عمرو خان
تحدت الشابة المصرية عزة عامر إصابتها بالإعاقة عن الحركة منذ شهرها السادس نتيجة إعطائها لقاحاً معيباً، وتعيش حياة طبيعية مع الأسوياء، وتخوض تجارب ناجحة في مجال التمثيل المسرحي وعروض الأزياء والإذاعة، والمنافسة على لقب ملكات الجمال على المستوى المحلي في القاهرة إلى أن حازت الجائزة الأولى لملكة جمال مصر.
تحررت من الإعاقة وصعوبة الحركة ذهاباً وإياباً، وتتنقل يومياً من مقر سكنها في محافظة البحيرة في شمال دلتا مصر إلى محافظة القاهرة، للمشاركة في عرض أزياء أو للتدرّب على عرض مسرحي تشارك فيه. وزادت إصرارها على العيش وسط الأسوياء عبارات الإطراء التي كانت تمثل لها حواجز تبعدها من تحقيق الذات.
وتقول عامر لـ «الحياة»: «أصبت بإعاقة في الحركة وأنا في سن 6 أشهر، نتيجة تناولي خطأ لقاحا للأطفال، وأكملت حياتي بعد ذلك في شكل طبيعي جداً، وكانت دراستي في مدارس حكومية للأسوياء، بناء على رغبتي في ألا أكون غير إنسانة طبيعية».
وأضافت: «عام 2015 قررت أن أخوض التجربة الأولى في سوق العمل، وانطلقت في مهنة مندوب تسويق عبر الإنترنت، ومن خلال الاطلاع على مجموعات التواصل الاجتماعي عبر «فايسبوك» تعرفت على مصممي أزياء، وتقدمت للمشاركة في أحد العروض التي يقدمها الأسوياء، وبالفعل حزت قبولاً غير متوقع. وشاركت في أول عمل لعروض الأزياء مع مصمَمين روسيين، ثم توالت المشاركات مع مصممين مصريين، منهم أمير فرج وعصمت فخري، والآن أستعد للمشاركة كبطلة في عرض جديد لمصممة الأزياء سماح قاسم».
تتمتع عزة بطاقة إيجابية قادرة على تغيير مسار حياة العديد من الإناس بمجرد التحدّث إليها. وعن سر هذه الطاقة توضح: «أستمد طاقتي من مرضى السرطان من الأطفال، فهم يمثلون عندي المثل الأعلى، كما العمل هو منبع طاقتي ومفجرها، ففي العام 2017 بدأت العمل المسرحي والإذاعي، وشاركت كممثلة في أحد العروض المسرحية بعنوان «انكتبلك عمر جديد» من إخراج محمد سامي، وحصل العرض المسرحي على الجائزة الأولى في مسابقة «آفاق» التي يرأس لجنة التحكيم فيها الفنان محمد صبحي. والآن أدرس العديد من العروض المقدمة إليّ من عدد من المخرجين في المسرح والسينما في مصر، وأفاضل بين ما هو مناسب لقدراتي، وأفضل العمل مع الأسوياء في مجالي الأزياء والمسرح، وأتمنى أن أكون ممثلة عالمية، بعض أن أصل إلى مستوى الاحتراف».
حققت عزة الكثير على مدار سنتين هما عمرها في مجال المسرح والأزياء، فحصلت على لقب ملكة جمال مصر لذوي الحاجات الخاصة، وسفيرة للأطفال في القاهرة من إحدى المؤسسات الأهلية في مصر، ولكن ما زال لديها أحلام وأمنيات. وعنها تقول: «أتمنى أن أصبح سفيرة لمرضى السرطان في مصر، حتى أتمكن من المساهمة في توفير الدعم اللازم لهم على المستويين العربي والدولي».
التعليقات