وليد عبدالله الغانم 

ليس بجديد ما قامت به مجاميع عراقية الايام الماضية من اقامة تظاهرات بشأن قضايا الحدود الكويتية مع العراق، فخلال عقود متوالية كانت الاكاذيب العراقية تجاه استقلال الكويت وحدودها ورقة سياسية وعسكرية ودبلوماسية استخدمتها الانظمة العراقية المختلفة بكل اشكالها لمحاولة الاستيلاء على اي قطعة ارض كويتية صغيرة كانت او كبيرة، أو للمساومة والابتزاز المالي والمادي، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالخيبة والخسران بفضل الله تعالى ثم بايمان الكويت بصدق قضيتها وتكاتف شعبها ومساندة العالم بمختلف اشكاله.
قضية «خور عبدالله» ستضاف الى مسلسل المهاترات العراقية، وحكام العراق وسياسيوهم ومثقفوهم وتجارهم واعلاميوهم يعلمون علم اليقين ان منشآت ميناء مبارك الكبير الذي تقيمه الكويت والممر البحري الملاصق له امور محسومة نهائيا بشكل تاريخي ودولي وقانوني وسيادي بين الكويت والعراق، وان الكويت لم تضف الى حدودها متراً واحداً ليس من ضمن اقليمها، سواء كان براً أو بحراً، والادلة على ذلك والقرائن معروفة ومنشورة وليس هذا المجال لاعادة التذكير بها.
ما يحدث حاليا من بعض التظاهرات والادعاءات لناشطين حزبيين ونواب عراقيين يقودون مجاميع شعبية وقودها العاطفة وتغييب الحقائق، يتولاها اصحاب أجندات موالية لايران وربما احقاد قديمة من بقايا حكم البعث البائد، وكل ذلك مجرد مهاترات اعلامية يغلب عليها طابع الاثارة والشعبوية والتكسب الرخيص لقضايا حسمت بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي بشكل كامل ووفقا للدستور الكويتي والاتفاقيات الدولية.
لقد دأبت الانظمة وبعض الاحزاب العراقية على الإساءة للكويت، ومؤخراً لا يمكن اغفال التأثير الايراني عليها في إثارة القلاقل في المنطقة، وان الواجب على الحكومة الكويتية عدم التساهل مع هذه الحركات الاستفزازية واتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة، والتواصل مع الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي ومع الاصدقاء حول العالم، واخطار المنظمات الدولية اولاً باول برصد هذه الامور ومتابعتها وبالتأكيد الطلب الواضح من الحكومة العراقية بايقاف هذه الالاعيب من صبيان الاحزاب، واعلان الاحترام والالتزام الكامل بحقوق الكويت وحدودها التي خاب وخسر كل من اعتدى عليها والحمد لله رب العالمين.