&علي سعد الموسى& &
هذا هو مقالي الأول عن الانتخابات الأميركية الحالية، وأنا من كان فيما مضى يتابعها ويكتب عنها بكثافة. أكتب اليوم محاولا الإجابة عن السؤال الإلكتروني الأخير للمجلة الرصينة (foriegn policy) أو (السياسات الخارجية)، وهو يقول: من هو الرئيس الذي يريده العالم من حولنا إلى المكتب البيضاوي: ترامب أم هيلاري؟ وفي الجواب تتباين ردود الفعل العالمية. مجتمعات النفوذ الاقتصادي والعالم الصناعي الأول تريد دونالد ترامب. مجتمعات القضايا الإنسانية ومتن وهوامش الطبقتين الوسطى والدنيا تريد هيلاري كلينتون. أوروبا الغربية بالتقريب مع دونالد والشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب شرق آسيا ومعهم أميركا اللاتينية وشرق أوروبا يتمنون دخول هيلاري مع البوابة الغربية الكبرى للبيت الأبيض في يناير القادم. معظم مساحة الخريطة الكونية اكتست بلون الديمقراطيين الأزرق في باب الأمنيات من الجواب عن السؤال بعاليه لهذه المجلة.
بالنسبة لي سأكون مع اللون الأحمر، ومع دونالد ترامب، ومع عودة الجمهوريين إلى ردهات البيت العالمي الأشهر، ولكن لماذا؟ أولاً، فأنا مواطن سعودي يرفل اقتصاده الوطني -ولله الحمد والمنة- في قلب نادي العشرين العالمي، وهي معادلة لا يصلح معها سوى رئيس أميركي من الحزب الجمهوري، لأن عقيدة هذا الحزب ترتكز على أن القوي هو من يفتح أبواب الحياة أمام الضعيف ويخلق له المال والوظيفة، بعكس الديمقراطي الذي يرى في المبادئ الاشتراكية مفتاحا لتقزيم العمالقة. للطبقة الجمهورية في كل هذا العالم، ومع اختلاف المسميات، مصالحها التاريخية المشتركة مع اقتصاد عملاق قوي مثل اقتصاد هذه المملكة الغالية، ولعل آخرها، وبالمثال، دونالد ترامب الذي تحدث عنه تقرير "واشنطن بوست" عن استثمارات أربع شركات تعود حصتها الكبرى لملكيته وتعمل في السعودية. ووجهة نظري أن رأس المال جبان ولا يتحمل المغامرات السياسية، ومن الواضح أن العلاقات السعودية الأميركية تزدهر وتتنامى مع كل زعيم جمهوري يصل إلى البيت الأبيض. قد يسألني أحدكم في الختام، ولكن ماذا تقول عن تصريحات دونالد ترامب حول المسلمين وحول الأقليات الأميركية وهو يدعو إلى الطرد والإبعاد؟ والجواب يكمن في قراءة تاريخ المهرجانات الانتخابية، فكلها خطب نارية للاستهلاك لا تلبث أن تتبخر وتذوب بعد الشهر الأول لدخول بيت أميركا الأبيض. الفكرة الانتخابية الديمقراطية تقوم أولا وحتى عاشرا على مصالح الاقتصاد لا على دهاليز السياسة، ولهذا فأنا كسعودي أرى مصلحتي مع دونالد لا مع هيلاري.
التعليقات