هبة ياسين
أنوشكا اسم غريب على المسامع العربية ويعني «الشيء الحلو»، وهو اسم على مسمى لصاحبته النجمة أنوشكا التي ولدت لأب مصري وأم أرمينية، وتخرجت في الجامعة الأميركية ثم بدأت حياتها الفنية عبر الغناء، بامتلاكها صوتاً مميزاً جمع بين عذوبة شرقية وقوة أوبرالية. وأسند إليها المخرج صلاح أبوسيف بطولة فيلم «السيد كاف» عام 1994، وتواصلت مسيرتها بين توهج وانقطاع لسنوات.
وساد الاعتقاد حتى سنوات قليلة أنها مطربة ذات صوت جيد وقوي فقط، ولكن لم ينتبه أحد لامتلاكها تلك الموهبة التمثيلية المتفجرة المتوارية، حتى استطاع المخرج أحمد عبدالحميد أن يكشف عنها عبر مسلسل «قانون المراغي» عام 2009 الذي جاء بمثابة ميلاد فني جديد لها، عززه دورها في مسلسلها الأخير «غراند اوتيل» الذي حقق نجاحاً كبيراً على مستوى الجمهور والنقاد.
«الحياة» التقت أنوشكا التي كشفت أنها ستشارك في موسم رمضان المقبل عبر عمل واحد فقط هو «حلاوة الدنيا» الذي تؤدي خلاله دوراً مختلفاً عن أعمالها السابقة، ووصفته بأنه «يتطرق إلى مناطق جديدة، وتقوم فكرته على موضوع في منتهى الرقي»، وأشارت إلى أن كواليس العمل مع هند صبري ورجاء الجداوي وحنان مطاوع وكل فريق العمل تسودها الألفة والحب.
وعبرت عن فخرها بالدراما المصرية بقولها: «بكل كبرياء وفخر أعتبر أن الدراما المصرية قوية جداً ولا وجه لمقارنتها بأي دراما أخرى سواء تركية أم هندية».
وبررت غيابها سنوات قائلة: «ابتعدت عن الساحة الفنية لأسباب عائلية اذ لازمت والديّ أثناء فترة مرضهما الطويلة، ثم جاءت فترة الثورة وشهدت سنواتها حالاً من الركود الفني انسحبت على الجميع».
وتابعت: «لم ابتعد عن الغناء بل سأستمر به، ولكن شاءت الظروف أن يختارني المخرج أحمد عبدالحميد لبطولة مسلسل «قانون المراغي» عام 2009 الذي أعتبره بمثابة نقطة انطلاق قوية في مسيرتي الفنية التي بدأتها عام 1987، وهو أحد أقرب الأدوار إلى قلبي، ودفع نجاحي في أدائه النجم الكبير عادل إمام لاختياري للتمثيل أمامه في مسلسل «فرقة ناجي عطاالله» عام 2012، ومن ثم توالت أعمالي التلفزيونية». وتابعت: «جرت العادة أن يسند المخرجون الى المطربة أدواراً بسيطة وسطحية لا تحتوي تقلبات إنسانية كثيرة توضح الانفعالات المختلفة للفنان لأن التمثيل ليس صورة جميلة والوقوف أمام الكاميرا فقط فهذا يعد مفهوماً خاطئاً عن التمثيل. من هنا اعتبر عبدالحميد أحد أصحاب الفضل عليّ في مجال التمثيل، لأنه اكتشف الممثلة التي تستقر في داخلي في شكل أعمق، وتلاه في ذلك مخرج مسلسل «غراند أوتيل» محمد شاكر خضير، اذ إنهما وثقا بي ولم ينظرا إلي بسطحية».
وعن تفضيلها عرض أعمالها خلال رمضان من عدمه، قالت: «لا شك في أن السمة الرئيسية في رمضان هي التفاف العائلات حول الشاشة وارتفاع نسبة المشاهدة، لكن اعتقد أن الجمهور يبحث ويشاهد ويقوّم كل الأعمال ثم يقرر المتابعة، فالجمهور بمثابة الرقيب على الأعمال ويبحث دائماً عما يحترم عقله. ينتظر العمل الجيد سواء جرى عرضه خلال شهر رمضان أم في وقت آخر، وشخصياً لم أشاهد مسلسل مثل «ونوس» خلال عرضه الأول بتمعن، لكنني أعدت اكتشافه بعد رمضان ووجدته أحد أفضل وأعمق المسلسلات».
واعترفت أنوشكا بأنها وقعت في حب شخصية «قسمت هانم» في مسلسل «غراند أوتيل» الذي عرض رمضان الماضي، ولم ترها شخصية شريرة مثلما صنفها الجمهور، وقالت: «لم تعترني أي مخاوف في شأن تجسيدها بل انفعلت بالظروف الإنسانية التي مرت بها، فلم أرها شريرة بمقدار ما وجدتها إنسانة بحلوها ومرها. ومن الطبيعي أن تحاول أي سيدة الدفاع عن كرامتها واسترجاع أموالها التي سرقت منها. حاولت قسمت التذاكي لامتلاك كل «صواميل» الأشياء بيديها، فهي كتلة مشاعر متضاربة تتمتع بالقوة والضعف والكبرياء في آن».
ظهرت أنوشكا بكامل أناقتها في هذا العمل وكشفت ما لا يعرفه بعضهم من ان «كل الإكسسورات والمصوغات التي تزينت بها هي أشيائي الخاصة ومصوغات توارثتها عن والدتي وشقيقة والدي». وأضافت: «كما أن ياسمين القاضي عملت على تصميم ملابس العمل برقي وجودة بالغتين».
وأشارت أنوشكا الى حبها لتلك الحقبة الزمنية التي وقعت خلالها حوادث «غراند أوتيل» وما تشتمله من ملابس وديكور ولغة، ويخلب لبها كل ما هو «أبيض وأسود»، وأضافت: «نجاح هذا المسلسل هو أبلغ دلالة على أنه لامس مشاعر المشاهد الذي يتعطش للرقي ويبحث عن الجمال عبر الارتقاء بالحوار والأسلوب الذي يعد السمة المميزة لفترة الخمسينات التي دارت خلالها الحوادث». وعبرت أنوشكا عن سعادتها بالنجاح الذي حققه العمل قائلة: «تلقيت دلعاً من الجمهور لم أكن أتخليه».
وأبدت سعادتها بالمشاركة في بطولة فيلم «هيبتا» الذي حقق نجاحاً في دور العرض السينمائي وقالت: «على رغم أن غالبية أبطال الفيلم ظهروا في مشاهد قصيرة غير أنني سعيدة بهذه المشاركة، لأن الدور ليس بحجمه ولكن بمقدار تأثيره، كما أن فكرة المسلسل أو الفيلم هي المهمة، فالجمهور لم يعد يرغب في متابعة أعمال تافهة». وأوضحت أنها لا تشارك في أي أفلام لانشغالها في تصوير «حلاوة الدنيا» لكنها تتمنى المشاركة في عمل سينمائي في أقرب فرصة.
وعلى الصعيد الغنائي، قالت: «أعمل على انتقاء عدد من الأغاني لأدائها في حفلاتي المقبلة، إذ عدت للغناء مجدداً واستهللت حفلاتي خلال كانون الثاني (يناير) الماضي في أسوان، بعد ابتعاد استمر فترة طويلة».
التعليقات