبواب للفوضى. علماء النفس والاجتماع أكدوا أن المرضى بجنون الشهرة أشخاص غير سويين يهتمون بالذات فقط، ويطلقون التصريحات عبر وسائل الإعلام حتى يلتفت إليهم الناس، غير عابئين بتجريح الآخرين مطالبين الحذر منهم وعدم تصديقهم لأنهم يقولون ما لا يفعلون، وعلى وسائل الإعلام بث برامج لرفع درجة الوعي لدى المواطنين».

عروض دموية تقام في شوارعنا ومياديننا في عيد الأضحى

لكن زميلنا وصديقنا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي استنكر يوم الأربعاء في مقاله الأسبوعي في «الأهرام» ما حدث لبعض الأدباء بقوله: «إذا لم يكن من حقنا أن نعبر عن رأينا في الخطاب الديني المتخلف، كما فعل فرج فودة أو نصر حامد أبو زيد، أو إسلام بحيري، كيف يكون من حقنا أن نشارك في أي نشاط سياسي أو اجتماعي؟ وإذا لم يكن من حقنا أن نستنكر ما نراه في عيد الأضحى من عروض دموية تقام في شوارعنا ومياديننا، يؤدي أدوارها الجزارون والخراف والجمهور المتفرج، الجزارون بما في أيديهم وأحزمتهم من أسلحة مسنونة، والخراف بما يملأ عيونها من وداعة وتوسل واستسلام، والجمهور المؤلف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال، يؤدون دور الجوقة السعيدة المشجعة، كلما تفجرت نافورة الدم وسقطت الضحية منتفضة مرتعشة ـ إذا لم يكن لنا الحق في أن نرى كما رأت فاطمة ناعوت، أن ما يجوز في الصحارى والطرق المقطوعة والكهوف الجبلية لا يجوز في المدن العامرة، وأن العنف لا يصح أن يمارس بهذا الاستهتار حتى مع الحيوان الأعجم، لأن العنف يستدعي العنف ويشجعه، والدم ينطبع على ذاكرة الطفل ويسكن وجدانه فيشوهه ويصيبه بالبلادة والقسوة ـ إذا لم يكن لنا الحق في التعبير عن رأي كهذا الرأي كيف نحصن أنفسنا ضد التطرف، وكيف نؤدي واجبنا في مواجهة الإرهاب؟».

فرق كبير بين الإبداع والانحلال

ويوم الأحد قال زميلنا في «اليوم السابع» سامح جودة: «فرق كبير بين الإبداع والانحلال، بين الحرية في التعبير عن التجارب الشخصية وهتك الأخلاق الإنسانية، وإلا لاعتبرنا السب بالأعضاء الجنسية نوعًا من البلاغة اللغوية، أو اقتنعنا بأن أفلام البورنو قمة الحرية الإبداعية. الإبداع سمو ورقي وتجرد من اللغو وليس تجردًا من الملابس والأخلاق. وحرية الإبداع في العالم كله لها ألف وجه، ولكن هنا في مصر لا نرى إلا وجهها السافل، فإما الارتجال الأحمق في الدين أو الانغماس الأخرق في السرير، لذلك يحبطني كثيرًا أن يتورط المثقفون والإعلاميون في الدفاع عن هذه الأنواع من الإبداع، لأن أي قواد أو عاهرة سيبهرونكم بإبداعهم في اللغة الجنسية الخسيسة، وأي دجال أو عبيط من مدعي النبوة سيخرجون لكم من ألغام الدين ما لا طاقة لكم به، فهم دجالون وأنتم غافلون والله غفور رحيم».

&