فهد عريشي

نجاح محمد بن سلمان في زيارته لأميركا والصين هي ضمن العمل الذي وعد به بأن السعودية ستعمل لتكون المعركة على أرض إيران وليست في السعودية.

ما إن أعلن ولي ولي العهد محمد بن سلمان عبر برنامج الثامنة أن السعودية ستعمل لتكون المعركة في إيران ولن تكون في السعودية، حتى أعلن الرئيس الأميركي ترمب أن المملكة العربية السعودية ستكون وجهته الأولى، وأول دولة يزورها لمناقشة الحد من دعم إيران للجماعات الإرهابية في اليمن والعراق وسورية، وفي كل دول العالم، وما إن تلقت إيران صفعة محمد بن سلمان وارتباكها في محاولات عديدة للرد حتى أتتها الصفعة الثانية من الرئيس الأميركي الذي أعلن رغبته في التعاون مع السعودية كونها قائدة العالمين العربي والإسلامي، وبها الحرمان الشريفان، وذات ثقل سياسي واقتصادي، وضمن مجموعة دول العشرين، للحد من تطرف إيران. 
إعلان الرئيس الأميركي ترمب بأن زيارته الأولى ستكون للسعودية ليس من واقع أهمية مكانتها الاقتصادية والسياسية والإسلامية والعربية فحسب، بل هي إحدى ثمرات زيارة محمد بن سلمان للرئيس الأميركي الذي تميز اجتماعه معه بحضور كبار المسؤولين، مثل مستشار الأمن القومي، وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر زوج إيفانكا الذي يحمل ملف السلام، وهذا الاجتماع كان النواة للتحالف السعودي الأميركي ضد كل ما يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط التي عاثت فيها إيران بإرهابها وتطرفها.
إعلان الرئيس الأميركي بأن زيارته الأولى ستكون للسعودية ذكرني بإعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن السعودية ستكون محطته الأولى في جولاته لعام 2016، دلالة على أهمية السعودية في استقرار الشرق الأوسط الذي يعد أهم مواردها النفطية، ومعلنة بأنه لا استقرار للعالم إذا لم تستقر منطقة الشرق الأوسط، ولم تكن زيارة الرئيس الصيني للسعودية زيارة اعتيادية، بل أعلن خلالها عن شراكة شاملة عبر لجنة سعودية صينية مشتركة رفيعة المستوى يرأسها من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن الجانب الصيني نائب الرئيس الصيني، على أن تعقد هذه اللجنة سنويا، وكان الانعقاد الأول في بكين، وكنت شاهدا على قوة الاتفاقيات التعليمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية التي وقعتها الدولتان، والتي تعبر عن مدى نجاح الحكومة السعودية في تعميق علاقتها بدولة الصين ذات الثقل السياسي والاقتصادي، وعضوة مجلس الأمن الدولي، والتي لديها مصالح كبيرة في منطقتنا، وتثق كثيرا في حكمة السعودية السياسية عكس خذلانها من إيران التي تتسبب لها بالمشاكل مع دول الجوار، وتضر بمصالح الصين الاقتصادية عبر دعمها الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، مثلها مثل كوريا الشمالية التي سببت الكثير من الإحراجات لحكومة الصين إثر سياستها المعادية لدول الجوار، خاصة مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية.
نجاح محمد بن سلمان في زيارته لأميركا والصين هي ضمن العمل الذي وعد به بأن السعودية ستعمل لتكون المعركة على أرض إيران وليست في السعودية.
وتعلم إيران بأن هذه المعركة انتقلت إلى أراضيها بعد زيارتي محمد بن سلمان لأميركا والصين تولد عنها اتفاقية مع أميركا بشأن مواجهة الإرهاب الإيراني، واتفاقيات اقتصادية وعسكرية كبرى مع الصين جعلت الصين تحرص على مصالحها في المنطقة، وتواجه بشكل غير مباشر إيران عبر إعلانها بأنها تؤيد دعم السعودية للحكومة اليمنية ضد جماعة الانقلابيين، الحوثي والمخلوع، المدعومة من إيران، وأيضا بشكل غير مباشر بأنها ضد الرئيس السوري بشار بعد مجزرة خان شيخون في مجلس الأمن الدولي.