&سليمان العيدي& &

منذ أن أعلنت المملكة العربية السعودية عن قيام التحالف لطرد الحوثي من اليمن وتفريق جميع الميليشيات التابعة للمخلوع صالح؛ والحراك السياسي في الدبلوماسية السعودية لا يهدأ ليلا أو نهارا حتى رأينا ذلك البيت السعودي وهو يستقبل الزعماء من دول العالم من شرقه وغربه، وتهيأت البنية القوية لتكوين صداقة مشتركة وقوية تؤيد المواقف الثابتة والحقة للمملكة بقيادة الملك سلمان والمحمدين، وهم من عملوا على تأمين حدود المملكة في الحد الجنوبي وتأسيس جيش قوي بإذن الله يدافع عن بلادنا الطاهرة، فأعلن الأمير محمد بن سلمان عن تحالف إسلامي مكون من عدة دول تسارعت للانضمام إلى هذا التحالف الذي نشاهده اليوم يرعد في الشمال بوصول فرق عسكرية تمثل أطياف العالم الإسلامي الذين استجابوا لنداء المملكة الصادق نحو الحق وتحقيق الاستقرار للأمة الإسلامية، وبقوة محاربة للإرهاب على كافة الصعد وتجاوب سريع مع منظومة حكام العالم المنصف مع المملكة. وهذا يدلل على ما تحظى به المملكة من مكانة قويه في نفوس أبناء العالم الإسلامي الذين تجاوبوا مع هذا الاتحاد وعلى وجه السرعة، ورأينا كيف كانت تلبية النداء سريعة دون تردد. فرأينا الزيارات التي قامت بها زعامات الأمة التي تنشد الاستقرار والأمان لشعوب العالم المحبة للسلام، وهنا رأينا ذلك التجمع العسكري الفريد على مستوى الاتحادات في عالم اليوم، وبنجاح يفوق كل تخطيط وهو ما تسعى إليه المملكة من (رعد الشمال) باجتماع واتحاد الآلة العسكرية التي يصدق فيها قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

وهنا تجلت تلك الحركة العسكرية التي يقود تحالفها الفكر العسكري السعودي الناضج الذي يحسب للوقت حساباته في عالم لا يؤمن إلا بالقوة العسكرية والتحالفات. لقد نجح التخطيط السعودي، إذ نسمع رعدا في الشمال وهبوبا في الجنوب وقوة ضاربة على الحدود في كل مكان تفرضه حالة الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية. إننا اليوم أمام ثقل سياسي عسكري قاده الملك سلمان والقيادة الواعية معه لدرء المخاطر -بعد الله- عن هذه الديار المقدسة، وهذا ما تحرص عليه السياسة السعودية للمحافظة على مكتسبات بلادنا التي بنيت على مدى عقود وفرضتها اليوم تلك السياسة الحمقاء التي تنتهجها إيران في محيط عالمنا القريب والبعيد، والتي لن نسمح لها إطلاقا بتنفيذ مخططاتها الرامية إلى السيطرة على عقول المسلمين، وهذا أيضا ما تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية التي تؤكد الوسطية والسلم والاعتدال بدل الإرهاب. ولهذا جاءت (رعد الشمال) باكورة اتحاد إسلامي قوي بحول الله، وكلنا نتذكر ذلك الموقف الشجاع الذي أعلن فيه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قيام التحالف العسكري الإسلامي مؤخرا، وأكد من خلال مؤتمر صحافي أن هذا التحالف سيكون قوة للدفاع عن هذه الأمة ولن يعتدي على أحد، لكن من باب المنهج الإسلامي بإعداد القوة والاستعداد الذي أمرنا الله تعالى به.

واليوم عندما تأتي هذه الجيوش وطواقمها وعتادها فإنما هي باكورة الانطلاقة التي وعد بها سمو الأمير محمد قبل فترة ليست ببعيدة، وها نحن اليوم نشاهد فعلا التحالف العسكري في (رعد الشمال) ماثلا للعيان، والذي اختتمت أعماله وفعاليته بحضور عدد من الشخصيات العربية والإسلامية وبقيادة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ووفق الله هذه القيادة وأدام الله علينا الأمن والاستقرار. وشكرا لكل دولة شعرت بمسؤولياتها تجاه الحق والعدل الذي تنشده المملكة دوما وفق سياستها الثابتة.