&إد كروكس &&

&انهيار اتفاق "هاليبرتون" يوم الأحد الخاص بالاستحواذ على منافستها "بيكر هيوز" مقابل 28 مليار دولار، بعد معارضة من وزارة العدل الأمريكية، يجعل المجموعتين في وضع يتطلب منهما التفكير الجاد فيما يجب فعله.&

هاتان المجموعتان هما ثاني وثالث أكبر شركتين للخدمات النفطية المدرجة في العالم، والانخفاض في أسعار النفط منذ صيف عام 2014 يعرضهما لضغط شديد.

&عملية الاستحواذ التي تم الاتفاق عليها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، من شأنها أن تساعد على الاستجابة لهذه الضغوط مع الترشيد لخفض التكاليف التي تعتبر وراء قرار تسريح آلاف الموظفين ـ الذي أعلن من قبل. دون هذه الصفقة، سيتعين عليهما التوصل إلى بعض الأفكار الأخرى، وبسرعة.&

بالنسبة لهاليبرتون، وخاصة بالنسبة إلى ديف ليزار، رئيسها التنفيذي، فشل عملية الاستحواذ المقررة يعتبر نكسة كبيرة. فقد تم إحباط الأولوية الاستراتيجية الرئيسية للشركة، وهي تعاني الآن ضربة إضافية لاضطرارها إلى دفع رسوم فسخ العقد التي تبلغ 3.5 مليار دولار، والتي وافقت على دفعها من أجل أن تكسب الموافقة من مجلس إدارة بيكر هيوز.

&

لكن "بيكر هيوز" تواجه أيضا تساؤلات جوهرية حول مستقبلها. كان مجلس إدارتها في البداية مقاوما لعرض هاليبرتون، لكن تم إقناعه بذلك عن طريق الجمع بين تعزيز العرض وتهديد بجعل المساهمين ينتخبون أعضاء جددا لمجلس الإدارة. مع استمرار تراجع النفط، عرض هاليبرتون، الذي كان تقريبا 30 في المائة نقدا، كان يبدو جذابا على نحو متزايد. ولأن هاليبرتون تنسحب من العرض الآن، على مجلس إدارة بيكر هيوز التفكير في ما إذا كان يحتاج إلى مشتر آخر.

&

إمكانية رفع هوامش بيكر هيوز كانت في قلب المنطق الذي تقوم عليه الصفقة. ليزار رئيس هاليبرتون التنفيذي منذ عام 2000، يشيد به المحللون لقدرته على السيطرة على التكاليف وتحقيق الأرباح. بيكر هيوز لديها بعض التكنولوجيا الممتازة، لكن ربحيتها كانت أقل إثارة للإعجاب.

&

في عام 2014، وهي السنة التي تضمنت نهاية الطفرة النفطية وبداية انخفاض الأسعار، أبلغت شركة هاليبرتون عن دخل تشغيلي ـ وهو مقياس قياس الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب ـ مقداره 5.1 مليار دولار على عائدات تبلغ 32.9 مليار دولار، ما أعطاها هامشا بنسبة تبلغ نحو 16 في المائة. في الوقت نفسه أبلغت بيكر هيوز عن أرباح قبل خصم الضرائب – مقياس مكافئ – مقدارها 3.2 مليار دولار على عائدات تبلغ 24.6 مليار دولار، وبهامش نسبته 13 في المائة.

&

كان هذا الفرق ملحوظا بشكل خاص في أمريكا الشمالية، حيث أبلغت بيكر هيوز عن أرباح قبل خصم الضرائب مقدارها 1.5 مليار دولار على هامش بنسبة 12 في المائة، في حين أبلغت شركة هاليبرتون عن دخل تشغيلي مقداره 3.2 مليار دولار على هامش بنسبة 18 في المائة.&&

&رفع ربحية عمليات بيكر هيوز لتصل إلى مستوى هاليبرتون من شأنه أن يقدم دعما كبيرا للأرباح. في محاولة لتقديم حجتهما إلى المساهمين في العام الماضي، جادلت الشركتان بأن "تطبيق برامج كفاءة هاليبرتون على منتجات بيكر هيوز والخدمات التي تقدمها" من شأنه أن يولد وفورات في التكاليف في نهاية المطاف تصل إلى ملياري دولار سنويا.

&على الرغم من أن كل شركة من الشركتين نفت ذلك، إلا أنه كان يغلب على ظن عملائهما والحكومة الأمريكية أيضا أن إبرام صفقة من شأنه أن يسمح لهاليبرتون بتعزيز الهوامش عن طريق فرض أسعار أعلى، لأن المنافسة ستكون أقل.

&أطلقت وزارة العدل دعوى قضائية لمنع الصفقة، وأوردت قائمة تشتمل على 23 سوقا لمنتجات وخدمات محددة وقالت إن أثر ذلك في المنافسة سيكون "حادا بشكل خاص". وإذا واصلت الشركتان إجراءات الصفقة، لكانت كل من هاليبرتون ومنافستها شلومبرجير، أكبر مجموعة للخدمات النفطية في العالم، تسيطران على 99 في المائة من السوق الأمريكية لتدعيم الآبار البحرية.

&على الرغم من أن مجموعة هاليبرتون كانت تعتزم بيع الأقسام التي تسببت في أكبر المخاوف، جادلت وزارة العدل بأن عمليات التخلص المقترحة لا تزال تترك المنافسة أضعف بكثير مما هي عليه اليوم. كذلك رُفِضت الحجة القائلة إنه من خلال السماح بالترشيد وتخفيض التكاليف، فإن الصفقة سوف توفر فوائد للزبائن.

&الأجهزة التنظيمية الأوروبية أثارت مخاوف هي الأخرى وقالت مارغريت فيستاجر، مفوضة سياسة المنافسة في الاتحاد الأوروبي، في بيان أمس الأول إن الاقتراح الأصلي "أثار مخاوف المنافسة بخصوص عدد كبير جدا من الأسواق ذات الصلة بخدمات حقول النفط" في أوروبا.&

في البيان الذي أعلن أن عملية لم تعد قائمة، قال السيد ليزار إن الشركتين لا تزالان تعتقدان أن العملية كان يمكن أن تسفر عن "فوائد مقنعة للمساهمين والعملاء وغيرهم من أصحاب المصلحة"، لكن صعوبة تأمين الموافقات التنظيمية و"ظروف الصناعة بشكل عام هي التي أضرت بشدة باقتصاديات الصفقة".

&والأسئلة التي لا بد من طرحها هذا الأسبوع تتعلق بتصميم ليزار على ملاحقة بيكر هيوز، واستعداده لتقديم رسوم فسخ عقد كبيرة، نسبتها 10 في المائة من القيمة الأولية للصفقة.

&المخاوف المباشرة حول مستقبل بيكر هيوز سيتم تخفيفها "بسبب وصول وشيك لمبلغ 3.5 مليار دولار نقدا، لكن يوجد أيضا لدى مارتن كريجهيد، رئيسها التنفيذي، قرارات ينبغي له أن يتخذها. فهل يمكن لبيكر هيوز رفع هوامشها في أمريكا الشمالية إلى مستوى هاليبرتون؟ وهل يتعين عليها أن تأخذ هذه الثروة المفاجئة التي هبطت عليها والاستثمار في التوسع في جميع أنحاء العالم؟

&هناك خيار محتمل آخر: شركة أخرى يمكن أن تتقدم بعرض لها.