عبده خال

لكل زمن أدواته.. هذه الحقيقة ظهرت من خلال فعل بسيط فرضه الواقع التقني وكأن واقع الحال ينص على طي صفحات الماضي في أرفف الأرشيف مع تثبيت تاريخ مستحدث يمكن استخدامه بالجملة الشهيرة ما قبل وما بعد وبينهما تضع كلمة (سيلفي).

فالتقاط صورة (بالسيلفي) طغت على الواقع الاجتماعي وأخذت في الاتساع والانتشار حتى وصلت إلى قمة الهرم الاجتماعي والسياسي، ولم يعد البروتوكول يحظى بالأولوية.. وفي رحلة خادم الحرمين كان السيلفي حاضرا ليس من خلال الإعلاميين أو الحضور، وإنما من قبل الرؤساء، فالرئيس الإندونيسي نهض من مأدبة الطعام ليسجل لقطات (سيلفي) مع الملك سلمان، وأضاف إلى ذلك مطالبته لخادم الحرمين الشريفين توجيه كلمة للشعب الإندونيسي مباشرة، وكان هذا الحدث جديدا وخارج البروتوكول سابقا فقد غدت اللحظة هي الحاضرة وما كان يفعله مصورو الصحف ووسائل الإعلام غدا من الماضي، فالآن يستطيع أي زعيم التحرك كإعلامي يسجل اللحظة كما يشتهي وليس كما يشتهي المصورون..

وسبق هذا السيلفي ما قام به رئيس وزراء ماليزيا...هذا السيلفي غدا أرشيفا جديدا في الفضاء السياسي بعد الكثير من تلك اللقطات التي شملت الرئيس الروسي بوتين واستسلامه لكاميرات المعجبين وما فعلته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع طالبات إحدى المدارس وانتظار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لالتقاط الصور مع المواطنين الفرنسيين كلقطات سيلفي طازجة وقد التقطت صور السيلفي لعشرات من زعماء العالم.. ويبدو أن التاريخ سوف يبحث عمن كان له السبق بإدخال السيلفى إلى منصات الرؤساء والزعماء، فالتاريخ سجل من أول استخدم السيلفي على مستوى الأفراد إذ يقول هذا التاريخ أن أول من استخدم عصاة السيلفي حدث في عام 1926 بالتقاط صورة بالأبيض والأسود لزوجين بريطانيين في شارع «وارويكشاير»، حيث كانا يعيشان بعد عام واحد فقط من الزواج وقد تحدث عن هذه الصورة حفيد كليفر وتمنى لو أن جده سجل اختراع عصا السيلفي لكان هو الآن من أثرياء العالم.

فمن هو الرئيس الذي كسر البروتوكول العجوز ليدخل صور السيلفي كنهج حديث يلبي رغبات الملوك والرؤساء في التحرك السهل من غير صلابة البروتوكول العجوز والتقاط صور السيلفي مع أصدقائهم من الرؤساء؟