&مايكل نايتس& &
لا بد من العثور على حل ما، سواء كانت التكلفة باهظة أم لا. فينبغي على الحكومة العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أن تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة التفجيرات التي يقوم بها تنظيم "داعش" في بغداد، بنفس أسلوب تعاونهما معاً لبناء القوات العراقية التي يمكنها هزيمة داعش في ميدان المعركة.
وليس هناك حاجة للبدء من الصفر، فالأمر يصب في مصلحة المسؤولين العراقيين إذا أعدوا دراسة حول أفضل الحلول التي حددتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة قبل عام 2011. ويجب أيضاً إشراك القطاع الخاص الدولي ضمن هذه العملية، مثلما تمت الاستعانة بالشركات الهندسية في العراق لإجراء عمليات الصيانة الخاصة والحيوية لسد الموصل.
ولا ينبغي أن تكون الجهود في غاية التعقيد، بل يكفي أن تستفيد من أفضلها وأيسرها وأن تطبقها بأسرع وقت ممكن، من خلال الاستعانة بدعم "صندوق النقد الدولي". فالاستغلال المناسب للتكنولوجيا والاستخبارات قد يُعيد تنشيط القوات العراقية عند نقاط التفتيش، التي تنتظر فرصة لتحقيق النجاح في مهمتها في المحافظة على الأمن، وربما يساعد ذلك القوات الفاسدة على التفكير ملياً بشأن الاحتيال على نظام يمكنه التحقق من حسن أدائها. ويمكن الحصول على تمويل خاص من خلال الجهات المانحة على هامش اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع في اليابان، حيث إن الاحتياجات الاقتصادية للعراق تتضمن أولويات جدول أعمال الاجتماعات.
ويحتاج التحالف أيضاً إلى التعاون مع العراق، لإعادة البناء الجزئي للشراكة بين القوات الخاصة العراقية والغربية التي تمكنت من تمزيق "تنظيم القاعدة في العراق" عامي 2009 و2010 - وهي الجماعة التي سبقت تنظيم داعش. وحينذاك، تمكنت "قوات العمليات الخاصة المشتركة الأميركية - البريطانية" من تدمير تنظيم القاعدة من خلال قيام القوات الخاصة بشن غارات مستمرة، باعتمادها على الاستخبارات في بغداد و"الأحزمة" الريفية خارج نطاق المدينة.
وعلى الرغم من نشر القوات العراقية الخاصة على الخطوط الأمامية وإعادة هيكلتها لتقاتل بطريقة تقليدية، ما زالت وحدة الاستجابة لحالات الطوارئ في وزارة الداخلية، وهي الوحدة الخاصة لمكافحة الإرهاب المدعومة من قبل الولايات المتحدة، متواجدة داخل بغداد، ويمكنها تعقُّب خلايا تنظيم داعش، إذا عملت عن كثب مع أجهزة استخبارات التحالف الدولي التي لا مثيل لها ومع قدرات القوات الخاصة.
ومع ذلك، يتمثل الدفاع الأفضل عن بغداد في المبادرة بالهجوم. وكانت التفجيرات في العاصمة أقل تواتراً حينما كانت "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" تتولى تدمير شبكات تنظيم "القاعدة" في الأحزمة الريفية لبغداد، حيث كان يتم تحضير السيارات المفخخة، ثم شن غارات لاحقة ضد مجموعة من الأهداف حتى قبل أن تدرك الجماعة الجهادية بسقوط أعضاء آخرين من شبكتها.
ويمكن أن تؤدي العمليات الخاصة والاستخبارات والتفكير الذكي والتكنولوجيا، إلى الحد من المخاطر التي تهدد بغداد وفرض الرقابة على الميليشيات وإبقاء عملية الموصل على المسار الصحيح. وينبغي أن يكون ذلك إحدى أولويات العراق وشركائها في التحالف... فما الهدف الفعلي من تحرير الموصل إذا كان المقابل هو فقدان بغداد؟
التعليقات