علي سعد الموسى

قذفت بي الصدفة الصرفة والحميدة في آن، أن أكون من (قسمة) زوار حرس الحدود البواسل أثناء زيارتنا مطلع الأسبوع للخطوط الأمامية على الجبهة، هل كنت بحاجة إلى مسح الصورة الذهنية السائدة في رأسي عن حرس الحدود؟ والجواب أنني، ومن هنا، أقترح توجيه دعوة رسمية مدفوعة الثمن والضيافة إلى المخلوع اليمني وجناحه الكسير عبدالملك الحوثي.


أحياناً يتطلب من العقل العربي أن يدرك وأن يرى فارق المواجهة، وبعيداً عن أحدث ما أنتجته تقنية العصر، وعن جندي حرس الحدود الوحيد أحياناً في وكره، فإنني أكتب عن العقيدة الإيمانية والوطنية والعسكرية التي تحرك هذا الجندي.
جندي حرس الحدود له مهام محددة وواضحة مثلما هي المهام الأخرى لبيئة إخوانه في بقية الأفرع: هو يواجه أولاً تهريب المخدرات والأسلحة، وهذه أرقى ذروة في جبال الجهاد، ولك من خلال إحصائية الأطنان من مختلف أنواع المخدرات أن تدرك حجم الاستهداف.
حربنا مع العدو هي حرب سموم، ومن يستمع إلى هؤلاء الجنود الأبطال في حرس الحدود عن هذه الحرب سيدرك أو سينتابه الذعر الهائل على كل شاب وطفل لولا هؤلاء الرجال الذين يحاربون من أجل هدف وقضية.
تسألني عن المعنويات، سأجيب: سألت جنديا على المتر الأخير وإذا به يجيب فوراً: لن يعبر هؤلاء خطوة إلى ترابنا إلا إذا كنا جثثا هامدة. أقسم بالله أنها نفس الجملة التي قالها أمير المنطقة وبالحرف في الليلة السابقة. سألته بدهشة: هل قابلت الأمير من قبل، فأجاب: لا، ولكن لماذا السؤال؟
كلنا جميعا نفس الجملة في نفس القمة الجبلية.