تقع جزر السيشل في المحيط الهندي على مقربة 1500 كيلومتر من الشاطئ الأفريقي شمال مدغشقر. وهي أرخبيل يتكون من 115 جزيرة تكون فيما بينها جمهورية السيشل وعاصمتها فيكتوريا. وكانت الجزر في الماضي ضمن المستعمرات الفرنسية ثم البريطانية إلى أن نالت استقلالها من بريطانيا في عام 1976. 

ويمكن القول إن السياحة بدأت رسميًا لجزر السيشل في عام 1971 مع افتتاح مطارها الدولي الذي شجع على انتشار السياحة كعنصر اقتصادي مهم للبلاد، إضافة إلى الزراعة. ومع مرور الوقت توسعت السياحة على حساب الزراعة وأصبحت الآن المصدر الرئيسي للدخل في جزر السيشل.
وتوجهت حكومة السيشل إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي في تحديث وتطوير القطاع السياحي، مما أدى إلى تدفق هائل للاستثمار للاستفادة من الحوافز والمزايا المعروضة. وأثبتت السياحة أنها من أهم عناصر النمو الاقتصادي، وإن كان الاعتماد شبه الكامل عليها له أيضًا مخاطره، حيث شهدت السيشل تراجعًا دراميًا في السياحة أثناء حرب تحرير الكويت (1991 - 1992).
وبعدها حاولت الحكومة تنويع مصادر الدخل بتشجيع أنشطة الزراعة والصيد والمشروعات الصغيرة وتحويل الجزر إلى مركز أوفشور مالي. وفي عام 2015 أتاحت حكومة السيشل جزيرة اسامشن لجهود تطوير شاملة من الهند.
ويعود السبب الرئيسي في نجاح الجزر على صعيد القطاع السياحي العالمي إلى قدرتها على توفير خيارات جديدة من الفنادق ووجهات الضيافة المتميزة. وفي هذه السياق، تستهل السيشل عامها الجديد مع ترقب افتتاح صرحين جديدين ضمن قائمة مؤسسات الضيافة المدرجة ضمن الأرخبيل في 2017. أبرزها مشروع بانجيا بيتش الذي يستأثر بموقع استراتيجي ضمن جزيرة ماهي، ويقدم سلسلة تتضمن 33 شقةً سكنيةً فاخرةً على الشاطئ من المقرر إنجازها في منتصف العام. ومن جهة أخرى، سيكون الضيوف على موعد مع إعادة افتتاح موقع «ديسروشيز آيلاند» تحت عنوان جديد يحمل اسم منتجع «فور سيزنز ريزورتز سيشل» بعد إتمام مجموعة واسعة من أعمال التجديد.
وكشف مكتب سياحة سيشل في دبي أن أعداد الزوار القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي إلى جزر سيشل أظهرت معدلات نمو سنوية لافتة خلال السنة الماضية. ويأتي هذا الإعلان مع ترقب افتتاح مجموعة من الفنادق خلال 2017 بما يضمن لجزر السيشل الحفاظ على مكانتها الرائدة التي أرستها في المنطقة، عبر تقديمها خدمات سياحية تغني تجربة الزوار الثقافية، وتتيح لهم مرافق استجمام وادعة توفر لهم جميع وسائل الترفيه والراحة.
وشهدت السيشل ارتفاعًا مستمرًا في أعداد السياح القادمين من منطقة الخليج خلال السنتين الماضيتين. ففي عام 2014، استقبلت جزر السيشل عددًا إجماليًا من السياح بلغ 18668 زائرًا قبل أن يرتفع العدد إلى 27089 زائرًا في 2015. وبلغ مؤشر الزيارات المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 خلال أول 10 أشهر من العام أرقامًا تجاوزت الحدود المتوقعة عبر استقطاب 25293 سائحًا من دول مجلس التعاون الخليجي. وتعكس هذه الإحصائية زيادة الوعي بأهمية جزر السيشل وما تقدمه سياحيا بالإضافة إلى قربها الجغرافي إلى منطقة الخليج.
ولأن جزر السيشل لم تكون مأهولة تاريخيا بالسكان، فإن تعدادها الآن مكون من خليط من المهاجرين معظمهم من أفريقيا مع أقليات هندية وصينية وفرنسية. ويبلغ تعداد الجزر 92 ألف نسمة وهي من أقل الدول الأفريقية تعدادا.
وهي من أعلى دول أفريقيا في نسب الدخل الفردي الذي زاد سبعة أضعاف منذ عام 1976. ولكن نسبة كبيرة من التعداد تعاني من الفقر بسبب سوء توزيع الثروة.
ويقال إن التجار العرب مروا تاريخيا على هذه الجزر في طريقهم إلى سواحل أفريقيا وكانت حينذاك غير مأهولة بالسكان. ولم يعرف الأوروبيون عن وجود جزر السيشل إلا بعد أن اكتشفها الأدميرال البرتغالي فاسكو دا غاما في عام 1502. ثم وصلها الإنجليز في عام 1609 ضمن رحلات تجارية بحرية كانت في طريقها إلى الهند.
وجاء بعدهم الفرنسيون وأنشأوا قاعدة وميناء في عام 1756 وأطلقوا على الجزر اسمها الحالي وهو اسم وزير المالية في عهد لويس الخامس عشر، جان مورو دي سيشل. ثم استولى الإنجليز على الجزر في عام 1794 أثناء الحروب النابليونية. واستسلم الحاكم الفرنسي بشروط الحفاظ على مزايا المقيمين الفرنسيين وإعلان حياد الجزر.
ثم حصلت السيشل على استقلالها في عام 1976 وأصبحت جمهورية مستقلة تابعة لمجموعة الكومنولث البريطانية. ولم تسلم السيشل من المتاعب بعد ذلك من محاولات الانقلاب من جنود مرتزقة بعضهم تم تجنيدهم في جنوب أفريقيا، وعواصف استوائية مثل تلك التي وقعت في عام 2013 وتسببت في فيضانات وتدمير لمئات المنازل. ويوجد أكثر من 700 سجين في السيشل معظمهم من القراصنة الصوماليين. وتسهم السيشل في جهود مكافحة القرصنة في المحيط الهندي التي تكلفها خسائر سنوية بنسبة أربعة في المائة من ناتجها القومي.
بعض جزر السيشل مكون من صخور الغرانيت البركانية وبعضها الآخر تكون من تراكم الرمال على شعاب مرجانية. أما المناخ فهو استوائي بدرجات حرارة تتراوح ما بين 29 درجة شتاء إلى 31 درجة صيفا مع موسم أمطار في فصل الشتاء.
وتحظى البيئة الطبيعية بأعلى درجات الاهتمام في جزر السيشل، ولا تتم الموافقة على أي مشروع سياحي إلا بعد إتمام مراجعة بيئية شاملة عن التأثيرات المحتملة على البيئة المحلية. وتعد جزر السيشل من أنجح وجهات السياحة البيئية المستدامة في العالم. وهي لذلك تركز على نوعية السياح القادمين إليها وليس على عددهم. وبلغ عدد سياح جزر السيشل في عام 2007 نحو 150 ألفا. وتعتبر نصف مساحة الجزر تقريبا محميات طبيعية.
وتأتي هذه الجهود البيئية للمحافظة على بيئة نادرة تكونت في معزل عن العالم الخارجي، مثلما الحال في مدغشقر، بعد سنوات طويلة من الإضرار بالبيئة على أيدي التعداد الآدمي المتزايد تاريخيا مما أدى إلى انقراض بعض الأحياء في الجزيرة مثل السلاحف العملاقة والعشرات من أنواع الطيور التي تم تقطيع أشجار بيئتها الطبيعية. ولكن الضرر الطبيعي كان أقل مما وقع في جزر أخرى مثل موريشوس وهاواي نظرا لقصر مدة الاستيطان الإنساني في جزر السيشل منذ عام 1770. وهناك كثير من أنواع الطيور والحيوانات المحمية قانونيا في السيشل مثل الببغاء الأسود الذي هو شعار الجزر.
وهناك أكثر من مائة نوع من النباتات التي تنمو في السيشل منها أنواع نادرة من النخيل لا تنمو إلا هناك. كما يوجد سرطان المياه العذبة في السيشل وحدها بالإضافة إلى 30 نوعًا آخر من السرطانات الموجودة في مياه الجزر الضحلة.
وتوجد أيضًا زهور أوركيد نادرة وسلاحف متوسطة الحجم ومستعمرات للطيور المهاجرة، بالإضافة إلى آلاف من أنواع الأسماك في الشعاب المرجانية في عشرات الجزر. ويمثل نشاط الغوص بين الشعاب المرجانية أهم جوانب السياحة النشيطة في جزر السيشل.
ويتم التعامل في جزر السيشل باللغتين الفرنسية والإنجليزية بالإضافة إلى اللغة المحلية المستعارة من الفرنسية. وتخلو الجزر من الموارد البترولية، ولذلك فهي تستورد كل احتياجاتها في شكل منتجات مكررة من منطقة الخليج. ويعتمد المطبخ في جزر السيشل على الأرز والأسماك التي تُطهى بأكثر من طريقة، منها الطهي في الفرن داخل أوراق الموز. وتدخل أطباق الكاري مع الأرز أيضًا في نظام الجزر الغذائي. من عناصر الغذاء في السيشل أيضًا ثمار المانغو وجوز الهند والعدس والبطاطا.
المغريات السياحية في جزر السيشل كثيرة، ومنها مثلا مشاهد السلاحف البحرية التي تضع بيضها في الرمال البيضاء. ويحدث هذا أثناء ساعات النهار لشعور السلاحف بالأمان على خلاف جميع مناطق وضع البيض في أنحاء العالم الأخرى التي تحدث تحت غطاء الليل.
هناك أيضًا تكوينات الصخور الغريبة والغابات الاستوائية بالإضافة إلى بعض أفضل الشواطئ في العالم.
وتوفر جزر السيشل الخصوصية التي يطلبها بعض السياح خصوصًا من منطقة الخليج، حيث يمكن الانتقال بين الجزر بالزوارق أو الطائرات الهليكوبتر إلى فيلات ذات حمامات سباحة خاصة مرتبطة بالشواطئ مع طواقم خدمة خاصة.كادر

نماذج لعطلات خاصة في جزر السيشل

> هناك كثير من الشركات العالمية التي تقدم عطلات في جزر السيشل تبدأ من أسبوع أو عشرة أيام إلى عدة أسابيع. هذه النماذج تطرحها الشركات لعام 2017 وهي متاحة طوال شهور العام:
> شركة «جست سيشل» تقدم رحلة لمدة عشرة أيام، منها ثلاثة أيام في جزيرة ماهي وثلاث ليال في جزيرة كونستانس، وأربع ليال في جزيرة فريغيت، بأسعار تبدأ من 15 ألف دولار للفرد الواحد. وتشمل التكاليف رحلة الطيران من أبوظبي بالإضافة إلى تذاكر السفر البحري بين الجزر والطعام.
> شركة «كوني» تقدم إقامة في فنادق جزيرة كونستانس، منها فندق افيليا الذي يطل على محمية بحرية طبيعية ومناطق خضراء. وهو على بعد 40 دقيقة من مطار ماهي بأسعار تبدأ من ألفي دولار للفرد لمدة سبعة أيام على أساس الفطور وحده. وهناك خيار آخر لفندق «بنيان تري سيشل» التقليدي الذي يطل على شاطئ رملي. وهو يضم 60 غرفة وتبدأ الأسعار من 3600 دولار للفرد على أساس وجبة الفطور وحدها.
> شركة «فيرجن» تقدم عطلة في فندق «فور سيزونز سيشل» المقسم على شكل فلل كل منها بها ثلاث شقق لكل منها حمام سباحة خاص. ويطل الفندق على أحد أفضل شواطئ السيشل. وتوجد جميع الخدمات في الفندق من المشروبات المتاحة طوال النهار إلى النادي الصحي والسبا وحدائق معطرة بأشجار القرفة. ويعتمد السعر على توقيت الحجز وموعد العطلة.